الخطير في الأمر أن يبرهن الاتحاد على جهله بطبيعة الصراع الدائر في سوريا، وأن يغمض عينيه عن الدور الذي لعبته تركيا في التمهيد لتنظيم داعش من أجل تحقيق "دولة التمكين".

من الطبيعي أن يعتبر المغرب نفسه جزءا من شراكة دولية في مواجهة التحدي الإرهابي، وأن يعتبر أمنه الداخلي مرتبطا بمستوى التنسيق والتعاون الذي يبديه تجاه شركائه.

مسار الحزب الحاكم في تركيا يعطي درسا حول علاقة صناديق الاقتراع بالديمقراطية والتعددية، فالواضح أن الصناديق لا تكون بالضرورة طريقا إلى القبول بالتعددية والاعتراف بالآخر.

الدولة تركت ملف السلفية الجهادية يختمر بشكل تلقائي دون أن تنجر إلى أي تكتيك سياسي من شأنه أن يحول هؤلاء السلفيين إلى ناطقين باسم مشروع سياسي أو عقدي معين.

تركيا قررت الخروج عن سياسة التسامح تجاه المقاتلين الأجانب الذين يتقاطرون على أراضيها، ما شكل عنصرا من عناصر وقف المدد الذي يتجه إلى تنظيم داعش وباقي التنظيمات.

ظاهرة التحاق الغربيين بجماعات العنف الديني الإسلامي تعكس حالة الانقسام داخل هذه المجتمعات، فقد أصبح الغرب يقاتل نفسه في الشرق، ويثور على منظومة القيم والسياسات الدينية المتبعة هنالك.

الدستور الأسباني عزز الشعور بالانفصال في الوقت الذي أراد أن يؤسس للدولة الوطنية. ففي الوقت الذي فتح المجال واسعا أمام التعددية العرقية والثقافية واللغوية، أضعف وزن الهوية الوطنية الجامعة.