إبيك غيمز تخوض "صراع جبابرة" مع آبل بالوكالة

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة)- تشهد محكمة في كاليفورنيا اعتبارا من الاثنين تصفية حسابات في “صراع الجبابرة” بين شركتي إبيك غيمز لألعاب الفيديو وآبل للهواتف الذكية بعد أشهر من الاتهامات المتبادلة. وتأمل ناشرة لعبة “فورتنايت” الشهيرة في أن تتمكن من تغيير الوضع القائم في مجال اقتصاد الأجهزة النقالة.
وتعتبر إبيك غيمز أن آبل تسيء استخدام وضعها المهيمن حيال مستخدمي آيفون وآيباد من خلال مخزنها للتطبيقات “آب ستور”، الذي يشكّل منصة لا يمكن تجاوزها لتحميل تطبيقات الأجهزة النقالة.
وتؤدي آبل في الوقت الراهن دور الخصم والحكم في آن واحد، إذ أنها تضع قواعد دخول هذه السوق التي لا يقل حجمها عن مليار شخص، وتحدد عمولتها على عمليات التنزيل، فضلا عن أنها تطرح تطبيقاتها الخاصة.
سيتعين على إبيك أن تثبت أن ممارسات آبل تضر بالمستهلكين، لذلك ستذكر أن بعض الشركات الناشرة، مثلها ترفع أسعارها على آيفون للتعويض عن العمولة
ولاحظت إبيك غيمز في لائحة قدمتها إلى المحكمة أن آبل “عمدت من خلال الوسائل التقنية والتعاقدية إلى بناء منظومة ‘آي.أو.إس’ بطريقة تقيد توزيع التطبيقات، وتستبعد منافسيها، وتضر بالمنافسة”.
أما وكلاء الدفاع عن آبل فاعتبروا في لائحتهم أن “إبيك تسعى إلى تصوير آبل على أنها شريرة بهدف إحياء الاهتمام بفورتنايت التي تشهد تراجعا”.
ومن المتوقع أن يشارك رئيس إبيك تيم سويني، ورئيس آبل تيم كوك شخصيا، في المحكمة التي تُجرى في مدينة أوكلاند وتحظى بمتابعة عن كثب -ولكن عبر الإنترنت- من القطاع برمته.
وقال أستاذ الحقوق في جامعة بيركلي تيجاس ناريتشانيا إن المحاكمة “ستتمحور حول مستقبل قطاع التكنولوجيا (…) وإلى أي مدى يمكن لشركات مثل آبل وأمازون وغوغل التحكم في سلسلة القيمة، من الإنتاج إلى التوزيع؟ وهل يجب أن تكون أكثر انفتاحا؟ وما هو عدد المنافسين المطلوبين؟”.

المجموعة عمولة بنسبة تتراوح بين 15 و30 في المئة على بيع التطبيقات عبر آب ستور
وليست إبيك وحدها في هذه المعركة. ففي الخريف، تحالفت مع العشرات من الشركات، منها منصتا البث التدفقي للموسيقى “ديزر” و”سبوتيفاي”، تحت شعار “التحالف من أجل عدالة التطبيقات”. وتعمل عدد من الجهات الأميركية المتخصصة على التحقيق في ممارسات شركة آبل.
واتهم الاتحاد الأوروبي الجمعة آبل بـ”استغلال موقعها المهيمن” في سوق الموسيقى عبر الإنترنت إثر شكوى من سبوتيفاي، واعتبر أن المجموعة الأميركية العملاقة “شوهت مبدأ المنافسة” لإقصاء منافسيها.
وتتمحور الانتقادات على “ضريبة أبل”، وفق ما يسميها منتقدوها. وتفرض المجموعة عمولة بنسبة تتراوح بين 15 و30 في المئة على بيع التطبيقات عبر آب ستور. ويعتقد المحلل المستقل روب إندرل أن “شركة آبل ترتكب خطأ إذ نظرنا إلى الأمر من زاوية ما هو جيد للقطاع، فالمطلوب تمويل الابتكار لا التوزيع”.
وفي أغسطس الماضي، شهدت إبيك غيمز استبعاد لعبتها الشهيرة فورتنايت من متجر آبل للتطبيقات لمحاولتها الالتفاف على نظام الدفع في نظام “آي.أو.أس”. ووافقت القاضية إيفون روجرز على استبعاد التطبيق من آب ستور بسبب خرق العقد، لكنها منعت آبل من استبعاد الشركة الناشرة من برامجها لمطوري الطرف الثالث.
وتشدد مجموعة كوبرتينو منذ سنوات على أن عمولتها تُستخدم لضمان الأداء السليم للمنصة، لاسيما في ما يتعلق بالأمان. وتعتبر أن نجاح متجرها للتطبيقات يعود بالفائدة على المستخدمين والمطورين على السواء.
وأشار محامو المجموعات إلى أن إبيك غيمز “حققت إيرادات تزيد عن 700 مليون دولار من عملاء “آي.أو.أس” خلال العامين اللذين توافرت خلالهما لعبة فورتنايت في متجر التطبيقات بفضل زبائن آبل”.
تؤدي آبل في الوقت الراهن دور الخصم والحكم في آن واحد، إذ أنها تضع قواعد دخول هذه السوق التي لا يقل حجمها عن مليار شخص، وتحدد عمولتها على عمليات التنزيل
ورأى تيجاس نارتشانيا في هذا الصدد أن “آبل محقة في حماية مستخدميها وسرية بياناتهم. ولكن إذا كانت لديها ثقة بنظامها، فعليها ألا تخاف إطلاقا من المنافسة من متجر بديل”.
وسيتعين على إبيك أن تثبت أن ممارسات آبل تضر بالمستهلكين، لذلك ستذكر أن بعض الشركات الناشرة، مثلها ترفع أسعارها على آيفون للتعويض عن العمولة.