إبعاد تركيا لسفينة قبرصية يحيي التوترات شرق البحر المتوسط

أنقرة - أبعدت تركيا سفينة قبرصية إلى خارج ما تقول إنه جرفها القاري، في خطوة تحيي التوترات في شرق البحر المتوسط وتستبق محادثات مرتقبة بين أنقرة وأثينا.
وقالت وزارة الدفاع التركية الاثنين إن تركيا أبعدت سفينة أبحاث قبرصية يونانية الأحد بعد أن دخلت المنطقة دون إذن، فيما يعتبر هذا التطور أحدث حلقة في حلقات توتر لا تبدو له نهاية قريبة على الرغم من تصريحات من الجانبين تسوق لرواية الحوار طريقا لحل الخلافات العالقة ومنها النزاع البحري في بحر ايجه وهو جزء من صراع أوسع وأكثر تعقيدا يتمدد الجرف القاري إلى شرق المتوسط.
ومنذ عقود، تختلف تركيا مع اليونان وقبرص بسبب تعارض مطالب السيادة في شرق البحر المتوسط والمجال الجوي والطاقة ووضع بعض الجزر في بحر إيجه والهيمنة التركية على الشطر الشمالي لجزيرة قبرص.
وبعد توتر استمر شهورا في العام الماضي وأثار مخاوف من مواجهة مباشرة بين عضوي حلف شمال الأطلسي (الناتو): تركيا واليونان، اتفق الجانبان في يناير الماضي على استئناف المحادثات لحل خلافاتهما بعد توقف استمر خمس سنوات.
وسوف تُعقد الجولة المقبلة من المحادثات في أنقرة الأربعاء بعد 36 جولة محادثات استكشافية لم تحرز تقدما يذكر على مستوى حلحلة الأزمة ومعالجة الملفات الخلافية.
ولا يبدو في الأفق أن أحدث جولة محادثات مرتقبة ستدفع نحو تحريك تلك الملفات والمضي قدما بها نحو حل دبلوماسي يُنهي سنوات من التوتر ويضع حدا لاستفزازات متبادلة في شرق المتوسط.
وزارة الدفاع التركية قالت إنه تم إبعاد سفينة أبحاث قبرصية - يونانية ترفع علم مالطا وأنها أجرت اتصالات مع مالطا وإيطاليا
وتسود مخاوف من أن يلجأ الخصوم إلى عسكرة المنطقة البحرية في ظل تجييش تركي وحشد يوناني وإسناد عسكري فرنسي ودعم سياسي أوروبي لليونان.
والتوتر الأخير يأتي بعد أيام قليلة من استنكار الخارجية التركية صفقة تسليح فرنسية – يونانية حصلت أثينا بموجبها على أربع فرقاطات بعد أن كانت قد حصلت في ذروة التوترات السابقة على مقاتلات فرنسية ودعم لوجستي وتبادل خبرات، ما اعتبرته تركيا حينها موجها ضدّها.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان الاثنين إنه تم إبعاد السفينة ‘نوتيكال جيو’ وهي سفينة أبحاث قبرصية – يونانية ترفع علم مالطا، من الجرف القاري لتركيا في مطلع الأسبوع بعد تحذيرها من أنها متجاوزة، مضيفة أنها أجرت اتصالات دبلوماسية مع مالطا وإيطاليا بلد مالك السفينة.
وجاء في البيان “رغم هذه المبادرات من تركيا، حاولت سفينة الأبحاث نوتيكال جيو دخول الجرف القاري التركي دون إذن. عند هذا الحد، استجوبتها وحذرتها سفينة تابعة للبحرية التركية”.
وتابع “عقب دخول السفينة الجرف القاري دون إذن رغم ذلك، تم إبعاد سفينة الأبحاث من الجرف القاري التركي”. وإلى الآن لم تعلق السلطات القبرصية – اليونانية على الحادث.
والسبت الماضي قالت وزارة الخارجية التركية إن خطوات “أحادية الجانب” تتخذها اليونان والقبارصة اليونانيون في البحر المتوسط تثير التوتر.
ويرى مراقبون أن هذه التوترات قد تحدد بشكل كبير ملامح مخرجات المحادثات المرتقبة بين اليونان وتركيا ما يصعب من فرضية إحراز تقدم يقرب الطرفين من طريق الحل.