أي علاقة تجمع المسرح بفن الأداء

طنجة- ينطلق مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية، في دورته الخامسة عشر، وندوته الدولية اللذان دأب على تنظيمهما المركز الدولي لدراسات الفرجة سنويا في كل من طنجة وتطوان يوم 22 نوفمبر الحالي 2019، ويستمر أربعة أيام.
وتهدف ندوة هذه الدورة، التي تتوزع على خمس جلسات علمية، إلى إثارة موضوع “المسرح وفن الأداء: الممر الفاصل/ الواصل”، سعيا من منظميه إلى مواصلة اجتراح بعض الأسئلة المتعلقة بفنون الفرجة في عالم اليوم.
وقد اختير هذا الموضوع بعناية مركزة نتيجة متابعة علمية لندوات “طنجة المشهدية” الدولية السابقة، والتوصيات التي تمخضت عنها، من جهة، ومن جهة أخرى نتيجة ما عرفته الممارسة المسرحية في العقود الأخيرة من تغييرات عميقة على مستوى بنيات إنتاجها، جراء تفاعل المسرحيين مع الفنون الأخرى المجاورة مثل “فن الأداء” والأداءات الفنية المجاورة المتسمة بخاصية التفاعل مع الجمهور، إضافة إلى تأثيرات المنعطف الوسائطي، واستيعاب الثقافة الرقمية وتقنياتها الجديدة أثناء صناعة الفرجة إلى حد الإفراط أحيانا.
فمند ستينات القرن الماضي انجرفت الممارسة المسرحية مع التيارات الحداثية العارمة، التي خلخلت أغلب أسس ونظريات المسرح الحديث، ولم تعد تستقر على حال. وبحلول العقد الأول من الألفية الثالثة أصبح المسرح مستوعبا أكثر فأكثر خبرات الفنون الأخرى، وعلى رأسها فن الأداء.
وأشار بيان أصدره منظمو الندوة إلى أن “المسرح وفن الأداء: الممر الفاصل/ الواصل” هو القضية المركزية التي ستجمع عددا من الفنانين البارزين والباحثين الأكاديميين من مختلف أنحاء العالم، للانضمام إلى طاولة نقاش تسعى إلى استكشاف خطابات جديدة (وخطابات الجيل الجديد تحديدا)، وتتناول بالدرس والتحليل العلاقة الملتبسة بين المسرح وفن الأداء، في سياق ما يُصطلح عليه المنعطف الأدائي في المسرح، في حوار ذي حدين يقوده الفنان، ويؤطره الباحث.
وقد اقترحت إدارة المهرجان المحاور النقدية الآتية للندوة: المنعطف الأدائي بين المسرح وفن الأداء: رقص على حد السيف”، “أين تتجلى جماليات الفرجة الأدائية المعاصرة؟”، الرقص كآلية سردية: جدلية الجسد الناطق والنص المتحرك”، “الحكي الجريح: مسرحة الفاجعة وجدل الممثل/ المؤدي”، “عودة فنون الحكي العربي في الممارسة المسرحية المعاصرة”، و”النزعة الرابسودية في الممارسة المسرحية المعاصرة: رقص بين الدرامي والملحمي”.
وسيقدم المهرجان، إضافة إلى الندوة، 12 عرضا مسرحيا أدائيا مفتوحا في وجه العموم، و4 ورشات تكوينية يؤطرها خبراء من المغرب وخارجه، مع تكريم خاص في افتتاح المهرجان للباحث الأكاديمي والناقد المسرحي المرموق الدكتور عبد الواحد ابن ياسر، الحاصل على دكتوراه في الأنثرورولوجيا الاجتماعية والثقافية من جامعة السوربون/ باريس 5 (1983)، ودكتوراه الدولة في الدراسات المسرحية من جامعة القاضي عياض بمراكش، المغرب، لما قدمه للمشهد المسرحي من إسهامات كبيرة، إن على مستوى الأداء كممثل مع النادي الفني المراكشي في سبعينات القرن الماضي، أو كباحث وناقد من خلال مؤلفاته ودراساته في المجلات المختصة، أو من خلال مشاراكته العلمية في الندوات والمهرجانات الوطنية والدولية.