أهل الدراما الأردنيون: يمكننا إنجاز أعمال أخرى غير المسلسلات البدوية

الناقد السينمائي ناجح حسن يرى أن الدراما بمختلف أشكالها في الأردن وفي الكثير من البلدان العربية لا زالت تفتقد إلى معايير أساسية تحكم العمل الإبداعي.
الثلاثاء 2020/04/28
الأردنيون محتجزون في الأعمال البدوية

عمان - يؤكد مشتغلون بفنون الدراما، أن معظم صناعة الدراما الأردنية، كانت بعيدة عن السياقات الزمانية والمكانية وظروفهما وما يتخلل ذلك من أحداث جسام، إلا أنها تستطيع أن تستلهم أفكارا وحكايا مستجدة في ظل جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة لاسيما الاجتماعية والمعيشية منها.

ويقول الناقد السينمائي ناجح حسن إن الدراما بمختلف أشكالها في الأردن وفي الكثير من البلدان العربية لا زالت تفتقد إلى معايير أساسية تحكم العمل الإبداعي، ومنها عدم وجود مخيلة للكاتب أو للمخرج، وإذا وجدت هذه المخيلة فإنه ينأى بنفسه عن الإمساك بمفردات وعناصر العمل الفني وجمالياته وذلك بحكم عين الرقيب تارة، والمجتمع المحافظ تارة أخرى.

ويستدرك حسن “إلا أن ثمة مجموعة من الأعمال العربية حاولت أن تفلت من هذا الإطار وقدمت تحليلا فطنا لظروف وأحوال ولمراحل صعود وهبوط شرائح اجتماعية وذلك من خلال أعمال تفيض بالحيوية والصدق والمشاعر، إلا أن هذه الأعمال على ندرتها لفظها الجمهور أو ابتعد عنها وظلت حبيسة عروض المهرجانات”.

ويلفت إلى أن الأعمال الدرامية الأردنية تنقل قصصا وحكايات متداولة بعزل تام عن واقعها السياسي والاجتماعي، مبينا أن الدراما الحقيقية الجادة يجب أن تركز على الشخصيات الثانوية التي قد تكون عاملا مؤثرا ومحركة للأحداث في سيرورة العمل لاحقا، بحيث تتشكل كيفية صعودها بحكم تحولات عصيبة تعرضت لها المجتمعات، وما تثيره من جدل.

وحول دور الفنون الدرامية في ظل جائحة كورونا وتأثير تداعياتها على صناعة العمل الدرامي ومخيلة المشتغلين فيه ورصدهم لتلك التداعيات، يشير الكاتب والسيناريست مصطفى صالح، إلى أن ثمة إرهاصات لذلك في السينما العالمية حول هذه الموضوعات.

ويرى صالح أنه رغم أننا في الأردن كنا سباقين في الإنتاج الدرامي التلفزيوني عربيا وخصوصا بتوفر الكاتب والممثل والرؤية، إلا أن إنتاج عمل درامي يقدم حكاية بحبكة درامية متقنة وبقالب فني مقنع بظل رصد ومعاينة تداعيات سياقات حدث كبير غير ممكنة، وذلك لغياب العنصر الأساس وهو الإنتاج.

الدراما الأردنية تحتاج إلى الارتباط بواقع بيئتها وتاريخها وإلى اكتمال جميع أطراف المعادلة من حيث الوقت والموهبة والتمويل

بدورها ترى الكاتبة والسيناريست وفاء بكر أن العالم سيتغير في مرحلة ما بعد “كورونا” والتجربة التي عاشتها البشرية ستوجه الأفكار إلى منحنى جديد، لاسيما وأن كتابة النص الدرامي مبنية على الفكرة، مؤكدة أن الكثير من القصص والحكايات التي حدثت ومرت خلال هذا المنعطف الخطير والجديد على الأجيال ستوفر مادة جديدة لأي عمل درامي.

وتقول “نحن ككتاب دراما يجب أن نكون حاضرين في تأريخ هذا الحدث، فالدارما هي مؤرخ فعال في توثيق الأحداث التي وجدت في زمن واحد مع النص أو قريب منها”، معربة عن أملها بأن تحمل الدراما الأردنية في قادم الأيام انفراجات وتوجها جديدا يرصد ويعاين في حكايته وحبكته الدرامية سياقات أحداث زمنية ومكانية.

ويلفت المنتج عصام حجاوي إلى أن تداعيات جائحة فايروس كورونا تركت أثرا بالغا على حركة الإنتاج الدرامي وكانت السبب وراء توقف تسويق مسلسل مؤسسته الأخير “جلمود الصحارى”، كما أثرت الكورونا على قنوات التلفزة العربية مما أدى إلى عدم الإقبال على شراء الأعمال التلفزيونية في شهر رمضان، وإن وجد إقبال يكون السعر متدنيا، وهو ما انعكس سلبا على المنتج.

من جانبه، يرى الكاتب والمخرج عبداللطيف شما أن الدراما التلفزيونية الأردنية تشهد ترديا لا يخفى على ذي بصيرة، فلَمْ تعد تؤشّر على حياتنا ولا تؤصّلُ لتاريخ وهوية ولا تسبر أغوار مستقبل.

وبحسب شما “لم يعد مخرج الدراما التلفزيونية قائدا للعملية الإبداعية كما كان عليه في الأصل، بل صار يُستدعى من قِبَل أولئك الذين يملكون رأس المال أو من يمثّلهم، ليقوم بتنفيذ ما لم يكن له فيه دور أو رؤية استباقية”.

أما الكاتب والمنتج والمخرج سهيل إلياس فيرى أن السوق العربي لا يعترف سوى بالأعمال الدرامية الأردنية البدوية، معتبرا أن الخوض في أي عمل درامي مهما كان نوعه اجتماعيا معاصرا أو تاريخيا أو كوميديا لن يلقى سوقا عربية له. وبحسب إلياس فإن صاحب الإنتاج الدرامي عليه أن يمتلك عناصر أساسية لأي عمل درامي متقن قبل أن يبدأ فيه لكي تكتمل جميع أطراف المعادلة وتتمثل؛ بالوقت والموهبة والتمويل، مؤكدا ضرورة إعطاء الوقت الكافي لكتابة نص متكامل ومراجعته لأكثر من مرة ليصبح مقنعا قبل التنفيذ.

15