أنظمة الملاحة السحابية ترسم ملامح تحول في المركبات الكهربائية

شركة توم توم الهولندية تبتكر حلولا تحدّ من إهدار طاقة البطاريات.
الأربعاء 2021/06/02
السير إلى الوجهة بأمان أكبر

تقف المركبات الكهربائية على أعتاب تغييرات جذرية تتعلق على نحو لافت بكيفية إتاحة كل سبل الراحة للسائقين عبر تقديم حزمة من الخدمات الذكية، حيث تشكل أنظمة الملاحة المتطورة إحدى تلك الميزات بفضل ما تحدثه الثورة التكنولوجية المتسارعة.

أمستردام – باتت السيارات الحديثة وخاصة الصديقة للبيئة تزخر بشكل مطرد بالعديد من الأنظمة المساعدة التي توفر للسائق المعلومات المهمة للقيادة مثل أنظمة القياس والملاحة، رغم أن البعض منها يحتاج إلى المزيد من المعلومات لمعرفة كيفية التعامل معها.

ومع ذلك يشكل دخول المطورين في سباق من أجل تحسين أداء أنظمة الملاحة منعطفا مثيرا للاهتمام لأنها لم تعد تمثل أداة لتقديم البيانات فحسب، بل باتت مهمة في نواح كثيرة أخرى.

وتأتي معظم السيارات الحديثة مجهزة بأنظمة ملاحة متطورة تعمل على توسيع أفق السائق وتجعله يرى الأحوال المرورية خلف المنعطفات والتلال والتقاطعات.

وقبل بضع سنوات كان استخدام العرض في السيارات يعتبر ترفًا مخصصًا فقط للمركبات الراقية. ولكن اليوم أدى التطور السريع في صناعة السيارات إلى جعل العروض المريحة إلزامية في معظم التصميمات.

أنطوان سوسيه: النظام الجديد يعد تجربة سريعة لتطبيق الهواتف الذكية
أنطوان سوسيه: النظام الجديد يعد تجربة سريعة لتطبيق الهواتف الذكية

ومن بين أكثر المهتمين بوصلة التحديث تظهر شركة توم توم الهولندية التي أعلنت مؤخرا عن تطوير حزمة برامج جديدة لأنظمة الملاحة الخاصة بالسيارات الكهربائية، والتي تساعد في توفير معلومات حول الطاقة اللازمة للوصول إلى الوجهة المحددة كهدف للوصول.

وأوضحت الشركة المتخصصة في تطوير أنظمة الملاحة أن التقنية الجديدة تعالج إحدى أهم الإشكاليات التي تواجه السيارات الكهربائية ألا وهي الخوف من مدى السير.

كما تأخذ في الاعتبار مستوى الشحن الحالي والأقصى للبطارية وسرعة السيارة وحالة الطريق وبيانات حركة المرور التاريخية والحالية في الوقت الفعلي، وهو ما يزيد من دقة الحسابات، كما تسمح حزمة البرامج الجديدة أيضا بمواءمة البطارية مسبقا.

وكانت تقارير قد تحدثت عن بعض تفاصيل هذا النظام الجديد. وقالت في مارس الماضي إن توم توم، أحد المتخصصين المستقلين الرائدين في تكنولوجيا تحديد المواقع، أعلنت عن إتاحة حل ملاحي هجين سحابي أصلي تم تطويره لصناعة السيارات.

وهذا النظام قادر على الاستفادة من السرعة الفائقة والحديثة للتوجيه والبحث والخرائط الحديثة، مع الاستمرار في تقديم وضع غير متصل بالشبكة يعمل بكامل طاقته.

وعندما لا يتوفر اتصال بيانات يتحول الحل إلى برامجه وخرائطه الموجودة على متن الطائرة، مما يجعله متاحًا في جميع الظروف.

وقال أنطوان سوسيه المدير العام لشركة توم توم حينها إنه “من خلال التسليم السحابي الجديد، قمنا بدمج أمان وراحة نظام إن – داش مع التحديث الدائم والفائق دائمًا. وهي تجربة سريعة لتطبيق الهاتف الذكي”.

ويمكن عرض الواجهة البديهية على الكومة المركزية، وشاشة المجموعة، وشاشة العرض العلوية “أتش.يو.دي” وشاشات الركاب بأحجام مختلفة ونسب أبعاد مختلفة.

ويعني هذا النهج المتكامل معلومات مهمة مثل إرشادات التنقل خطوة بخطوة وعلى مستوى الحارة، بالإضافة إلى تحذيرات المرور والمخاطر التي يمكن عرضها على الشاشة العلوية الخاصة بالمركبة أو شاشة المجموعة مما يزيد من سلامة السائق وراحته.

ولم تكتف الشركة بذلك بل يتيح نظام الملاحة السحابي التفاعل مباشرة مع التنقل عبر مساعدة صوتية سهلة الاستخدام من أمازون أليكسا أو سيرنس أو هاوندفاي.

وبالإمكان دمج نظام الملاحة من الجيل التالي من توم توم مع مستشعرات السيارة، مما يمكّنه من عرض المعلومات الحيوية المرتبطة بأنظمة مساعدة السائق المتقدمة واحتياجات التزود بالوقود أو إعادة الشحن.

Thumbnail

ويساعد تخطيط النطاق الديناميكي السائقين على تصور نطاق سياراتهم وهو مهم بشكل خاص للسيارات الكهربائية. وإذا كان النطاق المتوقع غير كافٍ للوصول إلى الوجهة المحددة، فسيتم تنبيه السائق للعثور على موقع الشحن وتزويده بمقارنة تكلفة نقاط الشحن المتاحة الموجودة على الطريق وداخل النطاق.

ويعتقد المهندسون أن دمج الواقع المعزز وشاشات العرض العلوية “أتش.يو.دي” سيجعل الطرق أكثر أمانًا في المستقبل. كما ستساعد التكنولوجيا أيضًا السائقين على الثقة في أنظمة مساعدة السائق المتقدمة “أي.دي.أي.أس” وتكنولوجيا المركبات المستقلة.

ونظرا لأن أنظمة السيارة أصبحت أكثر ترابطا، فإنها تستجيب بشكل أكثر تلقائية، وبالتالي يصبح قائد السيارة في مأمن من الغرامات المرورية بسبب تجاوز السرعات المقررة، وذلك عندما يتعاون كل من منظم السرعات الذكي ونظام الملاحة ونظام التعرف على إشارات المرور.

ففي مثل هذه الأحوال لا يقتصر دور الأنظمة الإلكترونية على ضبط مسافة الأمان مع المركبات التي تسير في الأمام فقط، بل تقوم أيضا بمواءمة السرعة تلقائيا مع حد السرعة المقرر على الطريق، حتى إذا كانت العلامة المرورية التي توضح حد السرعة غير ظاهرة أو مرئية لسائق السيارة.

واعتمادا على نفس المنطق يمكن خفض معدل استهلاك الوقود نظرا لأن نظام الملاحة يعرف حتى بدون تفعيل التوجيه الملاحي نحو الوجهة التقاطعات أو المنعطفات الحادة أو مداخل المدن أو مخارج الطرق السريعة القادمة على الطريق.

17