"أمير الشعراء" يطلق موسمه التاسع مبشرا بالأمل

تنظم لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي برنامج "أمير الشعراء" ضمن استراتيجيتها الهادفة إلى صون التراث الثقافي وتعزيز الاهتمام بالأدب والشعر العربيين، حيث يبلغ البرنامج هذا العام موسمه التاسع الذي انطلق أخيرا في أبوظبي بمشاركة عشرين شاعرا من الإمارات والبحرين والسعودية والعراق ومصر والسودان والسنغال وسوريا والجزائر وموريتانيا وأميركا ونيجيريا ولبنان والمغرب.
أبوظبي- انطلقت من عاصمة الإمارات أبوظبي مساء الثلاثاء أولى أمسيات “أمير الشعراء” في موسمه التاسع، وهو أضخم مسابقة تلفزيونية للشعر الفصيح تنظمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي.
وتم بث الحلقة على الهواء مباشرةً من مسرح شاطئ الراحة عبر قناتي بينونة والإمارات، لكنها وعلى غير عادتها في السنوات الماضية، حيث كانت تستقطب جمهورا كبيرا من محبي الشعر، فإنها هذا العام كانت من دون حضور جمهور، نظراً إلى لالتزام بتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، وحرصاً على سلامة الجمهور والعاملين، وقد دعا البرنامج المشاهدين إلى متابعته من البيوت ليكونوا سالمين آمنين ومتحدين مع كلِ الجهودِ في التصدي لجائحة كورونا المستجد، متكاتفين يداً بيد وصولاً للتعافي.
موسم الأمل
بدأت انطلاقة البرنامج من مسرحِ الشعر الأول “شاطئ الراحة” بأوبريت “الأمل”، والذي جسد صوت الأملِ في مواجهةِ اليأس، والذي تم تصويرهُ مسبقاً تطبيقاً لكافةِ الإجراءات الاحترازية، حيث ضم الأوبريت لوحات غنائية من كلمات الشاعرة الإماراتية شيخه المطيري، الفائزة بالمركز الثاني في مسابقة “أمير الشعراء” في موسمه الثامن، كما ضمت الأوبريت مقاطع شعرية لعدد من الشعراء العرب كأبوالعلاء المعري، أبوالطيب المتنبي، ابن الرومي، وقد تم تأديتها بصوت الإعلامي جهاد الأطرش.
وتلا الأوبريت عرض البرنامج لتقرير مسجل عن العاصمة الإماراتية بعنوان “أبوظبي شمس الأمل”، وتطرق التقرير إلى جماليات أبوظبي وفصولها، وأشار إلى تفوقها على أكثر من 373 مدينة لتتصدر على رأس قائمة أكثر مدن العالم أمانا للعام الخامس على التوالي، كوجهة مفضلة للعيش والعمل والاستثمار والسياحة.
أولى أمسيات الموسم التاسع من برنامج أمير الشعراء شارك فيها أربعة شعراء من البحرين والعراق والسودان والمغرب
وبعد التقرير عن العاصمة أبوظبي استهلت مهيرة عبدالعزيز، مقدمة برنامج “أمير الشعراء” في موسمه الجديد، ظهورها الأول على مسرح شاطئ الراحة بأبيات من قصيدة الأوبريت الافتتاحية، ورحبت قبل البَدءِ في مشوارِ المنافسةِ بأعضاء لجنة التحكيم النقاد علي بن تميم، صلاح فضل، عبدالملك مرتاض، وبأعضاء اللجنة الاستشارية للبرنامج الباحث محمد حجو، رعد بندر، والباحث أحمد خريس، والذين كانت لهم مساهمات في نجاح مسيرة البرنامج من خلال رؤيتهم النقدية المؤثرة، ودورهم البارز في الارتقاء بالكلمة والفكر والمعاني.
وقال الدكتور علي بن تميم، إن الأمل يتشح بحضوره الزاهي مع تجدد الشعر في الموسم التاسع من برنامج أمير الشعراء، وإن الأمل يكبر في نفوسنا بأننا قادرون على التصدي لهذه المحنة البشرية. ووجّه تحية للشعر والإبداع في الإمارات “ومن الإمارات ومن عاصمتها أبوظبي التي تظل حاضنة للإبداع وحاضنة للمبدعين، مرحباً بالشعراء في أبوظبي رمز التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية والشعرية العالية الرفيعة”.
وأكد الدكتور صلاح فضل أن إصرار أبوظبي على أن تظل منارة الفن والشعر والجمال، كان أحد أسباب انطلاقة الموسم التاسع من البرنامج.
وأشار فضل إلى أن المواسم الماضية أثبتت أن المرأة الشاعرة لا تقل إبداعا ولا قوة ولا ابتكارا للأخيلة ولا عرامة في الحضور الفني من الرجل، مشيراً إلى أنه لن يفاجأ على الإطلاق أن تتقدم الصفوف إحدى الشاعرات.
وأعرب الدكتور عبد الملك مرتاض عن أسفه العميق لعدم استطاعته حضور المقابلات الأولى والحلقات التسجيلية، واصفاً تجربته وهو أحد المشاهدين للبرنامج، حيث كانت تجربة مختلفة جداً عما اعتاد عليه بأن يكون في وسط البرنامج.
أولى الأمسيات
شارك في أولى أمسيات الموسم التاسع من برنامج أمير الشعراء 4 شعراء من 4 دول عربية، وهم السيد أحمد العلوي من البحرين، الواثق يونس من السودان، زينب جبار من العراق، عمر الراجي من المغرب، والذين قدموا أجود ما لديهم ليحظوا بقبول لجنة التحكيم ودعم المشاهدين لهم.
واعتلى أول فرسان الموسم التاسع من برنامج “أمير الشعراء” منصة الشعر على مسرح شاطئ الراحة، فقدم الشاعر السيد أحمد العلوي قصيدة بعنوان “على شُرْفةِ الصُّوفي”، والتي استوحى فيها شخصية ابن عربي، حيث جاء في مطلعها “ألوّحُ للغَرقى.. عُيونيَ رَعْشة/ ووجهيْ سُؤالٌ مَا، يشعُّ ويبْهت/ وأغرقُ مَنْ يدْري؟ تلوِّحُ غُربتي/ وأصرخُ يا اللهُ هل ثَمّة ضِفّة”.
وقد أشاد كل من الدكتور صلاح فضل والدكتور علي بن تميم بالقصيدة، فيما كانت هناك ملاحظات لغوية توقف عندها الدكتور عبدالملك مرتاض.
وكان ثاني فرسان الأمسية الأولى الشاعر الواثق يونس، والذي قدم قصيدة بعنوان “ثنائيات الغريب”، والتي جاء في مقدمتها “ثنائيات الغريب/ بأقسىٰ ما يحاوله غريب/ تنادي يا رياحَ البينِ هبي يضجُّ بكَ الغموضُ وأنتَ حزنٌ”.
وقد رأت لجنة التحكيم في نصه الغربة والصراع الداخلي. وهما صراع ذاتي عند الشاعر والمبدع في مجتمعه بين التجدد والأصالة، وقد جمع عددا من الصور الفنية الجميلة، وتوقفت عند بعض المواقع في القصيدة من نواح لغوية وجمالية.
الحلقة القادمة تنطلق بمشاركة 4 شعراء هم هناء فرفور من لبنان، عبدالله علي الشامسي من الإمارات، محمد عرب صالح من مصر، محمد المامي ولد محمد حامد من موريتانيا
وكان الظهور الثالث في الأمسية للشاعرة زينب جبار، والتي كانت أولى المشاركات في هذا الموسم، بقصيدتها التي حملت عنوان “أنخيدونيا”، وجاء في مقدمتها “سبقتْ طلوعَ زماهنِا أزمانا/ قمراً يزيح عن النهى أوثانا/ وفدَتْ إلى الدنيا بأول دعوة/ لقلوبنا أنْ يبتكرْنَ لسانا”.
وقال أعضاء اللجنة إن عنوان القصيدة يجسد اسماً أسطوريا جميلا، والقصيدة تمضي على هذه السنن الأسطورية، ولكن لجنة التحكيم لديها أسس وقواعد دقيقة لتقييم الشعراء وقصائدهم، متمنين للشاعرة التوفيق واستمرارها لأن الشعر العراقي ظل أساسيا في الحركة الشعرية العربية حتى اليوم.
أما الشاعر الرابع والأخير في الحلقة الأولى فكان عمر الراجي، الذي قدم قصيدة مميزة بعنوان “أمنية للشمع”، وجاء في مطلع قصيدته “فصول من الأوهام أطوي ماءها/ وألقي مناديل الخريف وراءها/ أرى في عيون الليل حزناً مكتفاً/ وشرفة ضوء تستبيح عراءها”.
وقد لقي النص ملاحظات من اللجنة على سوداوية أبياته الأولى؛ فيما أشادت بجودة النص ووصفته بأنه دقيق ومعبر، ويحمل لوحات وصور تعبيرية جميلة.
قبيل ختام الحلقة أعلنت لجنة التحكيم قرارها بتأهل الشاعر المغربي عمر الراجي بحصوله على 46 في المئة، ليكون بذلك أول المتأهلين إلى المرحلة الثانية من البرنامج، فيما ينتظر الشعراء الثلاثة زينب جبار، أحمد العلوي، الواثق يونس، تصويت الجمهور من خلال التطبيق الإلكتروني لأمير الشعراء والموقع الخاص بالبرنامج، حيث سيتم الإعلان عن نتائج التصويت مطلع الحلقة القادمة.
وتنطلق الحلقة القادمة من برنامج أمير الشعراء الثلاثاء القادم في تمام الساعة العاشرة مساء بمشاركة 4 شعراء هم هناء فرفور من لبنان، عبدالله علي الشامسي من الإمارات، محمد عرب صالح من مصر، محمد المامي ولد محمد حامد من موريتانيا.
آلية التنافس
يتنافس شعراء الموسم التاسع من البرنامج ضمن أربع مراحل رئيسية لا بد من اجتيازها للوصول إلى لقب الإمارة، وتمتد المرحلة الأولى على مدار خمس حلقات، حيث يتنافس في كل حلقة أربعة شعراء، ويتأهل منهم ثلاثة إلى المرحلة التالية، شاعر واحد منهم فقط يتأهل عن طريق درجات اللجنة البالغة 50 درجة، بينما يصوت المشاهدون بـ50 درجة لاختيار شاعرين من بقية الشعراء، وفي نهاية هذه المرحلة يتأهل 15 شاعراً إلى المرحلة الموالية.
وفي المرحلة الثانية والتي تتضمن ثلاث حلقات يتنافس في كل حلقة خمسة شعراء، يتأهل منهم شاعران اثنان، أحدهما بتصويت الجمهور (50 درجة) وآخر بقرار لجنة التحكيم (50 درجة)، وفي هذه المرحلة يتأهل 6 شعراء.
أما المرحلة الثالثة (قبل النهائية) فيتنافس فيها الشعراء الستة الذين تأهلوا من المرحلة الثانية، ويتم خلالها منح درجات من لجنة التحكيم (30 درجة) وفي الحلقة النهائية (30 درجة)، وينتقل الجميع إلى تصويت المشاهدين في الأسبوع الأخير لاختيار شاعرهم المفضل بـ40 درجة.
المرحلة الرابعة (النهائية) يتنافس فيها الشعراء إلى المرحلة النهائية، وفي نهاية الحلقة يتم جمع درجات اللجنة (60 درجة) مع تصويت المشاهدين (40 درجة)، وتحديد الشعراء وترتيبهم من السادس إلى الأول.
ويحصل الفائز بلقب “أمير الشعراء” على بردة الشعر وخاتم الإمارة إلى جانب جائزة نقدية قيمتها مليون درهم، فيما يحصل صاحب المركز الثاني على 500 ألف درهم، أما صاحب المركز الثالث فيحصل على 300 ألف درهم، وصاحب المركز الرابع يحصل على جائزة بقيمة 200 ألف درهم، و100 ألف درهم للفائز بالمركز الخامس، و50 ألف درهم للفائز بالمركز السادس.