أمازون تزيد التوظيف لمواجهة انفجار الطلب

سارت حظوظ شركة أمازون للتجارة الإلكترونية عكس الأزمة الاقتصادية العالمية لتقفز القيمة السوقية للشركة إلى أعلى مستوياتها، حيث تسابق الزمن لتوظيف أعداد كبيرة من العمال، بسبب انفجار الطلب الذي جعلها تعجز عن قبول طلبات زبائن جدد.
واشنطن - أعلنت شركة أمازون أنّها وظّفت 100 ألف شخص إضافي في الولايات المتحدة خلال شهر واحد وأنّها تعتزم توظيف 75 ألفا آخرين في ظل الأوضاع الاستثنائية التي يشهدها العالم.
وتشير خطط عملاق التكنولوجيا والبيع بالتجزئة إلى مدى ارتفاع الطلب عبر الإنترنت مع اضطرار الناس لملازمة منازلهم نتيجة فايروس كورونا المستجدّ.
ولاجتذاب موظفين جدد، أعلنت أمازون عن زيادة دولارين فوق الحد الأدنى لأجور العمال المؤقتين في الولايات المتحدة، البالغ 15 دولارا في الساعة، حتى نهاية أبريل.
وقالت إنها تتوقع إنفاق أكثر من 500 مليون دولار حول العالم لزيادة الأجور للعمال أثناء فترة تفشي الوباء.
وتأتي هذه الزيادة في التوظيف التي امتدّت إلى شركات أخرى في قطاع الطعام والبيع بالتجزئة، في وقت تؤكد فيه البيانات فقدان 17 مليون شخص لوظائفهم خلال الشهر الماضي في الولايات المتحدة.
وانعكست فورة نشاط أمازون على أداء أسهمها التي سجلت ارتفاعا كبيرا في الأسابيع الأخيرة، لتصل القيمة السوقية للشركة الثلاثاء إلى 1.1 تريليون دولار.
وقالت أمازون في بيان على موقعها “نحن فخورون اليوم بإعلان أنّنا وفينا بتعهّدنا استحداث 100 ألف وظيفة، ويعمل الموظفون الجدد في مواقع بأنحاء الولايات المتحدة ويساعدون في خدمة الزبائن”.
وأضافت الشركة أنها ستواصل التوظيف باستحداث 75 ألف وظيفة إضافية للمساعدة في خدمة الزبائن خلال هذا الظرف غير المسبوق.
وفي مطلع العام كان عدد العاملين في الشركة نحو 800 ألف موظف بدوامات كاملة وجزئية، علاوة على متعاقدين يعملون في بعض خدمات التوصيل.
وتابعت أمازون أنها ترحب بتوظيف الناس الذين أحيلوا على إجازات قسرية بسبب الوباء إلى حين استعادتهم عملهم الأصلي.
ووجدت الشركة نفسها عاجزة عن تلبية الطلب الهائل، وأنها ستبدأ وضع الزبائن الجدد الذين يطلبون توصيل البقالة إليهم على قائمة انتظار وستقلص ساعات التسوق في بعض متاجر هول فودز لإعطاء الأولوية للزبائن الحاليين.
ووجد الكثير من المتسوقين الذين حاولوا شراء البقالة من أمازون أنهم لا يستطيعون تسجيل طلباتهم بسبب عدم وجود إمكانية لتوفير خدمات التوصيل. وقالت أمازون إنها تعمل على زيادة طاقتها كل أسبوع.
وكان محللون قد شككوا في مغامرة أمازون عام 2017 بدخول قطاع البقالة من خلال الاستحواذ على سلسلة هول فودز مقابل 13.7 مليار دولار، لكن ذلك الرهان أثبت نجاحه.
وقالت أمازون إن طاقة تلقي طلبات شراء البقالة عبر الإنترنت لديها زادت بأكثر من 60 في المئة خلال تفشي الوباء.
وأضافت أنها توظف المزيد من العاملين لزيادة طاقتها وأنها تخطط لإطلاق خاصية جديدة تساعد الزبائن على الحصول على مكان افتراضي “في الصف” لتوزيع فرص تسليم الطلبات على أساس خدمة من يطلب أولا.
وقالت ستيفاني لاندري نائبة الرئيس لشؤون البقالة في أمازون “لا نزال نتوقع أن يستمر الجمع بين السعة المحدودة بسبب التباعد الاجتماعي وطلب الزبائن في جعل العثور على فرص توصيل الطلبات تحديا لهم”.
وتقول وكالة بلومبرغ للأنباء إن ازدهار التسوق الإلكتروني وبخاصة السلع الحيوية مثل ورق الحمام ومواد البقالة، جعل خدمات أمازون المكلفة بمثابة طوق النجاة للكثير من المستهلكين الذين لا يريدون المخاطرة بالخروج من منازلهم.
1.1 تريليون دولار القيمة السوقية لشركة أمازون الثلاثاء بعد تسجيلها ارتفاعات كبيرة
وفي حين أن بعض شركات التكنولوجيا المنافسة لأمازون تراجعت عن توقعاتها السابقة وحذرت من الغموض الذي يحيط بالطلب على منتجاتها بسبب الجائحة، يقول محللون إن أمازون في وضع يتيح لها تحقيق مكاسب كبيرة.
وفي حين أغلقت السلطات في أغلب دول أوروبا والولايات المتحدة الكثير من الأنشطة الاقتصادية بسبب جائحة كورونا، استمر نشاط شركة أمازون باعتباره من الأنشطة الاقتصادية الحيوية.
ويقول بعض العمال إن التعيينات الجديدة في أمازون ساعدت في شغل الوظائف التي خلت بسبب غياب بعض العمال الذين يرفضون النزول إلى العمل بسبب الفايروس. وقالت أمازون إن العمال يمكنهم التغيب عن وظائفهم دون خوف من إنهاء خدماتهم أو معاقبتهم.
لكن بموازاة الزيادة غير المسبوقة على الطلب، واجهت أمازون أيضا انتقادات من عمالها في المخازن والمتاجر بسبب مخاطر الإصابة بفايروس كورونا المستجد.
وشهدت شركات أخرى في قطاع مبيعات وتوصيل الطعام زيادات في التوظيف بسبب الطلب غير المسبوق نتيجة إجراءات الوقاية من تفشي الوباء.
وأعلنت شركة وولمارت نيتها توظيف 150 ألف عامل جديد، فيما قالت شركة إنستاكارت لخدمات التوصيل إنها تنوي توظيف 300 ألف عامل متعاقد.