أعمال فنية وفعاليات وورشات في سيمبوزيوم الفنون الدولي الأول بجامعة الأقصر

السيمبوزيوم فرصة لتبادل الرؤى والتجارب والأفكار بين المشاركين الذين ينتمون لثقافات وأجيال فنية مختلفة.
الاثنين 2025/02/24
تأكيد على دور الجامعة في النهوض بالحركة الفنية

الأقصر (مصر) - افتتحت الدكتورة صابرين عبدالجليل، رئيسة جامعة الأقصر، في صعيد مصر – هذا الأسبوع – النسخة الأولى من سيمبوزيوم الفنون الدولي الأول للجامعة، والذي تُقام فعالياته بمشاركة فنانين من مصر والسودان وفرنسا وإيطاليا، وتتواصل ورشه وفعالياته حتى السابع والعشرين من شهر فبراير الجاري.

وقال الفنان الدكتور أحمد محيي حمزة، عميد كلية الفنون الجميلة، ورئيس السيمبوزيوم، إن قرابة 30 فنانا سيشاركون في الورش الفنية والفعاليات المصاحبة للسيمبوزيوم الذي يُتيح للمشاركين به فرصة التجوال بين معابد الأقصر الأثرية، وزيارة المقابر التي نُحتت في جبل القُرْنَةْ بجبانة طيبة القديمة، والاطلاع على ما تركه قدماء المصريين من تماثيل وجداريات ورسوم ونقوش فنية بقيت داخل المعابد وعلى جدران المقابر محتفظة بتفاصيلها وألوانها حتى اليوم.

ولفت إلى أن السيمبوزيوم، يُعد فرصة كذلك لتبادل الرؤى والتجارب والأفكار بين المشاركين الذين ينتمون لثقافات وأجيال فنية مختلفة، وإطلاع طلاب كلية الفنون الجميلة على تجارب هؤلاء الفنانين.

ومن جانبه، قال الفنان الدكتور رمضان عبدالمعتمد، قومسيير السيمبوزيوم، إن من بين أهداف النسخة الأولى من هذا الحدث الفني، تعزيز دور الفنون في الحياة الإنسانية، وتعزيز مكانة مدينة الأقصر كوجهة للفنانين التشكيليين بالعالم، كونها تحمل بين جنباتها الكثير من المعالم الأثرية والمظاهر الطبيعية التي تُعد مصدر إلهام لكل فنان، وتأكيد دور الجامعة في النهوض بالحركة الفنية وربط الفنانين بهذا الإرث الإنساني التي تتفرّد به مدينة الأقصر معالم تؤرخ لبراعة المصريين القدماء في مجالات الفنون والعمارة والعلوم.

أما الدكتورة منال مبارك، المدير التنفيذي للسيمبوزيوم، فأشارت إلى أن كلية الفنون الجميلة بالأقصر، كان لها دور فاعل وكبير في نشر الثقافة البصرية، وزيادة التفاعل مع الفنون الجميلة وانتشارها، وأوضحت بأن المدينة باتت مركزاً جاذباً لفناني مصر والعرب والعالم، ونوّهت بقيام العديد من الفنانين الأجانب بالإقامة الدائمة في الأقصر، ومواصلة استلهام أعمالهم الفنية من آثارها الخالدة، وطبيعتها الخلّابة.

◙ من أهداف النسخة الأولى من هذا الحدث الفني تعزيز دور الفنون في الحياة الإنسانية والمكانة الفنية للأقصر
◙ من أهداف النسخة الأولى من هذا الحدث الفني تعزيز دور الفنون في الحياة الإنسانية والمكانة الفنية للأقصر

وبيّنت أن ذلك الإقبال الكبير من الفنانين التشكيليين على الأقصر، ساعد على انتشار المعارض الفنية، وتواصل الفعاليات التشكيلية على مدار العام. إلى ذلك تتضمن أجندة النسخة الأولى من سيمبوزيوم الفنون الدولي الأول لجامعة الأقصر المصرية، تكريم عدد من كبار الفنانين الذين ساهموا في إثراء الحركة التشكيلية محليا ودوليا الفنان الدكتور صالح عبدالمعطي، والفنان الدكتور أحمد عرابي.

وتضم قائمة المشاركين بالسيمبوزيوم من الأكاديميين والفنانين والفنانات: جولي موريس من فرنسا، ماريلا لورو من إيطاليا، عادل كبية من السودان، ومن مصر كلا من أحمد حمدي، محمود علام، يوسف محمود، شريف حسني، محمد غالب، حسن عبدالعليم، محمد عبدالجليل، مصطفى غنيم، دينا ريحان، محمد عبود، علي عبدالرحمن، غادة أبوسنة، رانيا جاد، نجلاء فتحي، نجاح صدقي، رشا المسلمي، حامد محمد، دعاء الصاوي، محمود سليمان، مصطفى سيف النصر، محمد سعيد.

يُذكر أن الأقصر بوجه عام، والبر الغربي في المدينة بوجه خاص، بات مقصداً لممارسة الفنون التشكيلية المعاصرة، بعد أن رأى فيه فنانون كثيرون مكاناً يجمع بين الأصالة والمعاصرة، حيث يضمن مئات المقابر وعشرات المعابد المصرية القديمة، بجانب الطبيعة الساحرة من نهر ونخيل وزرع وبيوت ريفية ذات طابع خاص، مثل تلك المباني التي شيدت على غرار عمارة المعماري المصري العالمي الراحل حسن فتحي، بقبابها المتفردة، والذي كان قد أقام قبيل قرابة 50 عاماً قرية كاملة في المنطقة، بجانب المفردات التشكيلية التاريخية التي يزخر بها البر الغربي لمدينة الأقصر، والمعابد والمقابر التي احتوت على لوحات جدارية وتماثيل ضخمة أبدعتها أنامل فناني مصر القديمة قبيل آلاف السنين.

وتدلنا المصادر التاريخية، على أن قدماء المصريين عرفوا الفنون الجميلة قبل آلاف السنين، وتجذب معابدهم التي شيدت في الكثير من مدن مصر التاريخية، وفي مقدمتها طيبة القديمة – مدينة الأقصر حاليا – والتي كانت عاصمة لمصر القديمة على مدار مئات السنين، تجذب ملايين السياح في كل عام، بفضل ما تحتويه من تماثيل ونقوش ورسوم تشهد ببراعة الفنان المصري القديم.

وبحسب علماء المصريات، فإن معرفة المصريين بفن النحت يرجع للعصر الحجري الحديث، حيث ترسخت لديهم قوانين ونسب ذلك الفن في وقت مُبكر. وأن الفنان المصري القديم كما برع في نحت التماثيل، فقد برع أيضاً في النحت على الجدران، وكان بجانب نحت التماثيل، نحت النقوش البارزة والغائرة. وقد شهدت الحضارات المصرية الأولى، مثل حضارة البداري في أسيوط، وحضارة نقادة في قنا، شهدت انتشارا للأعمال الفنية المنحوتة من تماثيل ولوحات، وأن تلك الفترة من تاريخ مصر القديم، شهدت تماثيل لربات الأمومة ونباتات وحيوانات ومناظر تعبر عن الخصوبة والماء والنماء.

111

13