أزمة ورق تهدد إصدار الصحف في إيران

طهران- أصدرت صحيفة “هفت صبح” (السابعة صباحاً) الإيرانية عددها الورقي الأخير الأحد. وأعلن رئيس تحريرها علي مزيناني عن احتمال عدم إصدار النسخة الورقية من الصحيفة بعد الآن، لافتاً إلى أن هذه حال العديد من الصحف التي سبقتها بسبب أزمة الورق.
كما أضاف مزيناني، بحسب ما نقلت عنه وكالة “مهر”، أنه “لم يعد لدينا الورق لطباعة الصحيفة. كما يصعب العثور على الورق في الأسواق الحرة حتى لو كان بسعر مرتفع حيث أصبح الكيلوغرام الواحد منه بـ30 تومان”. وأكد أنه “اعتباراً من يوم الاثنين لن تصدر النسخة الورقية بسبب عدم استيراد الورق الذي نقص بنسبة 3 أضعاف”.
يذكر أن مشكلة نقص الورق في إيران تعود إلى سنوات حكم الرئيس السابق حسن روحاني، واشتدت إثر فرض العقوبات الأميركية على البلاد، حيث تضاعفت أسعار الورق منذ أوائل عام 2018.
◄ الصحف سئمت من وعود المسؤولين المتكررة بخفض أسعار الورق ما دفعها إلى فرض على قرائها الاشتراك في مواقعها الإلكترونية
وفي مارس 2019 وجه نواب سابقون -هم كل من إلياس حضرتي ومصطفى كواكبيان ومحمد علي وكيلي- رسالة ناشدوا فيها روحاني التحرك لإنقاذ الصحف التي تمر بحالة احتضار، وفق وصفهم. وهؤلاء البرلمانيون يرأسون 3 صحف شهيرة في البلاد هي “اعتماد” و”مردم سالاري” و”ابتكار”.
من جهتهم رأى صحافيون أن الصحف الورقية الإيرانية باتت شبه ميتة دون دعمها بالعملة الصعبة وبسعر حكومي لشراء الورق.
وكان رئيس تحرير صحيفة “سازندكي” محمد قوتشاني قد قال في تصريحات سابقة إن صحيفته بدأت بـ32 صفحة، لكنها تقلصت إلى 16 صفحة خلال عام واحد، كما انخفض عدد موظفي هيئة التحرير إلى النصف.
إلى جانب ذلك أعلن وزير الثقافة الجديد محمد مهدي إسماعيلي مؤخراً عن تشكيل فريق عمل في حكومة إبراهيم رئيسي للبت في هذه المشكلة عن طريق إزالة حواجز استيراد الورق والتأكيد على إنتاجه المحلي، ووعد بحل هذه المشكلة.
يشار إلى أن إيران تحتاج إلى ما يقارب 60 ألف طن من ورق الصحف سنوياً، بينما تنتج منه حوالي 10 آلاف طن فقط وتستورد الباقي من دول مثل روسيا والنرويج والهند وكوريا الجنوبية.
◄ مشكلة نقص الورق تعود إلى سنوات حكم الرئيس السابق حسن روحاني، واشتدت إثر فرض العقوبات الأميركية على البلاد
وسئمت الصحف من وعود المسؤولين المتكررة بخفض أسعار الورق، قائلة “لم تنخفض الأسعار رغم وعود المسؤولين المتكررة، بل كانت ترتفع بعد كل خطاب ووعد نوعَد به”.
وقبل عامين اضطرت عدة صحف ورقية في إيران إلى أن تفرض على قرائها الاشتراك في مواقعها الإلكترونية.
وكان رئيس مجلس الصحافة الإيرانية محمد تقي روغني طالب الصحف الورقية بتقليل عدد الصفحات المطبوعة بسبب أزمة ارتفاع تكلفة إصدار الصحف الورقية.
وسبق لمسيح مهاجري، مدير صحيفة “جمهوري إسلامي” الرسمية، أن قال في مقال بعد اضطرار الصحيفة إلى إصدر أعدادها في حجم أصغر بسبب أزمة الورق إن “ارتفاع أسعار عناصر صناعة الصحف، كالورق والزنك والحبر، من عوارض الفساد التي تخللت كل الأوساط الإدارية في البلاد”.
وارتفعت أسعار العديد من المواد الأساسية المستخدمة في الصناعات داخل إيران، عقب فرض العقوبات الاقتصادية الأميركية في مايو 2018، إثر خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.