أزمات شالكه مستمرة في الدوري الألماني

برلين – لم يشفع لنادي شالكه تعاقده مع مدرب جديد في العام الميلادي الجديد في إنقاذ مسيرته الكارثية بدوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم. وسقط شالكه على ملعب مضيفه هيرتا برلين بثلاثة أهداف دون رد لتمتد مسيرته الخالية من الانتصارات في البوندسليغا إلى 30 مباراة. الأسبوع المقبل قد يشهد معادلة الفريق الرقم القياسي السلبي لأطول مسيرة خالية من الانتصارات والمسجلة باسم تاسمانيا الذي خاض 31 مباراة دون انتصار في موسم 1965-1966.

المنافس التالي لشالكه سيكون هوفنهايم الذي بدأ مشواره في العام الجديد بالخسارة على ملعبه أمام فرايبورغ بثلاثة أهداف مقابل هدف، حيث وصف المدرب سيباستيان هونيس أداء فريقه في الشوط الأول بأنه “سيناريو فيلم رعب”.

المسيرة الكارثية لشالكه استمرت لقرابة عام حيث أن آخر فوز للفريق يعود إلى 17 يناير 2020 بفوزه على بوروسيا مونشنغلادباخ. وذكرت مجلة “كيكر شبورتس” “شالكه لعب 20 دقيقة فقط”، فيما كتبت صحيفة “سود دويتشه تسايتونغ أن “هوفنهايم الأمل الأخير”. وتجمع حوالي عشرة من مشجعي تاسمانيا خارج الملعب الأولمبي في برلين رافعين بطاقات مكتوب عليها “حافظوا على الرقم القياسي لتاس” و”شالكه لا يمكن القيام بذلك” لكن دون أن تؤدي هذه الاستفزازات إلى تحسن أداء لاعبي شالكه على أرض الملعب.

روح التحدي

ظل المدرب السويسري كريستيان غروس الذي نجح قبل عقد من الزمان في إنقاذ توتنهام الإنجليزي وشتوتغارت، محتفظا بروح التحدي. وقال المدرب الجديد لشالكه “قلت للاعبين لا يمكنكم أن تغادروا الملعب برؤوس منحنية، كامل تركيزنا ينبغي أن ينصب على مواجهة هوفنهايم”. وبات غروس رابع مدرب يتولى تدريب شالكه هذا الموسم بعد ديفيد فاغنر ومانويل باوم وهوب ستيفينز الذي استمر لمباراتين فقط، وربما لدى المدرب السويسري الأسباب التي دفعته للتراجع عن الاعتزال والموافقة على تدريب شالكه.

وقال غروس “نحتاج إلى المزيد من الحسم أمام المرمى، لأن في المباريات المقبلة لن تتاح لنا نفس عدد الفرص التي لاحت لنا لذلك علينا أن نستغل هذه الفرص”. لكن مثلما حدث في المباريات السابقة انهار شالكه بمجرد تأخره بهدف، واعترف غروس “لم نظهر بنفس المستوى” ثم استقبلت شباك الفريق الهدف الثاني ومن بعده الثالث، وقال لاعب الوسط اليساندرو شوف “لا نستطيع قلب تأخرنا في الوقت الحالي”.

وتأخر شالكه بهدف في 13 من أصل 14 مباراة خاضها في الموسم الحالي للبوندسليغا ليقبع في المركز الأخير بأربع نقاط وبمعدل أهداف كارثي حيث سجل ثمانية أهداف مقابل استقبال شباكه 39 هدفا. المواساة الوحيدة لشالكه هي أن ماينز الذي يمتلك ست نقاط وأرمينيا بيلفيلد صاحب العشر نقاط وكولن صاحب الـ11 نقطة خسرت جميعها بالأمس، مما قد يعني أن أمل البقاء في دوري الأضواء لازال قائما.

تفادي الهبوط

لكن في سبيل تفادي الهبوط إلى الدرجة الثانية بعد تجربة عام 1981، ينبغي على الفريق أن يعيد اكتشاف ذاته، حسبما قال المهاجم مارك أوث لشبكة “سكاي سبورتس” مؤخرا “ليس لدينا القدرة على المنافسة إذا كنا نلعب بهذا الشكل”. وقال أوث “هؤلاء في موقع المسؤولية ينبغي عليهم أن ينشطوا في سوق الانتقالات، نحتاج إلى لاعبين بمقدورهم مساعدتنا بشكل فوري”. واتفق معه غروس بالقول “نحتاج إلى المزيد من الخطورة أمام المرمى” وأن مدير الكرة يوخين شنايدر عليه أن يتصرف، مشيرا إلى “أنه يحاول أن يفعل المستحيل، هناك قيود مالية”.

ويعاني شالكه من أزمة مالية حقيقية وحتى الآن لم يبرم أي صفقة باستثناء استعارة المدافع سياد كولاسيناك من أرسنال، وتردد أيضا أنه سيسمح برحيل رابي ماتوندو وأحمد كوتوغو لتوفير الأموال اللازمة للتعاقد مع لاعبين جدد. الظروف كلها تقف ضد شالكه نظرا لأنه لم يسبق لأي فريق يمتلك هذا الرصيد من النقاط في الفترة من الموسم، أن نجح في البقاء بدوري الأضواء، مما قد يشكل صفعة قوية للنادي العريق وجماهيره العاشقة. وقال شوف “متأسف جدا للجماهير التي تنتظر الفوز منذ وقت طويل للغاية”.