أردوغان يلاحق رؤساء بلديات المعارضة بسبب حملات تبرع

إسطنبول - فتحت السلطات التركية الجمعة تحقيقا ضد رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو ورئيس بلدية أنقرة منصور يافاشفي، في محاولة جديدة من الرئيس رجب طيب أردوغان يرى مراقبون أنها تهدف لضرب معارضيه حيث يسيطر على هذه البلديات المعارضة.
وتأتي هذه التحقيقات بسبب حملات تبرعات أطلقها الطرفان بهدف دعم المواطنين المتضررين من جائحة كورونا.
وذكرت وزارة الداخلية أنّه “لا توجد دولة داخل الدولة” وأنّه “تمت مصادرة بعض الأموال التي تم جمعها وإيداعها في أحد البنوك”.
وفي أول تعليقاته عن تحرك السلطات قال إمام أوغلو إن حجب أموال المواطنين الراغبين بالمساعدة عن طريق بلدياتهم هو موقف ضعيف للغاية، وهو موقف يأتي من تدخّل من الأعلى إلى الأسفل. وأشار إلى أنّ الذي أصدر تعليماته، هو جزء من هذا الضعف، وممّا وصفه بالفظاظة.
وأشار رئيس بلدية إسطنبول إلى أن التحقيق لم يفتح معه فقط، بل تم إطلاقه في أنقرة أيضا. وأردف قائلا “ربما يذهب مفتش إلى بلديات أخرى تنظم حملات التبرع”.
وقال إمام أوغلو إن “900 ألف ليرة مازالت في البنك، وهي بحاجة لتسليمها للمواطنين”. وأضاف المسؤول التركي “في الوقت الحالي، لا يزال هناك انسداد، لقد قدمنا طلبنا القانوني. طلبت المحكمة من المحافظ إجابة. أعطيت لمدة 15 يوما. لم ينته الوقت بعد. سيتم حل هذا في نهاية المطاف. في الوقت الحالي، فإن المعاملة الخارجة عن القانون والمخيفة التي تجريها البنوك هي العلامة السوداء في تاريخها”. وقال إمام أوغلو إنه لا توجد عوائق أمامهم في ما يتعلق بتوزيع الكمامات، ولكن تم حظر المخزون.

وكتب إمام أوغلو مقالا في صحيفة جمهورييت عن الفايروس، وأشار فيه إلى أنه “بالتعاون مع المجتمع الدولي والمجتمع المحلي، يمكن معالجة الوباء”.
وأضاف “يبدو أنّ كورونا سيواصل تأثيره الوبائي حتى موعد لم يتمكن أحد من التنبؤ به بالكامل بعد“. وحذّر أوغلو من فوات الأوان بقوله “كما هو الحال مع الساعة الرملية، هناك نزول مكثف من الأعلى إلى الأسفل. في هذه المرحلة، يجب أن تعمل حكومتنا مع البلديات كأقرب شريك، وكذلك المجالس الاقتصادية والغرف والأحزاب السياسية”.
والأسبوع الماضي، أعلن أردوغان إطلاق حملة تضامن وطنية لمساعدة المتضررين اقتصاديا من انتشار كورونا. ووصف إطلاقه للحملة بأنّها جاءت كردّ على الحملة التي أطلقتها بلديات تسيطر عليها المعارضة في إسطنبول وأنقرة.
وحسب ما أعلنته السلطات، الجمعة توفي 1769 شخصا متأثرا بكورونا في تركيا، بينما بلغ عدد الإصابات 78546.