أرباح أرامكو تتضاعف على وقع تعافي أسواق النفط

158 في المئة نسبة أرباح العملاق النفطي السعودي.
الاثنين 2021/11/01
أسهم أرامكو ترتفع

الرياض - حافظت مجموعة أرامكو السعودية على وتيرة الأرباح ولكنها كانت أعلى من توقعات المحللين هذه المرة على وقع ارتفاع أسعار النفط وزيادة مبيعاتها مع انتعاش الطلب العالمي على الطاقة.

وأعلنت أرامكو الأحد عن زيادة أرباحها نسبتها 158 في المئة خلال الفترة الفاصلة بين يوليو وسبتمبر الماضيين مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي، متجاوزة بذلك أرباح الفترة ذاتها قبل حلول الجائحة.

وهذه أفضل أرباح فصلية للعملاق النفطي منذ إدراجه في البورصة في ديسمبر 2019، وذلك بفضل أعلى متوسط أسعار فصلي للنفط منذ بدء تداول أسهمها.

وارتفعت أسهم أرامكو واحدا في المئة في التعاملات المبكرة بعد كشف الشركة عن نتائجها، وزادت بنحو تسعة في المئة هذا العام مما جعل قيمتها السوقية تتخطى حاجز التريليوني دولار، وهو هدف سعى إليه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل الطرح العام الأولي للشركة في البورصة.

أمين الناصر: متفائلون باستمرار تعافي الطلب رغم الظروف المعاكسة

وذكرت أرامكو في إفصاح للبورصة أن دخلها الصافي قفز إلى 30.4 مليار دولار في الربع المنتهي في الثلاثين من سبتمبر الماضي من 11.8 مليار دولار قبل عام. وتجاوز ذلك متوسط توقعات أربعة محللين لصافي الأرباح وهو 28.4 مليار دولار.

وقال الرئيس التنفيذي لأرامكو أمين الناصر في بيان “تمثل النتائج الاستثنائية لأرامكو في الربع الثالث انعكاسا لتجاوب الشركة مع زيادة النشاط الاقتصادي في الأسواق الرئيسية وانتعاش الطلب على الطاقة، فضلا عن المركز الفريد الذي تتمتع به من حيث الكفاءة والتكلفة المنخفضة للإنتاج”.

وأضاف “رغم أن بعض الظروف المعاكسة لا تزال تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، إلا أننا متفائلون بأن الطلب على الطاقة سيظل منتعشا في المستقبل المنظور”.

وبفضل الأرباح الفصلية الأخيرة ارتفع سهم أكبر شركة نفط في العالم، خلال جلسة تداول الأحد، بنحو 1.5 في المئة ليصل إلى 38.3 ريال (10.21 دولار)، وهو أعلى سعر للسهم منذ 2019.

وقالت ريتا الجندي المحللة في أرقام سيكيوريتيز لرويترز إن “نمو الأرباح المتعاقب يعود إلى حد بعيد لقطاع الاستكشاف والإنتاج مع زيادة 12 في المئة على أساس فصلي في أحجام النفط الخام عند 9.6 مليون برميل يوميا وارتفاع أسعار النفط”.

وحققت الشركة السعودية العملاقة، درة تاج المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم، تدفقات نقدية حرة بقيمة 28.7 مليار دولار، ووزعت أرباحا بقيمة 18.8 مليار دولار عن الربع الثالث تماشيا مع توجيهاتها.

وقال يوسف حسيني المحلل لدى المجموعة المالية هيرميس “ثمة إمكانية جيدة لتوزيع أرباح خاصة في نهاية هذا العام وذلك في رأيي مرجح أكثر فأكثر الآن على ما يبدو”، مشيرا إلى قوة التدفق النقدي الحر وخفض مستوى الدين لدى أرامكو.

ارتفاع أسعار النفط يدر الربح الوافر
ارتفاع أسعار النفط يدر الربح الوافر

وارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها في عدة سنوات بعد أن قفزت العقود الآجلة للخام 4.5 في المئة في الربع الثالث بفضل قرار تحالف أوبك+ الإبقاء على زيادة إنتاجه المقررة بدلا من رفعها بسبب مخاوف الإمداد العالمية.

ويجري تداول عقود مزيج برنت الآجلة حاليا عند نحو 84.4 دولار للبرميل، بارتفاع يصل إلى 63 في المئة عن بداية العام، في حين يجري تداول الخام الأميركي الخفيف في نطاق 83.57 دولار للبرميل، مرتفعا بأكثر من 70 في المئة في الفترة نفسها.

ويأتي الإعلان عن زيادة أرباح أرامكو فيما يلتقي قادة العالم في قمة كوب 26 للمناخ في غلاسكو، في اجتماع محوري في المعركة لمواجهة الاحتباس الحراري.

وكانت السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم وإحدى أكبر الدول المسببة للتلوث، أعلنت قبل أسبوع عزمها على حقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2060.

وقال الناصر “في الوقت الذي نتطلع فيه إلى المستقبل بتفاؤل كبير، فإننا نعزز استراتيجيتنا للاستثمار على المدى الطويل، وسنواصل سجلنا الحافل بالأداء منخفض التكلفة والكثافة الكربونية لتحقيق الطموح الذي أعلنت عنه الشركة” في إشارة إلى إعلانها عزمها على تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.

يأتي ذلك رغم إعلان أرامكو نفسها مطلع الشهر الجاري نيتها زيادة طاقتها الإنتاجية اليومية من 12 مليون برميل يوميا إلى 13 مليونا بحلول عام 2027.

ويشكك خبراء بيئيون في مساعي السعودية لتحقيق الحياد الكربوني، حيث تستبعد الخطة الانبعاثات الواردة من المجموعة العملاقة مع سعيها لزيادة إنتاجها.

11