أرباح أرامكو تتراجع قبل حساب آثار حرب الأسعار

الرياض - كشفت شركة أرامكو السعودية الأحد، عن تراجع أرباحها بنسبة 20.6 في المئة في العام الماضي، قبل اندلاع معركة الأسعار وتراجعها الحاد بعد انهيار اتفاق خفض الإنتاج في إطار تحالف "أوبك+".
وقالت في بيان الأحد، إنّ صافي الدخل بلغ نحو 88.2 مليار دولار في 2019 مقارنة بأكثر من 111 مليارا في 2018، مشيرة إلى أن أحد أهم أسباب تراجع الأرباح في أكبر شركة مدرجة في العالم يعود إلى انخفاض أسعار الخام.
وتعد البيانات أوّل نتائج سنوية تنشرها الشركة النفطية على موقع سوق المال التي دخلتها في ديسمبر الماضي ضمن أكبر عملية اكتتاب في التاريخ.
ولم تتأثر النتائج المالية لعام 2019 لأغنى شركة طاقة في العالم بفايروس كورونا المستجد أو بتفكك تحالف أوبك+ الذي تسبّب في انهيار أسعار النفط، كون هذه التطورات وقعت في العام الحالي.
وكانت شركة الطاقة العملاقة جمعت في نهاية العام الماضي مبلغا قياسياً تخطّى 25 مليار دولار جرّاء بيع 1.75 في المئة من أسهمها في طرح عام أولي بالسوق المحلية، لتصبح أكبر شركة مدرجة في سوق مالية.
وكانت أرامكو فتحت في أبريل 2019 دفاتر حساباتها لوكالات التصنيف لأول مرة، حيث أظهرت أنها الشركة الأكثر ربحية في العالم.
وقالت الشركة إن “الانخفاض يُعزى في المقام الأول إلى تراجع أسعار النفط الخام وكميات إنتاجه، إضافة إلى انخفاض الهوامش الربحية لقطاعي التكرير والكيميائيات، وانخفاض القيمة المثبتة لشركة صدارة للكيميائيات بواقع 1.6 مليار دولار”.
وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو أمين الناصر، فإنّ العام الماضي كان “عامًا استثنائيًا بالنسبة لأرامكو”.
وتعرّضت الشركة لهجمات غير مسبوقة في سبتمبر بطائرات من دون طيار وصواريخ، تبناها المتمردون الحوثيون في اليمن لكن الرياض اتّهمت إيران بالوقوف خلفها. وتسببت الهجمات في نسف نحو نصف الإنتاج اليومي، قبل أن تستعيده الشركة في أسابيع قليلة.
وشدد الناصر على أن أرامكو ستسعى هذا العام للتكيف خصوصا مع عواقب انتشار فايروس كورونا المستجد على أسعار النفط.
20.6 في المئة نسبة تراجع أرباح أرامكو بمقارنة سنوية لتصل إلى 88.2 مليار دولار
وأوضح “لاشك أن تفشّي الفايروس وانتشاره السريع يعكسان أهمية القدرة على التكيّف مع مختلف الأوضاع في عالم دائم التغيّر. ويُعدُّ هذا المفهوم ركيزة أساسية لاستراتيجية أرامكو السعودية، وستعمل الشركة على المحافظة على قوة أعمالها وجوانبها المالية”.
وأضاف أن الشركة “اتّخذت حزمة من الإجراءات الاحترازية اللازمة، كما اتخذت تدابير بهدف ترشيد الإنفاق الرأسمالي المخطط له في عام 2020”.
وذكر الناصر أنّ الشركة “ستواصل تركيزها على التحدي المزدوج بتلبية الطلب العالمي المتنامي على الطاقة مع الاستجابة لرغبة المجتمعات المتزايدة في الحصول على طاقة نظيفة بانبعاثات كربونية أقل”.
ومع تسبّب الفايروس بأضرار كبرى في الاقتصاد العالمي وأسعار النفط في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، تستعد الشركة الأكثر رسملة في العالم لرفع إمداداتها من الخام بدءًا من أبريل كجزء من حرب أسعار مستعرة ضد روسيا.
كما أعلنت عن خطط لرفع الطاقة الإنتاجية بمقدار مليون برميل يوميا لتصل إلى 13 مليونا، وهو مشروع يتطلب استثمارات بمليارات الدولارات.
وارتفعت أسهم أرامكو مباشرة بعد الإدراج في سوق “تداول” المحلية في 11 ديسمبر بنسبة 19 في المئة لتصل القيمة السوقية للشركة فوق عتبة 2 تريليون دولار التي سعى إليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
لكن في ظل أضرار الفايروس، وتراجع أسعار النفط بأكثر من 50 في المئة بسبب الخلافات داخل تحالف أوبك+، تراجعت أسهم أرامكو بـ29 في المئة من أعلى نقطة لها لتنخفض الأسبوع الماضي إلى ما دون سعر الإدراج.
وانخفضت القيمة السوقية للشركة بمقدار 450 مليار دولار عن ذروتها لتصل أمس إلى حوالي 1.55 تريليون دولار، لكنها لا تزال رغم ذلك أكبر شركة مدرجة في العالم.
وعلى خلفية انخفاض الأسعار، تراجع كذلك في 2019 حجم الإنفاق الرأسمالي، أي الإنفاق على المشاريع، حيث بلغ 32.8 مليار دولار، مقابل 35.1 مليار دولار في عام 2018.
واستجابة لظروف السوق السائدة، تتوقع الشركة أن يتراوح حجم الإنفاق الرأسمالي لعام 2020 بين 25 مليارا و30 مليار دولار، ما يعني انخفاضا إضافيا.
وقبل الاكتتاب العام الأولي، وعدت أرامكو بأنّها ستوزّع أرباحًا لا تقل عن 75 مليار دولار سنويا حتى عام 2024 كوسيلة لجذب المستثمرين. وقالت الأحد، إنها وزعت العام الماضي 73.2 مليار دولار.
وتقدر احتياطيات أرامكو من المواد الهيدروكربونية بأكثر من 258 مليار برميل مكافئ نفطي العام الماضي بزيادة طفيفة عن العام السابق.