كل نص لا يشكل مفاجأة لدى القارئ أو لا يخلق الدهشة، أو لا يضيف فكرة، أو لا ينتج متعة فريدة لدى المتلقي هو نص يولد ميتاً، لأنه يولد مبتذلاً.

لأن الفلسفة تكره التوقف وروحها روح التجاوز، فإنها لا تحفل كثيرا بالأجوبة القديمة.

ما الذي جعل المتنبي شاعراً مبدعاً؟ الصورة الشعرية الجديدة والفكرة الألمعية المبثوثة في شعره.

إنها لمفارقة أن تكون الكتابة تعبيرا عن العجز عن الكتابة، وغالبا ما يكون العاجزون عن الكتابة ذوي نزعة عدوانية تجاه نقائضهم من الكتاب، إلاّ ما ندر.

داخل كل صنف من أصناف العمل الذهني-الإبداعي العلمي هناك من هم من صنف الطغاة، وهؤلاء من ذوي الحضور الطاغي، أي المتخمين بالحضور والذين لم تعد شهوة الحضور جزءًا من همومهم.

دراسة العنف اللغوي الذي يعج به الفيسبوك عند الأغلبية تضع أمام الباحثين الإجتماعيين والنفسيين قضية جديرة بالتأمل والدرس لأن المسافة بين العنف اللغوي والعنف الجسدي قصيرة جداً.

الحق إن الإقرار العلمي ونتائجه على الأرض دون أن يتحول العلم إلى وعي بالحياة والكون نوع من فصام الوعي الذي يعيش الحقيقة والوهم في آن واحد.

المجتمع الراكد هو مجتمع اللغو، مجتمع القيل والقال، وتحويل المكتوب إلى شفاهي والشفاهي إلى مكتوب.

الفيلسوف يحب الحياة حتى لو حملته الحياة على أن يكشف عن اليأس والتشاؤم من أفعالها. إنما يكشف صور الموت دفاعاً عن الحياة.

إذا توافر النص العميق بموضوعه الإنساني والصوت الشجي بأدائه الخلاب والموسيقى الخالية من النشاز حصلنا على الأغنية لا بوصفها قيمة جمالية فحسب وإنما أيضا باعتبارها قيمة جمالية – أخلاقية تربوية.

الأيديولوجيا مفسدة للتأريخ ولعلم التاريخ معاً، وإذا وقع علم التاريخ أسير التأريخ الأيديولوجي فإنه يفقد عندها ماهية علم التاريخ.

يعود غموض المعنى في الشعر الحديث إلى الشاعر. فالشاعر إما أنه يتقصد الغموض، أو يعتقد أن معنى الصورة الشعرية التي في ذهنه قابلة للوصول إلى المتلقي.

اختتم أدونيس المقابلة -كما يقول فواز- بنص يتساءل فيه: لماذا صديقي ظلمني/هاجمني وفيها تحسر على الصديق الذي هو أنا”. لم ترق لأدونيس نتيجة اللعبة الحوارية ذات الأسئلة الجدية جداً، ولهذا طلب من درويش عدم نشرها.

مهما كانت درجة حضورك في العالم فأنت حاضر في الإطار، حتى لتتساءل أحياناً هل أنا أنا ذاك الذي في إطاره، أتراه يعرفني أكثر مما أعرف نفسي؟ وبخاصة إذا كنت في إطار مكتوب وأنت لست أنت الذي في الإطار المكتوب.