أن يكون الناقد الأدبي ذا انتماء أيديولوجي وحزبي فهذا حقه، ولكن أن يجعل من هذا الانتماء طريقة في النقد وموقفاً من النص فهذا مثلب كبير.

الفن الروائي والقصصي ليس توثيقا لأحداث رأيناها بأم العين وأضفنا إليها أسلوبا، إذا ظل الأمر كذلك فإن الروائي الريفي يظل في حقل السوالف، ويبقى عقله عقلاً سوالفياً.

في المدينة تدرك معنى الحضارة وتعرف كيف يصبح الإنسان فردا مستقلا، وكائنا واسع العقل والقيم والنفس. لكنك تتعرف أيضاً على تفاوتها الطبقي

إذا كانت باريس ولندن بمثابة مكانين آمنين يحققان الحرية للكثير من المفكرين والشعراء والنقاد وواحتين يجد فيهما العربي حرية التعبير عن آرائه، فإن موسكو مازالت تضم أصحاب الأيديولوجيا الشيوعية بحكم الحياة الطويلة التي قضوها هناك.

حياتنا العربية الراهنة لا تحتمل أكاديمياً منعزلا يعرف ما قالته الكتب ويلقن طلابه مضمونها ويدير ظهره للحياة وكأنه لا دخل له في مصير البشر.

الفلسفة الأفلاطونية هي الفلسفة التي أسست لأهمية المفهوم لأن المثال والمفهوم شيء واحد. من ذا الذي يستطيع أن يفكر دون عدة المفاهيم المرتبطة بموضوع التفكير.

كما أن الإنسان لا يستطيع أن يتعلم كيف يكون عبقريا فإنه لا يستطيع أن يتعلم كيف يكون شاعرا أو روائيا أو فنانا. يمكنه أن يعرف القواعد التي أنتجتها عبقرية المبدع لكنه لن ينتقل من المعرفة هذه إلى الإبداع.

اعتزال الشاعر عن التراجيديا في وطنه فهو في حقيقته انحياز حقيقي إلى الظالم وإلى الشر لكنه انحياز مشفوع بالخجل من إظهاره، والخجل من إظهار الموقف يعني أن المعتزل هذا يدرك أن الحق مع نقيضه.

انتقال منجزات الحضارات إلى حضارة صاعدة تَمَّ ويتمُّ وفْقَ آليةِ انهيار حضاراتٍ غَدَتْ إرثاً للحضارة الصاعدة، أو بسياسة مقصودة للحصول على منجزات حضارة قوية.

الإيمان تجربة من تجارب الإنسان التي تسمو بالإنسان شأنه شأن الفلسفة والشعر والموسيقى والفن بل إن الموسيقى تسمو بهذا الإيمان، وأم كلثوم المرأة التي شدت استمرت تشدو لعقود بالأغاني الدينية.

الشعر هو الهم الوجودي الذي صار قصيدة، وكل شعر لا يصدر عن القلق والأرق وحيرة الوجدان والألم الكلي ليس شعرا إلا بالشكل.

الثقافة القائمة على الشعور بالفردية مثلاً تقع في تناقض مع قيم علاقات القرابة، التي تتطلب نمطاً من الشعور بالانتماء والتضامن بمعزل عن الموقف الموضوعي.

أجل الكاتب حر في أن يكون كما يشاء، وأن يطل على الناس بالنص الذي يشاء، لكنه لا يستطيع أن يحمل الناس على قبول ما شاء ويسلبهم الحق في أن يروه كما يشاؤون.

النخبة أو بعض النخب تستطيع أن تنجز قطائع ثقافية لذاتها وقد فعلت ذلك ولكنها غير قادرة على جعل هذه القطائع نمط حياة للمجتمع.

كان تودوروف هذا العقل النقدي المغترب ذا نزعة إنسانية قوية، مناهضا للمركزية الأوروبية وللصلف الغربي-الأميركي تجاه العالم الآخر.

التعصب الثقافي ليس حالة شعبية بالأساس لا في الغرب ولا في الشرق، لا بين المجتمعات ولا داخلها بل هو ثمرة خطاب لمثقفي التعصب الثقافي من كتبة وسياسيين ومعلمين وعسكريين ورجال دين.