أتلتيكو يكسر هيمنة جاره الريال وغريمه اللدود البارسا على الليغا

سيميوني وسواريس وأوبلاك مفاتيح التتويج.
الاثنين 2021/05/24
ثنائي المجد

توج أتلتيكو مدريد بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم، بعد صراع كبير مع ريال مدريد وبرشلونة، ليحرز رجال المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، اللقب لأول مرة منذ 2014. وساهمت العديد من العوامل واللحظات الحاسمة في تتويج الروخيبلانكوس باللقب هذا الموسم.

مدريد - حطّم أتلتيكو مدريد هيمنة الثنائي “جاره” وغريمه اللدود ريال مدريد وبرشلونة على الدوري الإسباني لكرة القدم، في خضم سباق سريع حبس الأنفاس، وفي عودة إلى القمة بُنيت حول الثلاثي من بين كُثر: مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني وحارسه السلوفيني يان أوبلاك والوافد الجديد مهاجمه الأوروغوياني لويس سواريس.

دييغو سيميوني كبير السحرة في أتلتيكو منذ حوالي عقد من الزمن بعدما كان أحد أبرز لاعبيه حيث سيحتفل بمرور 10 أعوام على جلوسه على مقاعد المدربين مع “روخيبلانكوس”، في إنجاز قلّ نظيره لناد أوروبي من هذا المستوى. عرف المدرب الأرجنتيني كيف يُعيد ابتكار نفسه ليقود أتلتيكو مجددا إلى قمة “الليغا” بعد 7 أعوام من لقبه الأخير، وتحديدا في عام 2014.

يشتهر سيميوني بأسلوبه الدفاعي المغلق والخالي من الاستعراض، إلا أنه ردد مرات عدة في العلن أن 2019-2020 هو موسم انتقالي بعد رحيل العديد من “كوادره” المهمة على غرار الأوروغوياني دييغو غودين والمهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان ومواطنه المدافع لوكا هرنانديز… هذا الموسم، تجرأ سيميوني على التلاعب بمراكز لاعبيه أمثال ماركوس يورنتي والفرنسي توما ليمار والمهاجم البرتغالي جواو فيليكس، وراهن على “كسر” أسلوبه المعتاد 2-4-4 لصالح خطط أكثر إبداعا مع 3 مدافعين على سبيل المثال مع الكثير من النجاح.

الصفقة الأهم

الصفقة الأهم في “الليغا” في هذا الموسم، حيث لم يتأخر المهاجم الأوروغوياني في إثبات نجاعته التهديفية في العاصمة مدريد وسوء قرار برشلونة بالتخلي عنه: منذ المرحلة الأولى من الدوري سجل ثنائية في مباراة سحق فيها غرناطة 6-1. غادر سواريس برشلونة من الباب الضيّق ومن دون حفل وداع بسبب تداعيات فايروس كورونا، ليبرهن للنادي الكاتالوني أنه كان مخطئا بالتخلي عنه. ففي حين عانى برشلونة متأخرا بفارق 12 نقطة عن أتلتيكو المتصدر في ديسمبر 2020، كان سواريس يتربع على قمة الهدافين.

وعلى الرغم من تخليه عن قمة الهدافين لصالح زميله السابق وصديقه قائد برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي (30 هدفا للبرغوث الصغير مقابل 21 للأوروغوياني)، إلا أن سواريس البالغ 34 عاما نجح في الانصهار مع فريقه الجديد، مبرزا صفاته القتالية التي دافع عنها سيميوني وتعاون بأفضل صورة ممكنة مع البرتغالي فيليكس وزملائه الآخرين في الهجوم.

بينما نجح سيميوني في بث ذرة التألق في اللعب الهجومي للروخيبلانكوس، يدرك الدفاع أنه بإمكانه الاعتماد دائما على حاجز أخير لا يمكن تجاوزه. هو الحارس السلوفيني يان أوبلاك الذي ينافس في هذا الموسم أيضا للفوز بجائزة “زامورا” لأفضل حارس في الدوري. لم تهتز شباكه في 18 مباراة، حيث يقود السلوفيني أفضل خط دفاع في “الليغا” مع 25 هدفا في 38 مباراة.

تصدياته الإعجازية في بعض الأحيان غطت على أقرانه من الحراس ومنافسيه على الجائزة، على غرار البلجيكي تيبو كورتوا (ريال مدريد) والألماني مارك أندري تير شتيغن، (برشلونة). أوبلاك هو حاليا الحارس الأغلى عالميا حيث تقدر قيمته بحوالي 90 مليون يورو.

عرف المدرب الأرجنتيني كيف يُعيد ابتكار نفسه ليقود أتلتيكو مجددا إلى قمة الليغا بعد 7 أعوام من لقبه الأخير

إذا كان الموسم الماضي هو موسم اكتشاف موهبة ماركوس يورنتي، فإن 2020-2021 كان موسم تألقه باعتباره أحد البيادق الأساسية في تشكيلة أتلتيكو. خطفه أتلتيكو من الريال في عام 2019 ليعيد سيميوني تمركزه كلاعب على الجناح الأيمن أو مركز الوسط المهاجم بعدما نشأ كمدافع على الرواق الأيمن، من أجل الاستفادة بشكل أفضل من صفاته وسرعته في المواجهات الفردية.

هي “ضربة معلم” من سيميوني الذي شاهد نجمه الشاب يسطع على أعلى المستويات. في هذا الموسم، خاض يورنتي (26 عاما) 37 مباراة في “الليغا” وسجل 12 هدفا ومرر 11 كرة حاسمة. ارتفعت قيمته السوقية من 16 مليون يورو في بداية عام 2020 إلى 70 مليونا، بحسب موقع “ترانسفيرماركت” الألماني المتخصص.

يعتبره سيميوني أكثر اللاعبين تقنيا في الفريق، وقد فرض الفرنسي توما ليمار نفسه أساسيا في التشكيلة في هذا الموسم. حصر الفرنسي دوره في الملعب على الجناحين لفترة طويلة، إلا أنه أقنع مدربه بمنحه حرية اللعب في المحور، كلاعب خط وسط مهاجم، وهو مركزه المفضل. ونجح في رهانه: صفاته التقنية وقدمه اليسرى ساهمت في زيادة نجاعة هجوم الفريق ما جعل منه الرابط الأساسي بين الدفاع والهجوم.

وإلى جانب مواطنه جيوفري كوندوغبيا والبلجيكي يانيك كاراسكو، يبدو أن ليمار وجد نفسه مع أتلتيكو في موسم سمح له بحجز مقعده مع منتخب بلاده الذي يستعد لخوض نهائيات كأس أوروبا 2020 المقررة في الصيف والمؤجلة من العام الماضي بسبب فايروس كورونا.

لم يكن بوسع سواريز، اللعب ضد برشلونة في نوفمبر، لكن أتلتيكو فاز بفضل هدف من هجمة مرتدة للاعبه يانيك كاراسكو. وكان هذا أول فوز لأتلتيكو على برشلونة في الدوري منذ أكثر من 10 سنوات، ومنحه الانتصار الشعور بإمكانية التنافس بقوة مع النادي الكتالوني، وريال مدريد حامل اللقب.

فرصة كبيرة

كادت مسيرة أتلتيكو أن تتعطل في أبريل بعد الخسارة أمام إشبيلية، والتعادل مع ريال بيتيس، ثم الهزيمة أمام أتلتيك بيلباو. وكان برشلونة في المقابل يكتسب الزخم بعدما قلص فارق 13 نقطة إلى نقطتين، وكانت لديه الفرصة لانتزاع القمة إذا فاز على غرناطة.

وكان برشلونة فاز في آخر 24 مباراة على أرضه أمام غرناطة، وبدا أنه سينتزع القمة بعدما تقدم بهدف ليونيل ميسي، لكن برشلونة استقبل هدفين في الشوط الثاني ليخسر (2-1)، ويترك أتلتيكو مستمرا على القمة.

اقرأ أيضاً: كومان واثق من الاستمرار مع برشلونة

23