أبوظبي تطلق شركة للطيران الاقتصادي

دخل قطاع النقل الجوي منخفض التكلفة في أبوظبي مرحلة جديدة بالإعلان عن شراكة لإطلاق شركة جديدة، يتوقع المحللون أن تعزز المنافسة من خلال الخيارات الجديدة للمسافرين وأن تعطي زخما جديدا للقطاع السياحي والنشاط الاقتصادي.
أبوظبي - أعلنت شركة أبوظبي التنموية القابضة أمس، عن إبرام اتفاقية نهائية مع شركة الطيران ويز اير القابضة لإطلاق شركة للطيران منخفض التكلفة مقرّها العاصمة الإماراتية أطلق عليها اسم ويز إير أبوظبي.
وأعلنت ويز اير، التي تعد من الشركات الأسرع نموا في أوروبا والأقل إصدارا للانبعاثات الكربونية، في ديسمبر الماضي أنها اختارت إمارة أبوظبي لتدشين باكورة أعمالها خارج القارة الأوروبية.
ويأتي هذا التحرك تماشيا مع برنامج المسرعات التنموية “غدا 21”، الذي يعمل على دفع مسيرة تنمية أبوظبي إلى آفاق جديدة من خلال الاستثمار في الأعمال والابتكار والمجتمع.
ويقول محللون إن الخطوة ستوسع من طموحات قطاع النقل الجوي في الإمارات خلال السنوات المقبلة، خاصة أن الطيران منخفض التكلفة بدأ يحظى باهتمام العديد من الحكومات في منطقة الشرق الأوسط.
وتراهن حكومة أبوظبي بجدية على سوق الطيران الاقتصادي كونه مفتاح تعزيز قطاع السياحة، والذي يعد أحد أبرز الركائز في استراتيجية تنويع مصادر الدخل.
وتجبر الأوضاع الاقتصادية المتغيّرة شركات الطيران الخليجية، التي دخلت العديد من الأسواق الأجنبية في آسيا وأميركا الجنوبية في الأعوام الماضية، على مراجعة نماذج أعمالها وكبح نموّ طاقة الاستيعاب الذي كان جامحا من قبل.
ونسبت وكالة أنباء الإمارات للرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي التنموية القابضة محمد السويدي قوله إن “شراكتنا مع ويز اير ستمكننا من المساهمة في تعزيز القدرات التنافسية المتميزة التي تحظى بها أبوظبي كوجهة إقليمية وعالمية للسائحين الذين يقصدون الإمارة للترفيه والأعمال على حد سواء”.
وتخطط الشركة الجديدة لبدء رحلاتها خلال النصف الثاني من العام الجاري، حيث ستجمع بين توفير رحلات طيران بتكلفة منخفضة والتجارب ذات الجودة العالية للمسافرين على متن رحلاتها والتي ستنطلق إلى مجموعة واسعة من الوجهات في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا.
وسيسهم الاتفاق في توفير فرص عمل جديدة وتعزيز الاقتصاد واستقطاب المزيد من الزوار إلى أبوظبي، ومن المقرر أن تبدأ الشركة خلال الأشهر المقبلة في عملية التوظيف.
وبموجب الاتفاق المبرم بين الطرفين، فقد بدأ فريق التطوير بالشركة أعماله المبدئية والتي تضمنت العمل مع الهيئة العامة للطيران المدني بدولة الإمارات لاستصدار شهادة مشغل جوي وترخيص التشغيل لعملياتها.
وأوضح السويدي أن قطاع السياحة يحظى بأولوية كبيرة ضمن استراتيجية أبوظبي ولذلك رصدت الحكومة الاستثمارات اللازمة لتعزيزه.
وقال “لن تقتصر الاستثمارات على دعم مطاراتنا فحسب، بل ستشمل أيضا تطوير البنية التحتية السياحية مثل الفنادق والمنتجعات والمعالم الثقافية الممتدة في مختلف أنحاء الإمارة”.
ومع وفرة معالم الجذب السياحي والضيافة في الإمارة، تلعب كلّ من السياحة والسفر دورا حيويّا كبيرا في مسيرة النمو الاقتصادي لإمارة أبوظبي خصوصا ولدولة الإمارات عموما.
وشهد العام الماضي تحقيق رقم قياسي من حيث عدد الزائرين إلى أبوظبي بلغ 11.35 مليون سائح، ويرجع الفضل في ذلك إلى توفر وسائل الترابط التي تسهل تنقل الزائرين بين مختلف مناطق الإمارة وبتكاليف تناسب مختلف الفئات.
ويساهم قطاع السياحة والسفر الإماراتي بأكثر من 13.3 في المئة من الناتج المحلّي الإجمالي للدولة الخليجية، ويتمتّع بمكانة بارزة كمركز عالمي للطيران، وذلك بفضل البنية التحتية الحديثة والخدمات المتطوّرة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة ويز اير جوزيف فارادي إن “توقيع الاتفاق النهائي مع شركة أبوظبي التنموية القابضة يشكل إنجازا مهما لتدشين شركة طيران جديدة بأبوظبي”.
اتفاق تأسيس الشركة يساهم في إرساء نموذج أعمال عالي الكفاءة على الصعيدين الاقتصادي والتشغيلي
وأضاف أن “ذلك يعكس التزامنا طويل الأمد بالمساهمة في إرساء نموذج أعمال عالي الكفاءة على الصعيدين الاقتصادي والتشغيلي ويتسم بأنه الأكثر استدامة من الناحية البيئية بما يعزز مسيرة تطوير قطاع الطيران بالإمارة”.
وأكد أن رؤية ويز اير تتسق مع الاستراتيجية التي تتبناها أبوظبي لتنويع مواردها الاقتصادية “لاسيما أننا نستهدف تحفيز حركة الطيران وزيادة الطلب على الرحلات، بما سيدعم نهج أبوظبي لتنويع مواردها السياحية والاقتصادية”.
وأشار إلى أن ويز اير أبوظبي ستعمل على تأسيس وجهات في أسواق تمتلك فيها الشركة المجرية حاليا عمليات ذات إمكانيات نمو عالية، وبالتحديد في وسط وشرق وغرب أوروبا.
وكانت مجموعة الاتحاد للطيران ومجموعة العربية للطيران قد أبرمتا في أكتوبر الماضي اتفاقية لإطلاق أول شركة طيران اقتصادي منخفض التكلفة مقرّها العاصمة أبوظبي أطلق عليها اسم العربية للطيران أبوظبي.
وشهد قطاع الطيران الاقتصادي منخفض التكلفة نموّا سريعا منذ أن تمّ طرحه لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 2003 انطلاقا من الإمارات.
وتشير معظم التقديرات إلى أنّ منطقة الشرق الأوسط تتمتّع بثالث أعلى معدّل نموّ في سوق الطيران الاقتصادي إقليميّا.