أبوظبي تضع آخر اللمسات لتدشين المطار الجديد

اقتربت حكومة أبوظبي من افتتاح مطار الإمارة الجديد بعد أشهر قليلة من تدشين العمليات التشغيلية التجريبية للمبنى الجديد، والذي يتوقع أن يضاعف أعداد المسافرين خلال السنوات المقبلة مع توفير تجربة فريدة للزوار كونه أول مطارات المنطقة المزودة بتقنية الجيل الخامس للاتصالات.
أبوظبي - كشفت مجموعة مطارات أبوظبي الثلاثاء أنها اقتربت من تدشين مبنى المطار الجديد، في خطوة مهمة ضمن سلسلة مراحل تطوير البنية التحتية في الإمارة وتعزيزا للإجراءات ضمن برنامج الجاهزية لاستقبال المزيد من رحلات الطيران.
وقال براين تومسون الرئيس التنفيذي لمطارات أبوظبي في مؤتمر صحافي خلال فعالية للطيران إن “مبنى المطار الجديد في أبوظبي اكتمل بنسبة 97.6 في المئة”.
ورغم أن تومسون لم يؤكد بالتدقيق موعد افتتاح المطار البالغة تكلفة تشييده حوالي ثلاثة مليارات دولار، لكنه أكد بالقول إنه “سيُفتح فور اكتماله”.
ويقول المسؤولون إن الوصول إلى هذه المرحلة رغم التأخيرات التي طرأت على عمليات الإنجاز لقرابة عامين، يعطي دليلا على حرص حكومة أبوظبي على بلوغ أهدافها.
وكان يفترض تدشين المبنى في سبتمبر 2017، حيث نسبت وكالة رويترز إلى مصادر مطلعة، لم تكشف عن هويتها، قولها في مارس من ذلك العام إن “هناك تعقيدات تتعلق بأعمال التصميم وتنفيذ السقف تسببت في تأخر مبدئي”.
وتتوقع الحكومة أن تبلغ الطاقة الاستيعابية للمطار 45 مليون مسافر سنويا مع افتتاح المبنى الجديد، أي ما يقرب من مثلي عدد المسافرين في عام 2015 حين استقبل نحو 23 مليون مسافر.
وقال تومسون إن “عدد الركاب بنهاية العام الجاري سيكون قريبا جدا من 21.5 مليون مقارنة مع 21.6 مليون راكب العام الماضي”.
ونسبت وسائل إعلام محلية للشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي قوله قبل عامين إن “المبنى سيكون قادرا على استيعاب ما يصل إلى 30 مليون مسافر سنويا عند افتتاحه”.
وجرى تصميم مبنى المطار الجديد بطاقة استيعابية تصل إلى 8500 مسافر في الساعة، ونظام مناولة للأمتعة يمكنه معالجة حوالي نصف مليون حقيبة في اليوم ليكون الأكبر من نوعه في المنطقة.
وأقيم المبنى على مساحة تزيد على حوالي 700 ألف متر مربع ويتميز بتصميم معماري مميز بسقف منحن يبدو طافيا فوق 18 قوسا من الصلب ويمكن رؤيته من على بعد 1.5 كيلومتر. وتستثمر إمارة أبوظبي المليارات في قطاعات السياحة والبنية التحتية والصناعة لتنويع موارد اقتصادها وتقليص اعتمادها على النفط.
ودشنت مطارات أبوظبي أواخر يوليو الماضي التجارب التشغيلية في مبنى المطار الجديد وذلك في خطوة هامة على صعيد مراحل تطوير البنية التحتية في الإمارة وتعزيزا للإجراءات ضمن برنامج الجاهزية لاستقبال المزيد من رحلات الطيران.
وقال تومسون حينها إن “هذه التجربة تندرج في مسيرة استكمال مشروع مبنى المطار الجديد، حيث تم تقييم جاهزية المبنى والعمليات التشغيلية”. وساهمت التجارب في اختبار جاهزية المبنى، حيث تضمنت محاكاة العمليات التشغيلية التي شارك فيها مؤخرا أكثر من 800 من متطوعي وموظفي العمليات والشركاء الاستراتيجيين.
وجرت الاختبارات بالاستعانة بطائرتين تابعتين للاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي من طرازي أيرباص أي 330 وأي 320. واختبرت الفرق المشاركة والمتطوّعون التشغيل التجريبي لمبنى المطار الجديد وفق عدد من السيناريوهات، شملت عمليات مغادرة وعبور ووصول المسافرين.
وقام المتطوعون بإتمام إجراءات السفر، التي تشمل تدقيق الجوازات والتدقيق الأمني والجمارك والهجرة وتسليم الأمتعة والاستعانة بخدمات المسافرين ومن ثم مغادرة المبنى.
وأتاحت التجربة لموظفي مطارات أبوظبي الفرصة لتقييم العمليات المتعلقة بخدماتهم والتي تضم إجراءات السفر، بالإضافة إلى خدمات التموين والتزود بالوقود وفحص الطائرة قبل الإقلاع.
ويعد المبنى الجديد لمطار أبوظبي من أحدث الكيانات المزودة بالتكنولوجيا، فقد دشنت شركة اتصالات في يونيو الماضي شبكة الجيل الخامس في المطار في تجربة فريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتمكنت اتصالات من تحقيق هذا الإنجاز اعتمادا على سي-باند النظام الأول من نوعه، الذي يدعم تغطية هذا النوع المتقدم من الشبكات داخل المباني وبسرعة تحميل بيانات عالية تصل إلى واحد غيغابيت في الثانية.
وجاء هذا الإنجاز ثمرة التعاون الوثيق بين مطارات أبوظبي واتصالات لنشر تكنولوجيا الجيل الخامس قبل الافتتاح الرسمي لمبنى المطار الجديد. وقال سعيد الزرعوني نائب رئيس شركة اتصالات حينها إن “هذا الإنجاز سيجعل شبكة الجيل الخامس منصة تسهم بتعزيز تجربة عملاء مبنى المطار الجديد الرقمية والارتقاء بها”.
وأكد أن الشبكة جاهزة لتزويد المسافرين عبر أجهزة الهواتف المتحركة المتوافقة مع هذه الشبكة داخل دولة الإمارات.