حميد شباط يعلن تحالفه مع العدالة والتنمية لمواجهة "التحكم"

الرباط - أعلن الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، بشكل مباشر، عزمه التحالف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات التشريعية المقبلة المزمع إجراؤها في السابع من أكتوبر المقبل.
وكشف شباط في حوار صحافي، طي صفحة الخلاف مع رئيس الحكومة عبدالإله بن كيران وأن تحالفه مع العدالة والتنمية سيكون من أجل مواجهة ما أسماه “التحكم” في إشارة ضمن كلامه إلى حزب الأصالة والمعاصرة.
وجاء ذلك في ظل الحرب الكلامية التي تدور رحاها حاليا في الساحة السياسية المغربية بين حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال من جهة، وحزب الأصالة والمعاصرة الذي يوصف بـ”حزب التحكم” من جهة أخرى.
وردا على ذلك، قال محمد لقماني عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة في تصريح لـ”العرب” موضحا “من المفروض أن تكون التحالفات السياسية لمواجهة الإشكالات المعيقة، ومن أجل الإصلاح والتغيير والتقدم، أما أن يكون التحالف لمواجهة حزب سياسي آخر فهذا معناه محاولة إقامة فتنة داخلية، وهذا لا يعكس طبيعة المرحلة التي يعيشها المغرب ولا يمكن تبرير هذا الخطاب وهذا السلوك العدواني في مرحلة مقبلة على الانتخابات التشريعية التي ستأتي من أجل تحقيق أهداف عليا، ألا وهي الوحدة الوطنية، والاستقرار، والتنمية، والعدالة الاجتماعية”.
وأضاف لقماني “قبل مواجهة ما أسموه التحكم لا بد من مواجهة أولا هذه الخطابات التي لا تنم عن نضج سياسي والتي تخلق تشنجا في الحقل السياسي وتفقد الثقة في العملية الانتخابية وربما قد تؤدي إلى فتنة داخل المجتمع″.
هذا ومن المتوقع أن تعرف الانتخابات التشريعية منافسة قوية بين حزب العدالة والتنمية الذي يسعى إلى الحفاظ على مكانته في ترؤس الحكومة المقبلة، وحزب الأصالة والمعاصرة الذي تصدر نتائج الانتخابات البلدية والجهوية، بينما يسعى حزب الاستقلال إلى تثبيت قاعدته الانتخابية بعدما تراجعت شعبيته.
من جانبه قال حفيظ الزهري الباحث في العلوم السياسية والدولية بجامعة محمد الخامس في تصريح لـ” العرب” مبينا “تصريح شباط القاضي بالتحالف مع العدالة والتنمية يمكن اعتباره حبل النجاة من العزلة التي أصبح يعيشها حزب الاستقلال في المشهد الحزبي المغربي، بعد صراع بين الطرفين، خسر فيه أبناء علال الفاسي الكثير سياسيا، لكن بوادر هذا التحالف ظهرت خلال انتخابات مجلس المستشارين حيث تحالف الحزبان إلى جانب التقدم والاشتراكية ضد ما أسموه بتحالف التحكم بزعامة الأصالة والمعاصرة”.
وأضاف الزهري “يمكن اعتبار هذا التحالف بمثابة رد سياسي على الإعلان الرسمي لتحالف الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة وبداية اتضاح التحالفات القبلية لانتخابات 7 أكتوبر التي قد تكون ركائز أساسية لحكومة ما بعد الانتخابات البرلمانية القادمة، إلا أن تحالف العدالة والتنمية وحزب الاستقلال لا أظن سيتسم بالثقة التامة بين الطرفين نظرا للصراع الذي عرفه الحزبان بعد انسحابه من التحالف الحكومي وما ترتب عنه من خسائر سياسية للطرفين. وهذا تطبيق لمفهوم لا عدو ولا صديق دائمين في السياسة”.
وتجدر الإشارة إلى أن فترة ما قبل الانتخابات المحلية والجهوية عرفت فيها الساحة السياسية في المغرب صراعات حادة بين حزب العدالة والتنمية وشريكه السابق في الحكومة حزب الاستقلال بعد إعلان الأخير عن انسحابه من الحكومة في نسختها الأولى سنة 2013، وانضمامه إلى صفوف المعارضة.
وعرفت هذه الفترة، أزمة سياسية بين الحزبين، وصلت حد التبادل باتهامات خطيرة بين الطرفين، حيث اتهم حميد شباط العدالة والتنمية بالارتباط بتنظيم الدولة الإسلامية داعش وجبهة النصرة، في حين اتهم بن كيران حزب الاستقلال بتلقي الأموال من تجار المخدرات.