حزب الله يعيد ترتيب جناحه العسكري خدمة لحروبه المستمرة

السبت 2016/06/18
رحلة البحث عن خليفة بدرالدين

بيروت - بدأ حزب الله إعادة ترتيب بيته الداخلي خاصة الجناح العسكري، بعد الخسائر التي مني بها في صفوف قيادات الصف الأول لديه، وآخرهم مصطفى بدرالدين الذي سقط في تفجير غامض في نواحي دمشق لم تتضح الجهة المسؤولة عنه بعد.

وبدرالدين كان المسؤول عن عدد من الوحدات العسكرية للحزب في كل من سوريا ولبنان، وليس من السهل إيجاد بديل عنه في ظل الاختراقات التي يعاني منها الحزب.

وكشفت وسائل إعلامية قريبة من حزب الله أن لجانه بدأت فعليا في مراجعة الوضع التنظيمي للحزب، تمهيدا لإجراء حركة تعيينات وتشكيلات تنظيمية واسعة ستطال مراكز مختلفة.

وربط محللون وسياسيون لبنانيون هذا التوجه بالفراغ الذي طال عددا من المواقع العسكرية، وأيضا الأثر الكبير الذي تسببت به العقوبات الأميركية ضد الحزب، والذي يفترض مواجهة بأسلوب جديد يتطلب الدفع بوجوه جديدة إلى الواجهة.

ووفق المعطيات ستتم إعادة بناء المجلس الجهادي للحزب، بحيث تتولى شخصية واحدة إدارة الملف العسكري في سوريا، فيما توزع مهام الملفات الأمنية في لبنان على عدد من المسؤولين الآخرين، وذلك تحت إشراف الأمين العام حسن نصرالله.

ويرى النائب محمد الحجار في تصريحات لـ”العرب”، “أن التغييرات المزمع أن يقوم بها الحزب لها علاقة بالحالة الداخلية له بعد العدد الكبير من القتلى الذين سقطوا في ميادين مختلفة وخصوصا في ريف حلب”.

ويعتبر الحجار “أن هذه التشكيلات تهدف إلى إعادة تثبيت وضع الحزب في كل الميادين التي يشارك في القتال فيها بدءا بسوريا مرورا بالعراق وصولا إلى اليمن، وربما في أماكن أخرى لا نعلم عنها شيئا بعد”.

ويضيف الحجار أن الدافع المهم إلى إجراء هذه التحويرات في هذا التوقيت يعود إلى “أن المعارك بين حزب الله والجيش السوري خلقت مؤشرا خطيرا حول ما سيحدث في المرحلة القادمة، حيث بات لزاما على الحزب أن يعيد ترتيب أولوياته، لأن قوات النظام باتت تنظر إليه على أنه قوة احتلال جاءت لتسلب المبادرة منها لصالح إيران. هذا الوضع من شأنه أن يفرض على الحزب إنتاج واقع جديد ينسجم مع ضرورة صناعة خطاب مغاير للخطاب الذي سوّق له سابقا، والذي ربط فيه بين مشاركته في القتال في سوريا، وبين ضرورة الدفاع عن العتبات المقدسة ومحاربة التكفيريين وما إلى ذلك”.

وشهد شمال حلب اشتباكات عنيفة، مؤخرا، بين الجيش السوري من جهة وحزب الله وكتائب أبوالفضل العباس العراقية من جهة أخرى. وهذه أول اشتباكات تحصل بين هذه الأطراف المتحالفة، رغم حصول مناوشات بين حزب الله والجيش سابقا.

ويقول الحجار إن إعادة الحزب تكليف شخصية جديدة بتولي الملف السوري تشي بأنه يعد العدة لحرب طويلة هناك.

2