استقالة وزراء الكتائب تزيد الحكومة اللبنانية إرباكا

الخميس 2016/06/16
الكتائب يغازل المجتمع المدني

بيروت - أدخل قرار حزب الكتائب بسحب وزيرين له من الحكومة اللبنانية، المزيد من الإرباك على الأداء الحكومي المتعثر والذي عجز عن إيجاد حلول لأي من الملفات المطروحة وخاصة تلك المتصلة بحياة الناس اليومية من قبيل أزمة النفايات وسواها.

واعتبر رئيس الحكومة تمام سلام أن استقالة وزيري الاقتصاد آلان حكيم، والعمل سجعان قزي، خطأ، مشددا على أن الخطوة ليست في محلها خاصة في الظروف الدقيقة والصعبة التي تمر بها البلاد.

موقف سلام لا يتفق معه العديد من ساسة لبنان الذين يرون أن هذه الاستقالة ليس لها التأثير الكبير بالنظر لحالة العطالة التي تعانيها أصلا هذه الحكومة.

ويعرض وزير الاقتصاد المستقيل آلان حكيم لـ”العرب” أسباب الاستقالة قائلا “المقاومة داخل الحكومة باتت دون جدوى، كنا نعتقد أن وجودنا فيها قد يؤدي إلى خلق حالة إيجابية تدفع عملية التغيير، ولكن هذا لم يحصل”.

وشدد حكيم على أن الكتائب ترفض منطق التسويات الذي تمارسه الحكومة، لافتا إلى أن “هذه الحكومة كانت في الأساس حكومة وفاقية تنحصر مهمتها في التمهيد لانتخاب رئيس للجمهورية، وهي لم تعد كذلك الآن، بل باتت تغطي الفراغ الرئاسي”.

ويعاني لبنان منذ أكثر من عامين من فراغ في سدة الرئاسة بسبب التعطيل الذي يفرضه حزب الله والتيار الوطني الحر.

ولا يرى الوزير المستقيل أن خروج الكتائب من الحكومة يعني حصر التمثيل المسيحي في التيار الحر بل “هناك ممثلين للمسيحيين من قبيل الوزير بطرس حرب ووزراء الرئيس ميشال سليمان”. وباستقالة وزيري الكتائب يصبح هناك حزبان مارونيان خارج التركيبة الحكومية حيث سبق وأن رفض حزب القوات المشاركة منذ البداية في حكومة سلام التي تشكلت في 15 فبراير 2014.

وأكد حكيم أن الاتجاه العام لحزب الكتائب ميال للتصعيد قائلا “سنقوم بتظاهرات وتحركات شعبية وخطوات من هذا القبيل”.

وقبل اتخاذ القرار بسحب وزيريه، سجل حزب الكتائب اعتراضه الشديد أكثر من مرة على منطق إدارة الحكومة للملفات، وبدا رافضا لشكل التسويات التي تمرر المشاريع على أساسها، وارتفع صوته بالاعتراض على ملفات كثيرة منها سد جنة وأمن الدولة والنفايات.

وأكد المحلل السياسي المقرب من رئيس الكتائب إيلي الحاج لـ”العرب” أن فكرة الاستقالة ليست وليدة أزمة أو إشكال طارئ بل كانت تراود رئيس الحزب سامي الجميل منذ فترة طويلة”.

وأضاف الحاج أن القرار يعود “إلى قناعة تكونت عند سامي الجميل بات إثرها يعتبر نفسه خارج الطبقة السياسية التقليدية، وقد زادت نتائج الانتخابات البلدية التي جرت مؤخرا في تثبيت هذه القناعة، حيث اعتبر الجميّل أن هذه الانتخابات أفرزت نبضا شبابيا جديدا يجد نفسه ميالا إليه”.

ويبدي سامي الجميل، الذي خلف والده أمين الجميل في قيادة الحزب في العام 2015، طموحا لفرض نفسه كرقم صعب ضمن المعادلة اللبنانية، وذلك بأسلوب مختلف ينحو تجاه الشباب والمجتمع المدني الذي أبان عن مقدرة كبيرة في التغلغل في النسيج اللبناني، ولعل تجربة “بيروت مدينتي” في الانتخابات البلدية خير مثال على ذلك.

2