دراما رمضان لم ترتق إلى مستوى تطلعات الجمهور المغربي

تجدد ككل مرة بالمغرب السجال بطرح تساؤلات حول مدى ملاءمة البرامج الرمضانية المعروضة في القنوات العمومية المغربية لطبيعة شهر رمضان، وكذلك تجدد النقاش حول جودة المواد التلفزيونية سواء الأعمال الدرامية أو المسلسلات الهزلية ببعديها الثقافي والتربوي.
الثلاثاء 2016/06/14
مواضيع مكررة والتشويق مفقود

واجهت الأعمال التلفزيونية التي عرضت في الأيام الأولى من رمضان موجة انتقادات لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يرى البعض من الناشطين أن هذه الأعمال فاقدة للجودة وفيها تغييب للمواهب الحقيقية، فيما يرى البعض الآخر أن الإنتاج الرمضاني يفتقر لمبدأ احترام أذواق المشاهد المغربي.

وفي هذا الصدد، صرح عبدالعالي تيركيت رئيس الجمعية المغربية لحقوق المشاهد لـ”العرب” قائلا “لا نزال إلى حد الآن نفتقر لأعمال ذات مواضيع تمثل الجمهور المغربي وانشغالاته سواء من خلال الكتابة والإخراج، أو من خلال اختيار ممثلين محترفين، وأعتبر أنهما عنصران مهمّان لتحقيق الجودة، ثم إن الارتجالية التي تعرفها القنوات المغربية من خلال تكرار المواضيع وضحالة الأفكار وانعدام التشويق، جعلت المشاهد المغربي يهاجر إلى القنوات العربية”.

وأضاف تيكريت “المشاهد المغربي في حاجة إلى أعمال خارجة عن النمطية التي طغت على الأعمال خلال السنوات الماضية وهذه السنة أيضا، تلك النمطية السلبية من حيث نوعية الإنتاج وضعفه واحتكاره لنفس الوجوه”. وبخصوص آراء المشاهدين المغاربة حول الإنتاج الرمضاني لهذه السنة، يرى أنس رضوان في تصريح لـ”العرب” أنه “للأسف، الدراما الرمضانية المغربية تعرف تدهورا كل سنة؛ نفس الوجوه ونفس القصص تقريبا، ونفس السيناريوهات التي يغلب عليها الضحك الثقيل دون غاية ولا هدف”.

وقالت حياة الرجواني في تصريح لـ”العرب”، “مع الأسف الأعمال هذه السنة كمثيلاتها في السنوات الماضية لم ترتق إلى مستوى ما ينتظره المشاهد المغربي، فخلال متابعتي للأعمال المعروضة على التلفزيون سواء الأعمال الدرامية أو المسلسلات الهزلية لاحظت أن أغلبها بعيد تماما عن العقل والذوق المغربيين”. واستغربت الرجواني غياب البرامج التثقيفية والتربوية، مستنكرة في الوقت ذاته، بعض اللقطات الخادشة للحياء التي تم عرضها في وقت الإفطار، والتي لا يمكن متابعتها برفقة العائلة.

من جهتها اعتبرت غزلان أنوار في حديث مع ”العرب” أن الكاميرا الخفية التي عرضت لا ترقى إلى مستوى الكاميرا الخفية الحقيقية، حيث أنها غير مشوقة ويتضح أن بعض المشاهد مفبركة ومدروسة، وقالت “أما السلسلة التي أثارت إعجابي، فهي سلسلة “كبور ولحبيب”، في حين كانت بقية الأعمال مستهلكة لم تأت بإضافة متميزة وفيها نوع من التكرار للأفكار”.

ومن أهم الأعمال التلفزيونية التي عرضت في هذا الشهر في ما يخص الكوميديا، تأتي في مقدمتها سلسلة “أنا ومنى ومنير” التي تعرض على “القناة الثانية” من بطولة دنيا بوطازوت وعزيز حطاب وفضيلة بن موسى، تليها سلسلة “كبور ولحبيب” ويقوم ببطولتها حسن الفد وهيثم مفتاح، وتسلط الضوء على الصدام الحاصل بين الطبيعة البدوية لسكان المدن الجدد ونمط العيش العصري، بالإضافة إلى السلسلة الهزلية” لوبيرج” التي يلعب أدوار بطولتها كل من دنيا بوطازوت وعزيز حطاب وهدى الريحاني ومحمد الخياري وسعيد باي، وتتناول عودة رجل مع زوجته وابنته من الديار الأوروبية للاستقرار في القرية التي ولد فيها.

وفي ما يتعلق بالأعمال الدرامية الاجتماعية، هناك مسلسل “سر المرجان” الذي تقوم بأدوار البطولة فيه كل من سمية أقريو ونورا صقلي والسعدية لديب وهند السعديدي، وتدور أحداثه حول مدرّستين تصلان إلى إحدى قرى الصيادين قادمتين من المدينة، وتكشفان الطغيان الذي يمارسه أحد مهربي المخدرات على سكان القرية، بالإضافة إلى الجزء الثاني من مسلسل “وعدي” الذي يعرض على “القناة الأولى” والذي حقق جزءه الأول نجاحا كبيرا السنة الماضية، وهو من بطولة صفاء حبيركو وأسامة بسطاوي وطارق البخاري. وحسب إحصائيات “ماروك ميتري” الذي يكشف عن نسب المشاهدة بالقنوات الوطنية المغربية، فقد تمكنت “القناة الثانية” في أولى أيام رمضان من نيل حصة الأسد، حيث تابع برامجها حوالي 48 بالمئة من المغاربة، بينما لم تحصل القناة الأولى إلاّ على حوالي 10 بالمئة فقط.

16