سمكة داعش الصحراوية تبحث تثبيت أقدامها في لبنان

بيروت – يشن تنظيم الدولة الإسلامية حملة اغتيالات تستهدف منافسيه من الجماعات المتشددة في لبنان، في حرب إلغاء الهدف منها تكريس نفسه التنظيم الأقوى على هذه الساحة.
وكان آخر تلك العمليات قتله للقيادي في جبهة النصرة محمد زكريا سيف الدين الملقب بـ”السلس” في منطقة الجبان في عرسال، بعد محاولات عديدة سابقة لتصفيته.
ويبدي تنظيم الدولة الإسلامية اهتماما كبيرا بالساحة اللبنانية خصوصا بعد التراجع الذي مني به في أكثر من جبهة في سوريا والعراق. وهناك احتمال كبير أن يقوم التنظيم المتطرف بتوسيع نشاطاته في لبنان. وكان قد انحصر حضوره إلى وقت قريب في جرود عرسال على الحدود السورية، كما أن له موالين في بعض المخيمات ومنها مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.
ويرى متابعون أن نوايا التنظيم المتشدد حيال لبنان تبدو منطقية، فهي تنسجم مع استراتيجيته التي كان قد أعلن عنها منذ فترة، والتي منحها اسم “سمكة الصحراء” أو “سمكة الرمال”.
وتقوم عناصر هذه الاستراتيجية على انسحاب التنظيم من المناطق التي يمكن أن يتعرض فيها إلى هزيمة واللجوء إلى أماكن جديدة.
وارتفع مؤخرا منسوب الحديث عن تغلغل داعش بعد أن بات خبر قتل أو إلقاء القبض على عناصر وقيادات له شبه يومية.
ولعل أبرزها أمير التنظيم في عرسال، فايز الشعلان، الملقب بـ”أبو الفوز”، والذي قتل خلال مداهمة للجيش، في أبريل الماضي.
وترافق هذا الحديث مع تحليلات تربط بين نتيجة انتخابات طرابلس البلدية والتي فاز فيها وزير العدل المستقيل أشرف ريفي وبين عودة الاغتيالات والتفجيرات.
ويعتبر أصحاب هذه النظرية أن هذا الفوز، خصوصا مع تغييب التمثيل المسيحي والعلوي، هو تعبير عن صعود روح التطرف، ما يسمح للتيارات المتشددة بالمزيد من التغلغل، ويمهد الطريق تاليا أمام التصعيد الأمني والتصفيات والاغتيالات.
واعتبر النائب عن تيار المستقبل عمار حوري لـ”العرب” أن “محاولات داعش للتغلغل في لبنان ليست جديدة، والقوى الأمنية تقوم بالتصدي لهذه المحاولات”. وأشار إلى أن داعش يوسع دائرة عملياته بشكل كبير بسبب التضييق عليه في أكثر من مكان، وقد يكون لبنان أحد الأماكن التي من الممكن أن ينقل هذا التنظيم المتطرف نشاطاته إلى داخلها.
ورفض النائب المستقبلي الربط بين ما أثير عن علاقة لنتائج انتخابات طرابلس وبين الحديث عن صعود التهديد الداعشي، ويعتبر أن “لا رابط إطلاقا بين الأمرين”.
ومن جانبه شدد المحلل السياسي راشد فايد على عدم وجود أي رابط بين تغلغل داعش وفوز أشرف ريفي قائلا “التنظيم لم يتغلغل في الوسط اللبناني لأن أشرف ريفي فاز في الانتخابات البلدية. هذا الربط غير منطقي لأن موضوع التغلغل في وسط ما لا ينجز في 24 ساعة، بل هو نتاج تخطيط طويل ومنظم”. وشدد فايد على أن “جدية تهديد داعش للبنان مماثلة لمدى جدية تهديد داعش لكل الدول في المنطقة وخارجها”.
ويرى فايد أن المظلومية الاجتماعية، وليست السياسية أو الدينية، هي الدعامة التي يستند إليها التنظيم في محاولاته التغلغل في الوسط اللبناني.
ويرى النائب أحمد فتفت أنه “من الطبيعي أن يحاول تنظيم داعش تفعيل وجوده في لبنان”.
وقال لـ”العرب” “نحن نتصدى حتى الآن بشكل جيد ولكن من المهم ألا نعطي أسبابا إضافية للإرهاب في ظل وضع كالذي يعيشه لبنان حاليا من وجود مليوني لاجئ سوري على أرضه، وتدخل حزب الله في سوريا”.