بن كيران يصنف الإعلام المعارض بـ"المعادي" ويقصي صحافييه

الرباط - نددت مجموعة من المنابر الإعلامية بالمغرب بما وصفته بـ"السلوك اللامسؤول" لرئيس الحكومة عبدالإله بن كيران، بعد تعنيفه صحافيين خلال تغطيتهما مؤتمرا دوليّا، بسبب انتمائهما إلى وسائل إعلام معارضة يصفها بـ"المعادية"

واستنكر عدد كبير من الصحافيين المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي تصرف رئيس الحكومة وإهانته للصحافي عبدالإله شبل بجريدة "كشك" الإلكترونية، والصحافية بشرى الضو عن "راديو بلس" أثناء تغطيتهما المؤتمر الدولي حول "النموذج التنموي المغربي" الخميس، بقصر المؤتمرات قرب مدينة الرباط. واعتبر الصحافيون أن في ذلك تحكما إعلاميا وممنهجا ضد معارضيه، مطالبين رئيس الحكومة باحترام مسؤولياته الدستورية وبتقديم اعتذار رسمي لما صدر عنه بحق الصحافيين.

وفي تصريحات لـ "العرب" قال عبد الإله شبل عن موقع "كشك” الإلكتروني إن "طريقة تعامل رئيس الحكومة خلال تغطيتي لنشاط رسمي، لا يمكن وصفها إلا بكونها مستفزة ومهينة، ليس لي فقط ولكن للجسم الصحافي المغربي بشكل عام، وهي الطريقة التي”شرعنت” لحراسه الخاصين دفعي وإبعادي بطريقة مستفزة”.

وأضاف شبل ”ليس عيبا أن يرفض رئيس الحكومة الإدلاء بتصريح في موضوع ما، لكن أن يصنف المؤسسات الصحافية حسب هواه إلى معادية وأخرى غير ذلك، فهو الأمر الذي يجب أن يعاد النظر فيه من طرفه، بالرغم من أن هذا التصرف والتصنيف الجديد لن يجعلانا نحيد عن أخلاقيات المهنة وفق الضوابط المتعارف عليها”.

ويرى عبد الإله شبل أن وصف رئيس الحكومة لمؤسسة تقوم بواجبها المهني بكونها “معادية” أمر غير مقبول بتاتا، أولا لأنه كرئيس للسلطة التنفيذية يجب أن يعمل على ضمان الحرية لوسائل الإعلام كما ينص على ذلك الفصل 28 من الدستور، وثانيا لأن هذا الوصف ضرب لكرامة الصحافة والصحافيين بشكل عام في المغرب.

ومن جهتها اعتبرت بشرى الضو عن إذاعة “راديو بلس”في تصريح لـ”العرب”، أن الأسلوب الإقصائي واللامسؤول الذي صدر من رئيس الحكومة عند أدائنا لواجبنا المهني هو محاولة لترهيب كل الصحافيين الذين يشتغلون في منابر حرة غير تابعة له.

وأضافت ضو “نحن نندد بهذا التصرف غير اللائق من مسؤول دولة تجاه الصحافيين، ونرفض بتاتا ما يسمى بـ(التحكم الإعلامي)”.

بدورها اعتبرت النقابة الوطنية للصحافة، أن ما لحق بالصحافيين هو ”مساس بالجسم الصحافي ويشجع على الاستمرار في إهانة الصحافيين والاعتداء عليهم، سواء من طرف المسؤولين الحكوميين أم من طرف غيرهم”.

وسجلت النقابة في بيان لها أن “رفض رئيس الحكومة الرد على أسئلة الصحافيين كان مقرونا بعبارات لا تليق بمسؤول سياسي هو في نفس الوقت رئيس حكومة”.

وأضافت أنه “كان عليه أن يقدر التعددية الإعلامية والسياسية والثقافية التي ينص عليها الدستور والقوانين والأعراف الديمقراطية، كما أن سلوك بن كيران يتعارض مع الحق في المعلومة وينفي قيم الحق في الاختلاف".