تاريخ رائد الكاريكاتير صاروخان يتجسد مجددا

القاهرة - ضم المعرض الأخير الذي استضافته قاعة “مسار” عددا كبيرا من أعمال رسام الكاريكاتير ألكسندر صاروخان، الهامة في فن النقد السياسي خلال فترة الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي.
ويلقي المعرض الذي أقيم تحت عنوان “الكوميديا السياسية” في القاهرة، الضوء على شخصية الرسام الأرمني الأصل ودوره في إثراء فن الكاريكاتير في الصحافة المصرية.
ويأتي الاحتفاء بالفنان ألكسندر صاروخان تزامنا مع ذكرى مذابح الأرمن التي ارتكبت في حقهم من قبل العثمانيين بعد الحرب العالمية الأولى، وتمر ذكراها في الرابع والعشرين من أبريل كل عام. ويعد ألكسندر صاروخان واحدا من بين أبرز رواد فن الكاريكاتير في مصر خلال النصف الأول من القرن الماضي. وحضر إلى مصر في وقت كانت الصحافة المصرية في أوج نشاطها، فحفر لاسمه مكانة بارزة في تاريخ هذا الفن، ليس برسومه الكاريكاتيرية وحدها بل بتبنيه وإسهامه في خلق جيل جديد من الرسامين المصريين الذين حملوا على عاتقهم لواء هذا الفن في ما بعد، حيث كان الاعتماد الأكبر في هذا المجال، في ذلك الوقت، على رسامي الكاريكاتير الأجانب من جنسيات مختلفة.
وجاء صاروخان إلى مصر في العام 1924 واستقر أول الأمر في مدينة الإسكندرية حيث التقى بمحمد التابعي وكان يرأس تحرير مجلة “روز اليوسف”. وأعجب التابعي برسوم صاروخان ومنحه فرصة نشرها على صفحات المجلة التي ظل يعمل فيها لعدة سنوات، وابتكر صاروخان خلال عمله في روز اليوسف العديد من الشخصيات الكاريكاتيرية، غير أن أهم هذه الشخصيات هي “المصري أفندي” وهي أول شخصية كاريكاتيرية تعبر عن المزاج الشعبي للمصريين في الصحافة المصرية.
ولم يكن صاروخان مجرد فنان حفر لنفسه مكانا في تاريخ فن الكاريكاتير المصري، بل كان مفكرا وسياسيا ومدافعا شرسا عن حرية التعبير ومعلما لأجيال عدة من الرسامين المصريين.