عرائس الماريونيت تجمل البيئة الحضرية المصرية

عرائس الماريونيت، وسيلة تبعث البهجة في قلوب الصغار والكبار، وأداة يمكن توظيفها في نواح كثيرة خلافا للترفيه، كالتعليم والتوجيه والتربية. كما تحمل العرائس مقوماتها الجمالية الخاصة التي يمر تشكيلها بعدد من المراحل، لكل منها متطلباته الخاصة، وهو ما حدث تماما مؤخرا بالعاصمة المصرية القاهرة من خلال ورشة خاصة في الغرض.
الأربعاء 2016/02/24
صناعة تشمل مهارات مختلفة

تمر العروسة (الماريونيت) بالعديد من المراحل حتى يكتمل تشكيلها النهائي، وهو ما خاضه المشاركون في ورشة صناعة العرائس التي استضافتها مساحة “آرت اللوا” للفنون المعاصرة في القاهرة على مدار ثلاثة أشهر، وتعرض نتائجها النهائية حاليا على الجمهور حتى نهاية الشهر الجاري.

تشمل عملية صناعة العروسة على عدد من المهارات المختلفة، من الرسم والنحت وتصميم الأزياء والحلي، وابتكار حيل جديدة للتحريك، وكلها مهارات فنية تحتاج إلى الموهبة والخيال.

الجديد في هذه الورشة أنها تعتمد على التجريب والبحث عن خامات مختلفة لتشكيل العرائس، فالشائع أن الأجزاء الداخلية للعروسة الماريونيت عادة ما تُصنع من الخشب بشكل أساسي نظرا لصلابته، إلى جانب خامات أخرى يتم استخدامها على هيئة عجائن.

إن القائمين على ورشة صناعة العرائس التي نظمت في القاهرة حاولوا البحث عن خامات جديدة ومختلفة غير خامة الخشب، واتجه تفكيرهم على نحو أساسي إلى البحث في الخامات البيئية المتاحة والمتوفرة.

عجينة الأخشاب كانت حلا مناسبا كما يقول مشرف الورشة إبراهيم خطاب، فباستخدام نثارة الخشب مع الغراء وخامات أخرى يمكن الحصول على خامة طيعة ولينة تصلح للتشكيل وتعطي نتيجة جيدة في النهاية تتميز بالصلابة والقوة كالخشب، غير أنها أكثر مرونة عند التشكيل، وهو أمر يتيح صبها داخل قوالب، ما يسمح بعمل نسخ متعددة مطابقة للأصل.

واستعان المشاركون إلى جانب عجينة الخشب بأنواع أخرى من العجائن شائعة الاستخدام كعجينة الورق أو السيراميك، كما وضعوا بصماتهم الخاصة على آلية تحريك محاور الجسد أو المفاصل الرئيسية، كمفاصل الأطراف والرأس وآليات تحريك أجزاء الوجه، فبالمحاولة والخطأ والتجريب المستمر توصل المشاركون إلى حلول جيدة وأكثر سهولة وقدرة على التعبير عن الإيحاءات المختلفة.

شخصيات العرائس التي تم ابتكارها لم تخضع لأي توجيه، ولم يكن هناك تدخل من قبل المشرف على الورشة في وضع شروط مسبقة لهيئة العروسة سوى سهولة تنفيذها وتحريكها.

الجديد في ورشة صناعة العرائس بالقاهرة أنها تعتمد على التجريب والبحث عن خامات مختلفة لتشكيل العرائس

وكان على كل مشارك وضع عدد من التصاميم المختلفة للعروسة التي سيقوم بتنفيذها، لتخضع تلك التصاميم في ما بعد إلى عملية فرز جماعية من قبل المشاركين، حتى يتم الاستقرار على تصميم واحد للتنفيذ، وكان على كل مشارك البحث في الخامة المناسبة التي سيقوم بتنفيذ صنع العروسة من خلالها، ووضع تصور نهائي لنوعية الملابس والإكسسوارات المستخدمة.

أغلب المشاركين في ورشة صناعة العرائس لم يخوضوا أي تجارب مشابهة من قبل، البعض منهم شارك في ورش للرسم أو لصناعة الحلي، لكن ورشة العرائس “تبدو مختلفة وشيقة”، كما تقول إيمان شبايك، وهي إحدى المشاركات في الورشة، فهي ترى أن ورشة العرائس تتيح الخوض في عدد من المجالات معا، كما أن المحصلة النهائية تبدو جذابة وملهمة.

الفنان إبراهيم خطاب المشرف على ورشة العرائس، هو أستاذ مساعد بكلية التربية النوعية في القاهرة ولديه اهتمام بالوسائط المسرحية الموجهة للصغار، ونظم من قبل عددا من الورش الخاصة بصناعة العرائس، كما أنه يعمل في محترفه القريب من مساحة “آرت اللوا”، وهي مساحة فنية أسسها ويديرها الفنان المصري حمدي رضا منذ عام 2007 وتقع في منطقة أرض اللواء، وهي منطقة عشوائية مكتظة بالسكان.

تتيح مساحة “آرت اللوا” فضاء حرا لتكوين وتفعيل علاقات الحوار بين الفنانين والمجتمع، وتسهيل مشاريع الفنانين، وإقامة ورش عمل لأفراد المجتمع المحلي والفنانين الناشئين، كما أنها تنظم عروضا مستمرة للفنون وتستضيف الفنانين في بيت إقامة.

وتوفر مساحة “آرت اللوا” أيضا مشاريع خاصة لإثراء الحياة المدنية والثقافية في منطقة أرض اللواء، وتعتمد فلسفتها كما يقول مؤسسها ومديرها حمدي رضا على استخدام الفن من أجل تحسين البيئة الحضرية، وخلق فرصة فريدة من نوعها للفنانين للتفاعل والتجريب مع المجتمع والبيئة المحلية.

16