ظريف يرسم خارطة خروج حزب الله من سوريا

الأربعاء 2015/08/12
ظريف يلتقي كل من بري وسلام

بيروت - يزور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لبنان في زيارة رسمية تستمر ليومين. وتشمل الزيارة إجراء لقاءات مع رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، واجتماعا مع وفد من الفصائل الفلسطينية، وتختتم الزيارة بلقاء مع وزير الخارجية جبران باسيل يليه مؤتمر صحفي.

وسجل في لقاءات الوزير الإيراني غياب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الأمر الذي يطرح تساؤلات كبرى حول طبيعة مهمة ظريف التي قدم من أجلها إلى لبنان.

وتقول مصادر لبنانية إن ظريف جاء إلى لبنان في إطار تفعيل متطلبات التسويات القاضية بخروج حزب الله من سوريا.

ويشارك حزب الله في القتال في سوريا إلى جانب قوات الأسد، وقد سجل خلال الفترة الأخيرة تحركات ديبلوماسية إيرانية بالتوازي مع تحركات روسية لبحث حلول للأزمة السورية تضمن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد، مع التعهد بإخراج القوات الأجنبية الموالية له عند بحث صيغ وقف إطلاق النار.

ويرى مراقبون أن سحب قوات الحزب اللبناني من سوريا في هذا التوقيت وكيفية التسويق للأمر لدى الحاضنة الشعبية أو للخصوم السياسيين، يمثل إشكالا كبيرا بالنسبة لإيران والحزب. ويترك ظريف لنصرالله شؤون تدبير هذه المهمة، خاصة وأن إيران كما حزب الله لم يحققا أي من أهدافهما في سوريا.

ويقول محللون إن إيران لم تستطع انتزاع لبنان كجائزة ترضية إزاء خروجها من البلد المجاور، وذلك لأن إيران حين تغادر سوريا فهذا يعني أنها خرجت من لبنان كذلك، بحكم العلاقة الجغراسياسية التي تربط البلدين.

ويضيف هؤلاء “خروج حزب الله يعني خروجه من المعادلة بوصفهم أصحاب الثقل الأكبر والمسيطرين على القرار اللبناني والمتحكمين به”.

ويرى سياسي لبناني أن “المشكلة أن حزب الله لا يستطيع الخروج من سوريا والعودة إلى لبنان لسبب جوهري مباشر، فهو لم يؤسس في أي لحظة لإقامته في لبنان بصفته وطنا، بل كان دائما بالنسبة له محطة عبور، وليس للعابرين حقوق المقيمين، وليس للسائح الحق في اكتساب صفة المواطن”.

ويضيف السياسي “المقاتلون العائدون من سوريا لا يعودون إلى وطن بل إلى جغرافيا الهزيمة، وإلى بيئة غير حاضنة سوى لسؤال الجدوى، وإلى جمهور لم يعد يستطيع تأجيل المحاسبة التي يمكنها أن تتحول إلى إدانة”، متابعا “حزب الله بخطوة الانسحاب سيكون أيضا محل مساءلة من حاضنته، خاصة فيما يتعلق بالمفقودين في الحرب السورية”.

4