رياض المالكي: واشنطن تخشى من ارتدادات الفيتو عليها

لندن – أكد وزير الخارجية الفلسطيني لـ”العرب” أن تقديم مشروع قرار الاعتراف بدولة فلسطين إلى مجلس الأمن يدخل القضية في مفصل تاريخي لتثبيت الحقوق الفلسطينية، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأميركي أخبره أن استخدام واشنطن لحق النقض “الفيتو” سيضر بالفلسطينيين كما الأميركيين.
قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي لـ”العرب”، إن تقديم مشروع القرار الفلسطيني إلى مجلس الأمن يهدف إلى وضع العالم أمام مسؤولياته التاريخية وإدخال القضية المزمنة في لحظة تاريخية، بدل أن تبقى النهايات مفتوحة مثلما كان الحال على مدى عقود.
وأوضح، “أننا وضعنا الأميركيين والمجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية بعد 9 أشهر من التفاوض لم تفضي إلى شيء، رغم التعهدات الأميركية بأن تؤدي إلى نهاية الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية”.
ولفت رياض المالكي خلال زيارته إلى لندن، إلى أن تلك الفترة شهدت فراغا سياسيا، حيث تخلت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عن مسؤولياتهم، فواصلت إسرائيل مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات بوتيرة مخيفة، وخاصة تغيير خارطة القدس ومعالمها.
وأضاف المالكي أن ذلك اضطر القيادة الفلسطينية لتحمل مسؤولياتها في حماية حقوق الشعب الفلسطيني والذهاب إلى مجلس الأمن، من خلال مشروع القرار الذي قدمه الأردن نيابة عن المجموعة العربية، لوضع حد للاحتلال وفق جدول زمني لا يتجاوز نهاية العام 2017.
وذكر أن كيري أخبره بأن واشنطن تتفهم قرار الفلسطينيين تماما، وتتفهم الأسباب التي دفعتم إلى ذلك، ونسب إلى كيري قوله: إن استعمال واشنطن لحق النقض “الفيتو” لإيقاف مشروع القرار سيضر الولايات المتحدة مثلما يضر الفلسطينيين.
زخم التأييد الأوروبي سيتسارع بشكل كبير بعد تبني البرلمان الأوروبي قرار يدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية
وقال إن كيري عرض صياغة مشروع قرار يضمن تصويت كافة الدول الأعضاء، وأننا أخبرناه أن هذا هو هدفنا طوال الأشهر الماضية، مضيفا أنه أعلم كيري بأن أمام واشنطن فرصة لمناقشة نص القرار في أروقة مجلس الأمن قبل أن يتحول إلى اللون الأزرق للتصويت عليه في المجلس.
وأشار المالكي إلى أن الولايات المتحدة كانت ترغب في الانتظار إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، وأننا أخبرناهم أن ذلك غير مقبول على الإطلاق وأنه أمام واشنطن فرصة للتعامل مع نص المشروع خلال الأيام المقبلة قبل عرضه للتصويت في مجلس الأمن.
وذكر أن القيادة الفلسطينية أخذت قرارا بعدم إضاعة الوقت وأنها أبلغت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أنها تأمل بأن يكون طرح المشروع محفزا لها كي تتحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه ما حصل للشعب الفلسطيني طوال العقود الماضية.
وقال إن القضية الفلسطينية خرجت من التأجيل المطلق وأن زخم التأييد الأوروبي سيتسارع بشكل كبير بعد تبني البرلمان الأوروبي قراراً يدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مؤكدا أن الأيام المقبلة ستشهد الكثير من القرارات الأوروبية في هذا السياق.
واستبعد المالكي وجود تنسيق وتبادل أدوار بين الولايات المتحدة وأوروبا في موجة الاعترافات الأوروبية بقيام الدولة الفلسطينية.
إلى ذلك تطرق وزير الخارجية الفلسطيني في حديثه مع “العرب” إلى دور حركة حماس وتموقعها في النظام السياسي الفلسطيني، قائلا “على حماس أن تصبح جزءا من المنظومة السياسية الفلسطينية المعتدلة وأن تنسجم مع التوافق الفلسطيني على هدف إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967”.
وشدد المالكي على أنه يجب على كل الفصائل أن تكون منضوية في القضية الفلسطينية وألا يستقي أي فصيل تعليماته من جهة خارجية لأن ذلك سيعني أن ولاءه ليس لفلسطين.
وعبّر المالكي في ختام حديثه عن أمله في أن تعيد حماس النظر في مواقفها وأن تفك ارتباطها بمنظومة الإخوان المسلمين الدولية، لأن ذلك يجعلها مضطرة للقبول بما تمليه عليها تلك المنظومة من تعليمات وتوجيهات.