التظاهرة الثقافية
كثيرا ما تساءلت في قرارة نفسي عن معنى “تظاهرة ثقافية”، هذه التسمية التي تتكرر دائما عن حدث ثقافي ما، حتى الحدث الثقافي هذا يبدو ضبابيا في مفهومه.
بعد ثورات الربيع العربي شهدت مجتمعات مثل المجتمع التونسي والمصري، تمشيا في الفعل الثقافي والتظاهرات الثقافية تحت يافطة ثقافة الشارع، من غرافيتي وأدب تفاصيلي إلى موسيقى شعبية، إلخ.. في محاولة لالتحام الفاعل الثقافي بشعبه الذي بَطُل النظرُ إليه جاهلا ومتخلفا، بل كبيئة حاضنة للثقافة ومنتجة لها، وإن كان هذا أمرا مطلوبا، لكنه تحوّل في أغلبه إلى ما يشبه تلك الفرقعة الضوئية.
ما نخشاه، في ظل غياب القراءة النقدية، أن يتحوّل الفعل الثقافي الصادر عن الروح الجديدة للشباب إلى مجرّد ديكور تختطفه السلطة، عن طريق شرعنتها له كما حصل مع فنون الشارع، لتجعل منه قناعا يغطي دورها في تأبيد انكسار روح المواطن العربي، بضحكة ورقية. والبحث في هذا وغيره يحتاج منا إلى تبصّر نقدي منفتح وجدي.
شاعر وكاتب من تونس