شعبية ابن كيران تتآكل مع اقتراب الانتخابات

الرباط – سجّلت شعبية “حزب العدالة والتنمية”، الإسلامي الذي يقود الائتلاف الحاكم في المغرب، تراجعا مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، بسبب قرارات اتّخذتها الحكومة ووُصفت على نطاق واسع بـ”اللاشعبية”.

ووجّه إدريس جطو، الرئيس الأوّل للمجلس الأعلى للحسابات، صفعة قوية إلى الحكومة وحزب العدالة والتنمية، عندما أعلن عن اعتراضه على خطة الدعم المباشر للفقراء التي تعتزم الحكومة تنفيذها مقابل إلغاء الدعم عن مختلف المواد الاستهلاكيّة.

وحذّر جطو، لدى مثوله أمام لجنة مراقبة المالية العمومية بمجلس النواب، من التداعيات السلبية للقرار.

التوجّه ذاته سارت عليه أحزاب المعارضة التي عبّرت عن رفضها للخطة الحكوميّة، مُتّهمة “حزب العدالة والتنمية” باعتماد ورقة انتخابية لاستقطاب أصوات الفئات الشعبية المهمّشة، خاصة أنّ القرار سيستهدف حوالي 300 ألف شخص سيتم دعمهم بشكل مباشر.

وكانت حكومة ابن كيران قد اتّخذت قرارات أثارت موجة من الاستياء في صفوف المواطنين ولا سيما منهم الفئات الشعبية الفقيرة، ومن بين تلك القرارات الزيادة في أسعار الماء والكهرباء، ورفع سنّ التقاعد، وزيادة نسب الاقتطاع من أجور الموظفين.

ولا يتردّد منتمون إلى حزب العدالة والتنمية في إبداء تخوّفهم من احتمال تصويت عقابي حيال الحزب خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

ويعتبر مراقبون أنّ القرارات كانت صادمة، لا سيما أنّها تأتي بعد الزيادات في أسعار المحروقات.

ويرى ملاحظون أنّ الحكومة، عوض أن تقوم بإصلاحات هيكلية سبق أن تعهّدت بها، فإنّها تلجأ إلى المواطن الذي تعتبره بمثابة “الحائط القصير” لتمرير قرارات تستهدف مقدرته الاستهلاكيّة، لإنقاذ بعض مؤسسات الدولة ذات الصعوبات المالية.