المغرب يعزز حضوره العسكري أفريقيّا بتوقيع اتفاق مع إثيوبيا ورواندا

المغرب يبرم اتفاقيات عسكرية تشمل الدعم اللوجستي والمساعدة التقنية والصحة العسكرية.
الجمعة 2025/06/20
تعاون لافت في القارة الأفريقية

الرباط - واصل المغرب تعزيز حضوره في القارة الأفريقية من خلال سلسلة من اتفاقيات التعاون العسكري مع دول مختلفة، على غرار إثيوبيا ورواندا، بهدف تعزيز التعاون في المجال العسكري.

ووقع الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني في المغرب، عبداللطيف لوديي، مع وزيري الدفاع الإثيوبي والرواندي عائشة محمد موسى وجوفينال ماريزاموندا، في الرباط اتفاقا للتعاون في المجال العسكري.

وتغطي هذه الشراكة مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك التدريب والتأهيل وتنظيم التدريبات المشتركة، وذلك في إطار مبادرات التعاون جنوب-جنوب والاندماج الإقليمي التي أطلقت تحت قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس، ما يجعل المملكة المغربية فاعلا حيويا في الاستقرار والأمن وتعزيز تموقعها الأفريقي في مواجهة مختلف التحديات الأمنية والعسكرية.

وأوضح بلاغ لإدارة الدفاع الوطني أن الاتفاق الذي تم توقيعه مع وزيرة الدفاع في جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية يهم التعاون في مجالات التكوين والتدريب والتمارين والبحث العلمي والصحة العسكرية، وكذلك تبادل التجربة والخبرة في مختلف الميادين ذات الاهتمام المشترك، كما ينص على إحداث لجنة عسكرية مشتركة قصد تحديد محاور التعاون، تجتمع بالتناوب في الرباط وأديس أبابا.

وأضاف البيان أن الجانبين استعرضا مختلف جوانب التعاون الثنائي وسبل تعزيزه في المجالات ذات الاهتمام المشترك، مؤكدين الدور الإيجابي والبنّاء للمملكة المغربية وجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية في الحفاظ على الاستقرار والأمن والسلم في القارة الأفريقية.

وتأتي هذه الخطوة بعد زيارة عمل قام بها الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، إلى إثيوبيا بين 23 و26 أبريل الماضي، حيث تم التباحث حول مشروع اتفاق للتعاون العسكري الثنائي يعكس رغبة مشتركة في الارتقاء بالعلاقات العسكرية الثنائية إلى مستويات جديدة.

هشام معتضد: توقيع الاتفاق العسكري يعزز مكانة المغرب كقوة إقليمية
هشام معتضد: توقيع الاتفاق العسكري يعزز مكانة المغرب كقوة إقليمية

كما تشمل الاتفاقية التي وقعها عبداللطيف لوديي ونظيره الرواندي التعاون في مجال الدعم اللوجستي والمساعدة التقنية والصحة العسكرية، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتجارب في مجالات ذات اهتمام مشترك، وفقاً لبيان صادر عن إدارة الدفاع الوطني، وتنص الاتفاقية أيضاً على إنشاء لجنة عسكرية مشتركة مكلفة بتحديد محاور التعاون، والتي ستجتمع بالتناوب في الرباط وكيغالي.

وأكد هشام معتضد، الأكاديمي والخبير في الشؤون الإستراتيجية، أن “تعزيز التعاون العسكري للمغرب مع إثيوبيا ورواندا يعكس رؤية إستراتيجية عميقة للمصالح المتبادلة بين هذه البلدان، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة،” معتبرا أن “استضافة المغرب لوزيري الدفاع الرواندي والإثيوبي تؤكد رغبة في تنويع شراكاتهما الدفاعية للتعامل مع التعقيدات والتحديات الإقليمية والدولية.”

 وأوضح لـ”العرب” أن “توقيع الاتفاق العسكري بين المغرب وإثيوبيا ورواندا يجعل الرباط شريكا موثوقا به ويُحقق تقدماً ملحوظا في توسيع دائرة نفوذه، ما يعزز مكانته كقوة إقليمية ذات تأثير متزايد،” مشددا على أن “هذا النهج يعتمد على بناء شبكة من التحالفات العسكرية التي تُسهم في تعزيز قدراته الدفاعية وتضاعف وزنه السياسي داخل المنظمات الدولية.”

ولفت هشام معتضد إلى أن “الدبلوماسية العسكرية المغربية تُعزز صورة المملكة كدولة مستقرة ومسؤولة، تلتزم بالمساهمة في تحقيق الأمن الإقليمي والدولي.”

ويقول مراقبون إنه من المتوقع انضمام دول أفريقية أخرى إلى سلسلة اتفاقيات مماثلة للاتفاق المغربي – الإثيوبي – الرواندي، ضمن إستراتيجية واضحة المعالم تهدف إلى دعم التقارب وتعزيز النفوذ المغربي في القارة، وتعكس رؤية شاملة تتجاوز مجرد الدعم العسكري التقليدي، لتشمل بناء القدرات وتطوير الكفاءات في مختلف المجالات ذات الصلة، حيث أعرب المسؤولان الأفريقيان عن تطلعهما إلى تدعيم هذه العلاقات مستقبلا من خلال تفعيل اتفاق التعاون في مجال الدفاع وانتظام تبادل الزيارات.

وإلى جانب الاتفاقيات الموقعة يحتضن المغرب عددا من التمارين العسكرية والأنشطة التدريبية متعددة الجنسيات، منها دول أفريقية.

وفي السياق ذاته أكد وفد القوات المسلحة الملكية المغربية، في مؤتمر رؤساء أركان الدفاع الأفارقة المنعقد في كينيا من 26 إلى 31 مايو الماضي، على استعداد المغرب لتعزيز التعاون العسكري الثنائي مع الدول الأفريقية من خلال تقوية الشراكات وتكثيف برامج التكوين والتدريب لمواجهة التحديات الأمنية المتنامية، وذلك في إطار الرؤية الإستراتيجية التضامنية التي تتبناها المملكة.

وصادق مجلس الوزراء برئاسة الملك محمد السادس على مرسوم يقضي بتعيين ملحقين عسكريين ومساعدين لهم بعدد من السفارات المغربية، وفق ما جاء في العدد الأخير من الجريدة الرسمية.

وشملت التعيينات الجديدة كلاً من أنغولا وإثيوبيا وكينيا، في خطوة تعكس تصاعد انخراط المملكة في شبكات التعاون العسكري والتنسيق الأمني وتبادل الخبرات.

4