جوائز الإعلام العربي: تكريم مستحق للرواد ودعم للأجيال الصاعدة

جائزة الصحافة العربية مناسبة لتكريم جيل الرواد ودعم الأجيال الصاعدة في معركتها لفرض الحضور وإثبات الذات.
الخميس 2025/05/29
مناسبة مهمة للتكريم والدعم

أسدلت دبي الستار على قمة الإعلام العربي 2024 لتنطلق في الإعداد للدورة القادمة التي ستصادف الاحتفال بدورة اليوبيل الفضي لجائزة الصحافة العربية، كتظاهرة رائدة في المنطقة، تمكنت حتى دورتها الرابعة والعشرين من تكريم 361 من الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية المختلفة.

ويجمع أغلب صانعي الإعلام العربي على أن جوائز التظاهرة باتت تمثّل تذكرة عبور نحو عالم النجاح والتميز بالنسبة إلى الأجيال الصاعدة، وعنوان تقدير واحترام وإجلال لأصحاب التجارب الثرية والتاريخ الحافل بالعمل والاجتهاد من أجل الرفع من مستوى القطاع ووضع المهنة في مركز التأثير والفاعلية اللائق بها.

وذهبت جائزة “شخصية العام الإعلامية” إلى الكاتب الصحافي العراقي فخري كريم رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير مؤسسة “المدى للإعلام والثقافة والفنون” تقديرا لمسيرته الطويلة وجهوده في خدمة الإعلام والثقافة العربية وإثراء المشهد الإعلامي العربي، وما قدمه من إسهامات جليلة في دعم مسيرة الصحافة العراقية.

وحظي سليمان جودة الكاتب في صحيفة “المصري اليوم” بجائزة الصحافة العربية لأفضل كاتب عمود، تقديرا لأسلوبه المتميز في معالجة القضايا الراهنة، وطرحه المتزن الذي يجمع بين الرأي الرصين والتحليل العميق، فضلاً عن مساهمته البارزة في إثراء المشهد الصحفي العربي.

وبخصوص جوائز الإعلام المرئي حصل برنامج “بيزنس مع لبنى” من قناة سكاي نيوز عربية على جائزة الإعلام المرئي فئة أفضل برنامج اقتصادي، وذهبت جائزة أفضل برنامج اجتماعي إلى برنامج “صباح العربية” من قناة العربية، وتسلمت الجائزة ريم بساطي مقدمة البرنامج. ونال برنامج “صاحبة السعادة” المقدم عبر قناة “دي.أم.سي” المصرية جائزة الإعلام المرئي عن فئة أفضل برنامج ثقافي، وتسلمتها الفنانة إسعاد يونس مقدمة البرنامج.

منى غانم المرّي: الأعمال الفائزة شكّلت نماذج مشرّفة للإبداع الإعلامي العربي
منى غانم المرّي: الأعمال الفائزة شكّلت نماذج مشرّفة للإبداع الإعلامي العربي

وحصل برنامج “هجمة مرتدة” من قناة سكاي نيوز عربية على جائزة أفضل برنامج رياضي، وتسلمها مقدم البرنامج موسى البلوشي، وفاز الفيلم الوثائقي “تحت الأنقاض” إنتاج قناة “الشرق” بجائزة الإعلام المرئي فئة أفضل عمل وثائقي، وتسلم الجائزة محمد اليوسي مدير عام قناتي الشرق الوثائقية والشرق ديسكفري.

وبالنسبة إلى جوائز الصحافة العربية نال محمد عيسى من مجلة “الأهرام العربي” الجائزة عن فئة الصحافة السياسية عن تحقيق “الطائرات المسيرة.. شبح الخطر القادم”، وحصل سامح اللبودي من صحيفة “الشرق الأوسط” على الجائزة عن فئة التحقيقات الصحفية عن “قصة الإبحار الأخير لـ’مركب ملح’ سيئ السمعة”.

وشمل التكريم أيضا الثنائي السيد زيادة ومحمد سالمان من صحيفة “اليوم السابع” عن فئة الصحافة الاقتصادية عن موضوع “متاهة العملات المشفرة تبدأ بـ’لايك'”. وتم تنظيم حفل التكريم وتسليم الجوائز بحضور الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، والشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي.

وقال الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، “إن احتفاءنا اليوم بكوكبة من الإعلاميين المتميزين هو تكريم لمسيرة من العطاء، والتفاني، والالتزام بقيم المهنة، وتقدير لدورهم في تقديم محتوى يرتقي بالوعي المجتمعي، ويعكس قضايا أوطاننا بعمق ومسؤولية فقد شكّلت الأعمال الفائزة في هذه الدورة نماذج يُحتذى بها في المهنية، والمصداقية، والابتكار.”

وأضاف أن “تكريم نخبة من الإعلاميين اليوم يأتي انطلاقا من قناعة عميقة بدور الإعلام المهني كركيزة أساسية في صون الهوية الوطنية، وترسيخ ثقافة الحوار، والمساهمة في بناء مستقبل أكثر وعياً وتكاملاً،” مبرزا أن “دبي باتت وجهة رئيسية لاحتضان طاقات الإعلاميين العرب، وتمكينهم من الإبداع ضمن بيئة تحتفي بالتفوق وتكرّم التميز الحقيقي، وتُعزز مكانة الإعلام كشريك رئيسي في مسيرة التنمية الشاملة.”

وهنّأت منى غانم المرّي، نائب الرئيس العضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، رئيسة مجلس إدارة الجائزة، كل الفائزين هذا العام ضمن جميع فئات “جائزة الإعلام العربي”، مؤكدة أن “الأعمال الفائزة شكّلت نماذج مشرّفة للإبداع الإعلامي العربي، وأظهرت التزاما عاليا بالمعايير المهنية والرسالة الإعلامية الهادفة،” وأشارت إلى أن الجائزة منذ انطلاقها كانت ولا تزال منصة رائدة لتكريم التميز الإعلامي في الوطن العربي، ومرآة تعكس تطور هذا القطاع الحيوي، ودوره المؤثر في تشكيل الوعي وبناء جسور التواصل بين المجتمعات.

واحتفى نادي دبي للصحافة بتكريم الفائزين بجائزة الإعلام للشباب العربي (إبداع) 2025 في دورتها التاسعة، وذهبت جائزة فئة التصوير الفوتوغرافي إلى أحمد سمير بدوان من جامعة العين، بينما ذهبت جائزة فئة الوسائط المتعددة إلى الطالب عبدالله خالد علي من كليات التقنية العليا بدبي.

◙ جوائز التظاهرة تمثّل تذكرة عبور بالنسبة إلى الأجيال الصاعدة، وعنوان تقدير لأصحاب التجارب الثرية

وفازت الطالبة جودي محمد زكي من الجامعة الأميركية في القاهرة بجائزة فئة الفيديو القصير، ونالت الطالبة آمنة صالح الطنيجي من كليات التقنية العليا في رأس الخيمة جائزة فئة الألعاب الإلكترونية، وحظي فريق عمل جامعة اليرموك الأردنية بجائزة فئة التقارير الصحفية، كما حظي فريق عمل جامعة الملك عبدالعزيز في السعودية بجائزة فئة البودكاست.

وأكد الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم أن الإمارات ستظل على عهدها في الاحتفاء بالإبداع في شتى صوره وأشكاله، فيما يشكل القطاع الإعلامي أحد أهم القطاعات التي يلعب فيها الإبداع دورا محوريا، وأضاف “تكريم الشباب العربي المبدع في مجال الإعلام هو احتفاء بروح جديدة تتقدم بثقة نحو صناعة مستقبل عربي أكثر وعيا وتأثيرا. ما نشهده في جائزة ‘إبداع’ يؤكد أن شبابنا العربي يملك من القدرات والطموح ما يؤهله ليكون شريكا في صنع مشهد إعلامي عربي جديد. نراهن على هذا الجيل لإعادة تعريف الخطاب الإعلامي العربي، بما يعكس قيمنا، ويحفظ هويتنا، ويُعبّر عن طموحات شعوبنا في الريادة والابتكار.”

ويرى مراقبون أن دورة هذا العام من قمة الإعلام العربي تمهد لدورة استثنائية ستنتظم العام القادم بمناسبة الدورة الخامسة والعشرين التي ينتظر أن تكون دورة نموذجية تنسجم مع طبيعة التحولات الكبرى التي يشهدها الإعلام العربي، ومع موقع الإمارات في خضم ثورة الاتصال وطفرة الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم وموقع الدولة منه وريادتها الإقليمية والدولية في الاستفادة منه واستغلال الإضافات التي يمكن أن يقدمها للمنجز الذي تم تحقيقه حتى الآن.

وتعد قمة الإعلام العربي وجائزة الصحافة العربية مناسبة مهمة لتكريم جيل الرواد ودعم وإسناد الأجيال الشابة والصاعدة في معركتها من أجل فرض الحضور وإثبات الذات، وكذلك جمع الإعلاميين العرب تحت خيمة دبي العامرة في ظل راية الإمارات العالية وبإرادة العاملين على التظاهرة ممن يدركون أهميتها وجدواها في حفظ الذاكرة وملامسة الواقع بمختلف تجلياته واستشراف المستقبل وتهيئة الظروف لمعايشته وفق مستجداته ومستلزماته وما يمكن أن يفرضه من رهانات ويطرحه من تحديات.

5