في عيد استقلاله، الأردن يبسط جناحيه شرقا وغربا

في هذا السياق السياسي المعقّد تتجلى حكمة القيادة الأردنية في مواقفها الثابتة على الصعيدين الداخلي والخارجي حيث يدير الملك عبدالله الثاني الملفات الدقيقة بحنكة ووعي
الاثنين 2025/05/26
سفر من أسفار المجد والعطاء

في يوم عيد الاستقلال نستذكر بفخر واعتزاز تأسيس إمارة شرقي الأردن عام 1921، وإعلان الأردن مملكة عام 1946 من منطقة “ماركا” العريقة، حيث كانت مَرْكَى الدعجة الحاضنة الأمينة لتاريخ المملكة الأردنية الهاشمية، والشاهد الصامت على مسيرة العزة والكرامة.

بتاريخ الخامس والعشرين من شهر أيار – مايو لعام ألف وتسعمئة وستة وأربعين، أشرقت شمس الحرية والكرامة، وقد جسدت المملكة على أرضها كيانها بعزم وثبات، حيث يؤكد هذا اليوم، الذي يُعتبر عيد استقلالها ويوم جيشها الباسل، مرور 79 عاما تجدد فينا الفخر والاعتزاز بوطننا الحبيب.

إنه يوم الكرامة، الذي ينيرنا بتاريخنا المشرف المليء بالبطولات والتضحيات، حيث نستذكر الماضي البطولي ونجدد العهد بصون استقلالنا وحماية وطننا الغالي.

في هذا اليوم نستذكر مؤسس المملكة الحبيبة وباني أركانها الملك الشهيد عبدالله الأول بن الحسين، وملوكنا الحكماء الذين واصلوا مسيرتهم، وسخّروا جهودهم لبناء وتطوير وطننا العزيز. تتوارد الذكريات عن جلالة المغفور له الملك عبدالله الأول بن الحسين، بإرادته الصلبة، أسّس الجيش وعزّز قوته، وبجهاده انتزع الاستقلال، فكانت المملكة نابعة من القلوب قبل أن تتجسد على الأرض. ثم جاء الصقر الوطني الهاشمي، الملك طلال، ليضع دستور العدل والديمقراطية، فأنار المستقبل للأردن كما تنير الثريا السماء بنورها. ولحسين العزة والكرامة، باني المجد الذي عرّب الجيش بإخلاصه وإيمانه، وصولاً إلى عبدالله الثاني، الملك المعطاء، الذي يتابع مسيرة أجداده لنهضة هذا البلد، فتتكامل اليوم المملكة الأردنية الهاشمية نموذجاً للوفاء والإخاء.

◄ مع حلول هذه الذكرى المجيدة، تتجدد العهود والوفاء.. إنها صفحة ساطعة تضيء مسيرتنا، وتحمل في طياتها الرجاء بمستقبل مشرق، تحت راية الوطن وقيادته الحكيمة

وفي هذا السياق السياسي المعقّد تتجلى حكمة القيادة الأردنية في مواقفها الثابتة على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث يدير الملك عبدالله الثاني الملفات الدقيقة بحنكة ووعي، حافظًا أمن الدولة ووحدتها وسط إقليم ملتهب.

وفي خضم التحديات السياسية الداخلية التي تواجهها المملكة، يظل الملك عبدالله الثاني بن الحسين مثالاً للحكمة والرصانة في قيادة مسيرة استقرار الأردن، حيث يتصدى بكل حزم لمختلف محاولات زعزعة الأمن الوطني، لاسيما من جانب جماعات تسعى إلى استغلال الأزمات، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين. إنَّ هذه السياسات الحكيمة جاءت لتعزيز وحدة الوطن وتماسك شعبه، وضمان استمرارية نهجه التنموي والأمني.

وعلى الصعيد الإقليمي كان الأردن بقيادة جلالته من أوائل الدول التي رحبت بعودة سوريا إلى الحضن العربي، مدركا أن استقرار المنطقة مرهون بترسيخ مبادئ التعاون والتقارب بين الأشقاء، والعمل على توحيد الصفوف لمواجهة التحديات المشتركة. ومن هذا المنطلق، يظل الأردن، تحت راية جلالته، نموذجا متقدما للاستقرار والدور الإيجابي في بناء مستقبل عربي مستقر ومزدهر.

إنه يوم استقلال يشع نورًا في سماء وطننا، ويذكرنا بمسؤوليتنا الوطنية تجاه هذا الوطن العزيز، تنيرنا صفحات مشرقة من المجد والحياة الفاضلة الكريمة، سفر من أسفار المجد والعطاء، حيث نقرأ في صفحته الأولى ملحمة الاستقلال والعزيمة، مشروع حياة أراده الهاشميون لنهضة الوطن.

في هذا اليوم المجيد نجدد العهد على مواصلة مسيرة البناء والتطوير، ونعبر عن فخرنا العميق بتاريخنا الحافل بالإنجازات والتضحيات.

في عيد الاستقلال نرى الأردن، هذا البلد الصغير بحجمه، الكبير برسالته وروح شعبه، يبسط جناحيه شرقا وغربا، ويدوي صوته على لسان من تمسّك بإرادته الحرة، ويفرض فلسفته، وينشر رسالته في كل أفق.

◄ في خضم التحديات السياسية الداخلية التي تواجهها المملكة، يظل الملك عبدالله الثاني بن الحسين مثالاً للحكمة والرصانة في قيادة مسيرة استقرار الأردن

وفي يوم الجيش الباسل نحتفل بقوته التي تصون حريتنا، وترعى استقلالنا، إنه جيشنا الباسل، حامي ذمارنا، وسياجنا المكين في وجوه الغاصبين.

ومع حلول هذه الذكرى المجيدة، تتجدد العهود والوفاء، وينبت الأمل والتفاؤل، إنها صفحة ساطعة تضيء مسيرتنا، وتحمل في طياتها الرجاء بمستقبل مشرق، تحت راية الوطن وقيادته الحكيمة.

اليوم نرفع التحية للملك عبدالله الثاني بن الحسين، الذي قادنا بحكمة وصبر إلى بر الأمان، وجعل من الأردن دولة قوية ومزدهرة، تحتل مكانة مرموقة على خريطة العالم. نحمل الوفاء في القلوب والعهود، ونرفع الرأس بكل فخر واعتزاز، في عيد الأردن نغني للأوطان، ونبقى أبناء الأردن في الحياة نمتد.

كل عام والأردن بخير ورخاء، وكل عام وجيشنا الباسل يزهر ويحمي، ويبقى شموخك يا أردن مدى الأزمان، في قلوبنا دائما وأبدا تسمو وتعلو. في عيد الاستقلال نحمل الأماني، ونعاهد الوطن بالولاء والوفاء دائما.

أرض الأردن، أرض الجمال والعطاء، لتبقى شامخة بعزم شعبها وبتاريخها العريق. هي منبت الأبطال وموطن الأمان، في عيدك يا وطننا نفديك بالروح والجسد، عشتَ حرّا أبيا في قلوب الأردنيين، لتبقى شامخا دوما في كل الظروف.

9