صراع مسلح ينذر بانفلات أمني خطير في مخيمات تندوف

منتدى فورستاين يوثق اشتباكات عنيفة بين عصابتين تنشطان في تهريب المخدرات في مخيم العيون.
الاثنين 2025/04/28
حالة من عدم الاستقرار في المخيمات

تعيش مخيّمات تندوف في الجزائر والخاضعة لسيطرة ميليشيات بوليساريو على وقع انفلات أمني خطير، حيث وثّق منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بالصحراء المغربية (فورستاين) مقاطع مصورة لاشتباكات عنيفة بالرصاص الحي في مخيم العيون وسط صمت الجيش الجزائري والجبهة الانفصالية.

الرباط - أعلن منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف “فورساتين”، أن مخيم العيون شهد مواجهات مسلحة بين عصابات تهريب المخدرات، ما أثار الرعب بين سكان المخيم وينذر بإدخال مخيمات تندوف في فوضى أمنية في ظل غياب لجبهة بوليساريو الانفصالية وصمت تام للجيش الجزائري.

وأضاف المصدر ذاته أن الأمر “أثار رعبا وهلعا بين الناس، اضطرهم إلى الاختباء وإغلاق الخيام السكنية عليهم لساعات ظلت خلالها الساحة خالية للعصابات المسلحة تتبادل إطلاق النار نهارا جهارا في غياب تام لما يسمى شرطة ودرك جبهة ‘بوليساريو’ ووسط صمت الجيش الجزائري الذي يرابط خارج محيط المخيم على بُعد أمتار.”

واعتبر بيان فورستاين أنه وسط صمت الجيش الجزائري الذي يرابط خارج محيط المخيم، احتج شيوخ وأعيان المخيمات على عصابة “بوليساريو” متهمين إياها بالسكوت عما وقع، وبأنها “تتعمد بدعم وموافقة جزائرية إدخال المخيمات في فوضى أمنية، لترهيب السكان وتطويعهم وتخويفهم، في حين أن الجيش الجزائري يستقوي على الأبرياء من المسافرين والمتنقلين إلى خارج المخيم.”

محمد الطيّار: ميليشيات بوليساريو تقوم بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان
محمد الطيّار: ميليشيات بوليساريو تقوم بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان

وأورد منتدى فورستاين، أن “أصحاب المساكن القريبة من العملية الإجرامية أطلقوا نداءات إلى الأهالي والأقارب من أجل الالتحاق بعين المكان وإنقاذهم من الموت، فانتشر الخبر وبدأت جموع بشرية تحتشد استعدادا للذهاب إلى مكان المواجهات وإنقاذ السكان؛ غير أن تدخلات حالت دون ذلك بسبب الخوف من وقوع مواجهات دامية على نطاق واسع.”

وأكد محمد الطيّار رئيس المرصد الوطني للدارسات الإستراتيجية، أن “الأفعال التي قامت بها ميليشيات بوليساريو، من قتل واختطاف واعتراض سيارات نقل المسافرين والحافلات، والتهجير القسري، ونقل الأشخاص إلى مخيمات تندوف، وإعادة تزويج النساء المتزوجات قسرًا، كلها تشكل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم بموجب القانون الدولي، وترقى إلى جريمة ضد الإنسانية بموجب المادة 7 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.”

وأضاف في تصريح لـ”العرب”، أنه “مع تفاقم أزمة مخيمات تندوف الأمنية في السنوات الأخيرة، انعكست على غياب ثقة السكان في مؤسساتها الأمنية، مع رواج معلومات في أوساطها تؤكد تورط هذه الأجهزة في التستر على المجرمين وضياع قطع السلاح من مقراتها، بالإضافة إلى مساعدتها للمجرمين على الفرار.”

وشهد ما يسمى بـ”مخيم العيون”، احتجاجاً حاداً ضد الحصار الذي يفرضه الجيش الجزائري، وأجبر المئات من الصحراويين على الانتظار لساعات تحت شمس حارقة للحصول على تصاريح الخروج التي يصدرها الجزائريون، ونظموا اعتصاماً أمام نقطة تفتيش الجيش الجزائري، فقام الجنود بإطلاق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين.

ولم تتمكن بوليساريو في نهاية مارس الماضي من دفع رواتب المعلمين، حيث قدم خطري أدوه، الذي كان يشغل ما يسمى بوزير التعليم، اعتذاره في رسالة أشار فيها إلى “عناصر أساسية” تعيق بوليساريو عن الوفاء بالتزاماتها تجاه المعلمين، وبعد أسبوع من هذه الرسالة، أقاله زعيم الجبهة إبراهيم غالي من منصبه واستبعده أيضاً من المكتب الدائم للأمانة العامة للجبهة.

التصعيد داخل مخيمات تندوف يأتي في وقت تواجه فيه الجبهة الانفصالية نكسات دبلوماسية، خاصة في أميركا الجنوبية

ويأتي هذا التصعيد داخل مخيمات تندوف في وقت تواجه فيه الجبهة الانفصالية نكسات دبلوماسية، خاصة في أميركا الجنوبية، حيث علّقت بيرو وبنما والإكوادور اعترافها ببوليساريو، كما أنها تفقد زخمها أفريقيا وأوروبيا، وفي القمة الأخيرة للاتحاد الأفريقي في فبراير في أديس أبابا، غابت قضية الصحراء عن البيان الختامي.

وناشدت حركة صحراويون من أجل السلام، وهي تنظيم منشَق عن جبهة بوليساريو، الأمم المتحدة للتدخل العاجل لوقف عمليات قتل الصحراويين في مخيمات تندوف، والتي تُتهم القوات الجزائرية بارتكابها. وعبرت الحركة في رسالة موجهة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن قلقها البالغ إزاء التدهور المقلق للوضع الأمني في مخيمات اللاجئين الصحراويين فوق التراب الجزائري.

وقبل أيام تعرض شابان من قبيلة أولاد دليم، كانا معا على متن سيارة يبحثان عن قريب مفقود في ظروف لا تزال غامضة، إلى إطلاق نار من قبل جنود جزائريين حيث أصابت الرصاصات سيارتهما مما جعلها غير صالحة للاستخدام.

وأكدت حركة صحراويون من أجل السلام أنه للأسف، لم تعد هذه الأفعال العنيفة حوادث معزولة، بل أصبحت نمطًا متكررًا، حيث يتعرض سكان المخيمات بانتظام لإطلاق النار والتخويف والقمع الوحشي من قبل القوات الجزائرية، موجهة نداءً عاجلًا إلى الأمم المتحدة وبعثة “المينورسو” من أجل التدخل الفوري لضمان حماية المدنيين الصحراويين في المخيمات، كما دعت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام إلى كسر الصمت وإدانة هذه الانتهاكات المتواصلة.

ولفت بيان دعم مؤيدي الحكم الذاتي في الصحراء، إلى أن هذه الحوادث تظهر “خشية الجبهة المواجهة مع عصابات التهريب والمخدرات دون أن نغفل علاقة قيادات في بوليساريو مع عصابات تهريب الأسلحة وتشغيل المجرمين والمنحرفين لأغراض سياسية وشخصية”.

4