غضب متزايد ينذر بمواجهة مع حكومة الدبيبة بعد حادثة دهس المشجعين

وزارة الداخلية بحكومة الوحدة تفتح تحقيق فوري وشامل في حادثة دهس عدد من المشجعين داخل المدينة الرياضية بطرابلس.
الأربعاء 2025/04/23
ناديا الاتحاد والأهلي والجماهير يرفضون الحادثة

اندلعت ليلة الاثنين – الثلاثاء مواجهات بين قوات الأمن الليبية والمئات من الجماهير الرياضية في محيط ملعب طرابلس الدولي، جراء عملية دهس لمشجعين داخل المدينة الرياضية بطرابلس في أعقاب مباراة بين فريقي الأهلي طرابلس والسويحلي ضمن إطار الدوري الليبي لكرة القدم.

وأعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة عن فتح تحقيق فوري وشامل في حادثة دهس عدد من المشجعين داخل المدينة الرياضية بطرابلس بواسطة مركبة آلية تابعة لإحدى الجهات الأمنية، وأكدت في بيان على ضرورة تحديد المسؤوليات بدقة وجلب المركبة المعنية وسائقها، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.

وبحسب مراقبين، فإن الحادثة جاءت لتضع حكومة عبدالحميد الدبيبة في عين العاصفة، نظرا لأنها استهدفت عددا من مشجعي كرة القدم التي تعد الرياضة الأولى في ليبيا ولها جمهور واسع، وتشهد ملاعبها تعبيرا صاخبا عن غضب الشارع الليبي وعن توجهاته العامة من خلال الشعارات التي يرفعها والتي تميزت خلال الفترة الماضية بانتقادات حادة لسلطات طرابلس وللفساد الذي اتسعت رقعته والنهب الممنهج لثروات البلاد.

ورأى عضو مجلس الدولة الاستشاري أبوالقاسم قزيط أن “الجمهور الرياضي هو التجمهر الوحيد المسموح به، والجمهور يمتلك الشجاعة ليقول لا، لا للميليشيات، لا للسلطة الفاسدة المتغولة، لذلك سيستمر الاعتداء عليه وقمعه وسحله في كل مباراة.”

مقاطع فيديو أظهرت قيام العشرات من المشجعين الغاضبين وهم يحملون عصيا ويرشقون سيارات الأمن بالحجارة

وسعت الوزارة إلى تهدئة الأوضاع والتقليل من شأن الحادثة، بالتشديد على أن “هذا التصرف يُعد سلوكا فرديا لا يعكس بأي حال من الأحوال سياسة الوزارة أو نهجها المهني”، وأنها لن تتهاون في اتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية لمحاسبة المتورطين وتحقيق العدالة وإنصاف المتضررين، وفق نص البيان.

وأوضحت أن الحادثة وقعت نتيجة اعتداء بعض المشجعين على دوريات الشرطة، وأنها سعت إلى تفادي التصعيد والابتعاد عن موقع الحادث، كما أكدت التزامها التام بالعمل وفق معايير أمنية وإنسانية وقانونية، وضمان احترام حقوق المواطنين وسلامتهم، ودعت الجميع إلى التزام التهدئة وتحري الدقة في تداول المعلومات، إلى حين انتهاء التحقيقات وصدور نتائجها النهائية، مجددة حرصها الدائم على الشفافية، وتعهدها باطلاع الرأي العام على أي مستجدات تتعلق بالقضية فور توفرها.

وأظهرت مقاطع فيديو تداولتها العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، قيام العشرات من المشجعين الغاضبين وهم يحملون عصيا ويرشقون سيارات الأمن بالحجارة، وسط دخان كثيف ناتج عن القنابل المسيلة للدموع التي استخدمها أفراد الأمن لتفريق المتظاهرين.

وأعربت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا عن بالغ قلقها إزاء الأحداث المؤسفة التي شهدتها طرابلس، بعد تعرض مشجعي نادي الأهلي للاعتداء والدهس بواسطة سيارات تابعة لقوات الشرطة التابعة للإدارة العامة للدعم المركزي بوزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، مما أسفر عن إصابة عدد من المشجعين نقلوا إلى العناية الطبية.

وحملت المؤسسة وزير الداخلية المكلف ورئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم المسؤولية القانونية الكاملة بسبب ما اعتبرته استهتارا بحياة وسلامة المواطنين وفشلا للمؤسسات المعنية في إدارة وتنظيم وتأمين الفعاليات الرياضية، مما يعرض المشجعين لمخاطر وتهديدات متكررة.

الملاعب الليبية تعكس غضب الشارع الليبي وتوجهاته العامة من خلال الشعارات التي يرفعها وتتضمن انتقادات للسلطات

وطالبت المؤسسة بفتح تحقيق شامل في ملابسات الواقعة، داعية النائب العام إلى ضمان محاسبة المسؤولين وتقديمهم للعدالة، مؤكدة رفضها التام لأي إفلات من العقاب.

كما نادت المؤسسة باتخاذ تدابير عاجلة لوقف تصاعد العنف ضد الجماهير في الملاعب، بما في ذلك تحسين تدريب عناصر الأمن أو إعادة النظر في حضور الجماهير للمباريات إذا استدعت الضرورة، حفاظا على الأرواح ومنع تكرار مثل هذه الأحداث المؤلمة.

وقال الناشط السياسي والمرشح الرئاسي سليمان البيوضي “لو كانت هناك حكومة تحترم نفسها لبادرت بإقالة وزير الداخلية ومدير مديرية الأمن وإنزال أقصى عقوبة ضد القائمين على دهس الجماهير”، واعتبر أن “سحل المشجعين جريمة وخطيئة لا تغتفر، ولو أن هناك حكومة تحترم نفسها لبادرت بإقالة وزير الداخلية ومدير مديرية الأمن وإنزال أقصى عقوبة ضد الفاعلين، لكنها اللادولة حيث القوي يأكل الضعيف ويدهسه.”

وكان نادي الأهلي طرابلس قد استنكر بشدة الحادث المؤسف الذي تعرضت له بعض جماهيره أثناء مباراته مع نادي السويحلي بملعب طرابلس الدولي.

 وقال في بيان إن هذا الفعل غير المقبول يُعد انتهاكا صارخا لسلامة المشجعين وأمرا لا يمكن السكوت عنه، مطالبا وزير الداخلية بفتح تحقيق عاجل وشفاف للوقوف على ملابسات الحادث ومحاسبة كل من تثبت مسؤوليته وتورطه، وداعيا النائب العام إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم تكرار مثل هذه الأحداث وتوفير الحماية اللازمة للجماهير.

وأعرب الاتحاد الليبي لكرة القدم عن رفضه القاطع لأي مظاهر عنف أو تجاوزات تسيء إلى صورة كرة القدم الليبية، وتهدد أمن وسلامة الجماهير والرياضيين، وقال إنه تابع “ببالغ القلق والأسف ما وقع من أحداث مؤسفة خلال مباراة فريقي الأهلي طرابلس والسويحلي، ضمن منافسات الدور السداسي الأول من الدوري الليبي الممتاز، التي نتجت عنها إصابات في صفوف الجماهير، بالإضافة إلى أضرار مادية في محيط الملعب”، مشيرا إلى أن “سلامة الجماهير واللاعبين والحكام تأتي في صدارة أولوياته”، مشددا على أنه “لن يتوانى عن اتخاذ كل التدابير اللازمة لضمان إقامة المباريات في أجواء آمنة ومنضبطة.”

وأثنى الاتحاد على “مواقف الأندية والجماهير التي أبدت تضامنها ووعيها ورفضها القاطع لأي مظهر من مظاهر الفوضى أو التعدي أو العنف”، مؤكدا أن “التعاون بين جميع مكونات المنظومة الرياضية هو السبيل الأمثل لصون اللعبة وتطورها.”

وجرت الحادثة عندما قامت سيارة من ضمن سيارات الجهة الخاصة بتأمين المباراة بدهس عدد من المشجعين عند خروجهم من ملعب المباراة، كما قام مجهولون بإطلاق العيارات النارية على جماهير الأهلي طرابلس الليبي مما تسبب في سقوط جرحى.

وأصدر نادي الاتحاد بيانا شديد اللهجة، عبّر فيه عن استنكاره الشديد للأحداث المؤسفة التي وقعت في المدينة الرياضية بطرابلس، والتي تعرضت فيها الجماهير الرياضية لاعتداءات وصفها النادي بالوحشية والعنيفة، معتبرا أنها تعيد الرياضة إلى نقطة الصفر.

وأشار البيان إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى، مستذكرا الاعتداءات السابقة على جماهير النادي، والتي راح ضحيتها المشجع عبدالمهيمن الفلاح، وأسفرت عن إصابات دائمة للمشجعين عبدالخالق المرابط ومحمد الشريف.

وأوضح نادي الاتحاد أن استمرار مثل هذه الاعتداءات دون محاسبة الجناة شجع على تكرارها، مما زاد من تمادي المجرمين وتوحشهم على الجماهير الرياضية، رافضا التهاون والإهمال المتعمد.

وحذر النادي من تفاقم الأوضاع بشكل خطير ما لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة، ودعا الجهات المعنية إلى التحرك الفوري للاقتصاص قانونيا من مرتكبي هذه الاعتداءات العنيفة، والتأكيد على عدم التفريط في حقوق الجماهير الرياضية.

4