برلمان أميركا الوسطى يشيد بتنمية الصحراء ومخطط الحكم الذاتي للمغرب

الرباط - أشاد رئيس برلمان أميركا الوسطى كارلوس ريني هيرنانديز، على رأس وفد هام، بالتنمية الشاملة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمغرب تحت قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس، مع تأكيد موقف المنظمة البرلمانية الإقليمية الداعم للوحدة الترابية للمملكة، والمساندة الواسعة التي يحظى بها مخطط الحكم الذاتي باعتباره الحل الجدي والواقعي الوحيد لهذا النزاع المفتعل.
وعبر رئيسا غرفتي البرلمان المغربي ومسؤولون كبار بجهة الجنوب على المشاركة الفعالة لأبناء الأقاليم الجنوبية في تدبير شؤونهم المحلية، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي، بتقديم النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، إلى جانب الدعم الواسع الذي يحظى به مخطط الحكم الذاتي من قبل ممثلي السكان المحليين والمجتمع الدولي.
واطّلع الوفد البرلماني على الديناميكية التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية في مختلف المجالات، والمشاريع الكبرى والمهيكلة التي أطلقها الملك محمد السادس، خاصة في قطاعات الصحة والتعليم والتكوين المهني والبنيات التحتية من طرق وموانئ، ما جعل من الأقاليم الجنوبية مركزا رياديا ونموذجا تنمويا يربط المملكة بأفريقيا وأوروبا وأميركا اللاتينية.
نص مقترح الحكم الذاتي أكد على تولي سكان الصحراء تدبير شؤونهم بأنفسهم من خلال هيئات تشريعية وقضائية
وأكد كارلوس هيرنانديز رئيس برلمان أميركا الوسطى (البرلاسين)، أن زيارة الوفد إلى مدينة العيون فرصة سانحة للوقوف على حجم التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية، منوها بالمكانة الإستراتيجية للمملكة المغربية، والاحترام الكبير الذي تحظى به تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، “ما يجعل من المغرب شريكا إستراتيجيا ومحورا مهما نحو القارة الأفريقية والمنطقة العربية بالنسبة إلى أميركا الوسطى.”
وأثناء اجتماع مع الوفد، قال عبدالسلام بكرات، والي (محافظ) العيون – الساقية الحمراء، إن “المملكة تنظم انتخابات تشريعية وجماعية في الأقاليم الجنوبية، آخرها سنة 2021، ورغم ضغط موالين لبوليساريو على السكان لمقاطعة الانتخابات إلا أن المفاجأة أنه سجلت أعلى نسبة من المشاركة في الانتخابات في أقاليم الصحراء، بنحو 69 في المئة، ولذلك دلالة سياسية قوية، أي إن مواطني الجهة منخرطون في تنمية الجهة.”
وشدد المسؤول المغربي أثناء استقبال رئيس برلمان أميركا الوسطى والوفد المرافق له في مقر ولاية العيون أنه “بخلاف ما يقول البعض، فإن سكان الأقاليم الجنوبية ممثلون في جميع الجهات، والدليل أن رئيس المؤسسة التشريعية، الغرفة الثانية، ابن العيون ومن الذين ساهموا منذ استرجاع الأقاليم الجنوبية في بناء الجهة، والمغرب بلد واحد بتنوعه الثقافي والجغرافي،” مشددا على أن “الجهوية المتقدمة تسعى لإعطاء إشارة واضحة في ما يتعلق بالقضية الوطنية.”
والتزمت المملكة المغربية بتمكين سكان الأقاليم الجنوبية بأدوارهم في مختلف هيئات الجهة ومؤسساتها، إذ نص مقترح الحكم الذاتي، على “تولي سكان الصحراء، وبشكل ديمقراطي، تدبير شؤونهم بأنفسهم من خلال هيئات تشريعية وتنفيذية وقضائية، تتمتع باختصاصات حصرية، كما ستُوفر لهم الموارد المالية الضرورية لتنمية الجهة في كافة المجالات، والإسهام الفعال في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمملكة.”
وأكد محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، على المشاركة الفعالة لأبناء الأقاليم الجنوبية في تدبير شؤونهم المحلية، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي، مبرزا الدعم الواسع الذي يحظى به مخطط الحكم الذاتي باعتباره الحل الجدي والواقعي الوحيد لهذا النزاع المفتعل.
وشكل اللقاء مناسبة لتجديد التأكيد على متانة العلاقات التي تجمع مجلسي المستشارين والنواب وبرلمان أميركا الوسطى، وعلى الأهمية المتزايدة التي يكتسيها التعاون البرلماني بين المؤسستين، في ضوء التحولات الإقليمية والدولية وما تفرضه من ضرورة تكثيف التنسيق وتبادل التجارب في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وانضم البرلمان المغربي بمجلسيه، إلى برلمان أميركا الوسطى ( البرلاسين) بصفة عضو ملاحظ في 16 يونيو 2015.
ويعتبر هذا البرلمان بمثابة منظومة للاندماج الجهوي بأميركا الوسطى ويضم ست دول هي غواتيمالا والسلفادور والهندوراس ونيكاراغوا وبناما وجمهورية الدومينيكان.