الفيلسوف نايجل ووربيرتن: حرية الكلام ليست عقيدة موروثة

ليست كل القيود المفروضة على الحرية مكروهة أخلاقيا.
السبت 2025/03/29
هل يمكن للفن أن يكون حرا بشكل مطلق (مسرحية تصور المسيح مثليا)

حرية التعبير ليست مجرد مطلب سياسي أو اجتماعي أو فردي، إنها مساحة معدة يتداخل فيها الفردي بالجماعي والأخلاقي بالجمالي والغايات بالخفايا، وغيرها من تشابكات تجعل من حرية التعبير مساحة من الصعب حصرها ومن الصعب أيضا إطلاق العنان لها بشكل منفلت، وهذا ما يبحث فيه الفيلسوف البريطاني نايجل ووربيرتن.

“أكره ما تقول، لكني سأدافع حتى الموت عن حقك في أن تقوله” تلخص هذه المقولة، المنسوبة إلى الكاتب والفيلسوف الفرنسي فولتير، الفكرة الرئيسية لكتاب “حرية التعبير” للفيلسوف نايجل ووربيرتن، أن حرية الكلام جديرة بالاستماتة في الدفاع عنها، حتى عندما تكون على خلاف مع ما يقال، حيث يتضمن الالتزام بحرية الكلام حماية الكلام الذي لا تود سماعه، تماما مثل حمايتك للكلام الذي تود سماعه، هذا المبدأ هو أساس الديمقراطية، وحق أساسي من حقوق الإنسان، حمايته رمز للمجتمع المتحضر والمتسامح.

يرى نايجل في كتابه، الصادر عن مؤسسة هنداوي بترجمة زينب عاطف، أن الإيمان بأهمية حرية الكلام ليس عقيدة موروثة من “عصر التنوير”، بالرغم من تأكيد البعض على أنه كذلك، اعتقد كارل ماركس أن الحقوق الليبرالية تميل إلى الحفاظ على مصالح البرجوازية الفردية بدلا من المصالح الدائمة للإنسانية، وهو لا يتفق مع ذلك؛ فإعلان الحق في حرية الكلام شاملة، ليست مجرد وسيلة لحماية كلام من يشغلون مواقع السلطة؛ اقتصادية كانت أو سياسية.

الحرية والفن

يقول نايجل إن “حرية الكلام تحظى بأهمية خاصة في المجتمعات الديمقراطية، ففي الدول الديمقراطية يرغب الناخبون في الاستماع إلى نطاق واسع من الآراء وتفنيدها، وفي الحصول على حقائق وتفسيرات ووجهات نظر متباينة، حتى عندما يرون أن الآراء المطروحة مستهجنة على المستوى السياسي أو الأخلاقي أو الشخصي، ربما لا تنقل هذه الآراء مباشرة عبر الصحف والإذاعة والتلفزيون، وإنما تعرض عادة في الروايات والقصائد والأفلام والرسوم الكاريكاتيرية والأغنيات، كذلك يمكن التعبير عنها رمزيا بحرق علم، أو ـ كما فعل العديد من المتظاهرين المناهضين لحرب فيتنام ـ حرق بطاقة التجنيد.”

التساهل مع حرية الكلام في المستقبل هو نتيجة لصعوبة إسكات العدد الكبير من الأصوات وليس نتيجة لأي قرار أخلاقي
التساهل مع حرية الكلام في المستقبل هو نتيجة لصعوبة إسكات العدد الكبير من الأصوات وليس نتيجة لأي قرار أخلاقي

ويبين أن أفراد الدولة الديمقراطية يهتمون أيضا بالمشاركة الفعالة لعدد كبير من المواطنين في الحوار السياسي بدلا من التلقي السلبي للسياسة الصادرة من السلطات العليا. وقد ذهب البعض إلى أبعد من ذلك وقالوا إن الحكومة التي لا تكفل حرية كلام شاملة لن تكون حكومة شرعية على الإطلاق، ولا ينبغي أن توصف بأنها ديمقراطية، الديمقراطية من هذه الوجهة تتطلب أكثر من مجرد الالتزام بالانتخابات وممارسة حق الاقتراع العام؛ فالحماية الشاملة لحرية الكلام شرط أساسي لأي دولة ديمقراطية تستحق هذا الوصف؛ إذ دونها لا تكون الحكومة تشاركية فعليا.

يناقش نايجل حرية استخدام أقوال الآخرين وصورهم مؤكدا أن ظهور الإنترنت أثار مخاوف بشأن القيود التي يفرضها قانون حقوق النشر على حرية الكلام. على مدار المئات من السنين كانت هناك قوانين تمنع استخدام أقوال الآخرين دون تصريح (أو دفع مبالغ مالية في الكثير من الحالات)، حق النشر هو حل وسط بين حاجة الكتاب إلى الحصول على تقدير مالي نظير كتاباتهم، واحتياجات مستخدمي هذه الكتابات، ونتيجة لقانون حقوق النشر، الذي يختلف من دولة إلى أخرى، توجد الكثير من الأقوال التي يكون نشرها أو الحديث بها أو تمثيلها غير قانوني، ربما يمثل هذا قيدا على حرية الكلام، لاسيما إذا كنت كاتبا يرغب في تجميع كتابات الآخرين، أو يريد إلقاء حديث مقتبس من عمل لكاتب مسرحي معاصر في مكان عام دون تصريح.

وفي السنوات الأخيرة، طرحت السهولة التي من خلالها تتيح التكنولوجيا الرقمية إعادة استخدام كتابات الآخرين وإعادة اقتباسها، قضايا جديدة حول الحرية، وأدت إلى حملات تنادي بإجراء تعديلات على قوانين حقوق النشر للسماح بمساحة أكبر من الحرية في استخدام أقوال الآخرين. وتشتهر قصيدة “الأرض الخراب” للشاعر تي.أس إليوت بجمعها بين أبيات أصلية وأخرى “مسروقة”، فالسياق الجديد يعطي هذه الأبيات معاني جديدة ويربط المكان والقصيدة بالماضي، عادة في صورة ساخرة، من وجهة نظر إليوت كان من الواضح أن الأدب العظيم يرتكز على أدب الماضي ويستفيد منه، فمعنى أي عمل مكتوب يأتي جزئيا من علاقته بالأعمال المكتوبة الأخرى ـ خاصة كتابات من قضوا نحبهم ـ ممن شكلوا تقليدا معينا، ذهب إليوت في شعره إلى أبعد من ذلك ووضع أجزاء صغيرة من هذا التقليد داخل شعره، وأضاف هوامش لتوضيح مصادر هذه الأجزاء.

ويوضح أن ويليام شكسبير استخدم حبكات درامية من مصادر تاريخية أو اعتمد على أفكار معاصريه، كذلك يقتبس الموسيقيون كثيرا من ألحان مؤلفين آخرين، وعادة ما يكون فن التجميع البصري إعادة لاستخدام الأعمال الإبداعية للسابقين، لكن النتيجة تكون دائما عملا جديدا، ففي كل شكل من أشكال الفن تقريبا يعتمد أعظم المبدعين على أعمال سابقيهم ويعيدون استخدامها؛ في بعض الأحيان بأسلوب مستتر، وفي الكثير منها بأسلوب سافر، والواقع أن هذا الاقتباس الانتقائي سمة رئيسية في عصر ما بعد الحداثة؛ إذ هكذا يتطور الفن حسب اعتقاد الكثيرين، ينتج الإبداع من الارتباط بفنون الماضي، بالإضافة إلى ذلك، فإن الفن مجال يتطلب حرية، فهو المجال الذي يتجاوز فيه الأفراد حدود الامتثالية، وكل قيد يفرض يقضي على فرع محتمل من التطور الفني.

 توصف الكثير من حالات إعادة استخدام إبداعات الماضي بأنها مناسبة، لكن بعضها جدير باللوم من الناحية الأخلاقية، لأن مبدعي العمل الجديد يتعمدون إعطاء انطباع بأنهم أصحاب هذه الأقوال، لا أسلافهم.

وهكذا تتسم الممارسة الفنية في عصر ما بعد الحداثة على الأقل بالطابع الانتقائي والتجميعي نفسه الموجود في قصيدة “الأرض الخراب” لتي.أس إليوت، ففي حالة استثنائية أعادت الفنانة شيري ليفين تصوير صور شهيرة للمصور ووكر إيفانز من كتالوج أحد معارضه، عرضت ليفين صورها المطبوعة التي هي في الأساس إعادة إنتاج لصور إيفانز الفوتوغرافية، ويمكن القول إن استخدامها لهذه الصور كان مختلفا تماما عن استخدام إيفانز، وإنه أسهم في العمل بكم من الأفكار، والواقع أن معظم المعلقين يشيرون إلى أنه ينبغي النظر إلى هذا النوع من الاستيلاء الصريح على أنه تعليق ما بعد الحداثة على أفكار الابتكار والتأليف والأصالة في التصوير الفوتوغرافي، وعلى هذا تكون ليفين فنانة إدراكية في الأساس، مع ذلك من الواضح أن عملها، الذي للمفارقة تجمعه حاليا صالات العرض الفنية الكبرى، تطفلي للغاية على الصور الأصلية التي التقطها ووكر إيفانز؛ الواقع أن طبيعته التطفلية هي أساس ماهيته.

ويلفت إلى أن المواد الإباحية تشكل تحديا صعبا لأي شخص يؤمن بحرية التعبير، فهل ينبغي تقبل المواد الإباحية بكل مظاهرها، شريطة ألا يتعرض أي شخص لضرر مباشر في أثناء صناعتها، أم أن هناك قيما أخرى على المحك أكثر أهمية من الحرية؟

الفن مجال يتطلب حرية، ففيه يتجاوز الأفراد حدود الامتثالية وكل قيد يفرض يقضي على فرع محتمل من التطور الفني

منذ اختراع الطباعة انتشرت طباعة وتداول المواد الإباحية على نطاق واسع، بالرغم من وجودها الواضح قبل اختراع هذه الوسيلة للطباعة الميكانيكية، أدى اختراع التصوير الفوتوغرافي والصور القابلة لإعادة الإنتاج ـ التي يمكن إنتاجها بسرعة وتضيف الشعور بوجود حقيقة ضمنية وتقدم تفاصيل دقيقة للغاية ـ إلى تحول في صناعة المواد الإباحية، وأسفر عن ثراء بعض الأشخاص، أيضا أدت الصور المتحركة والفيديو والصور الرقمية الحالية مقرونة بالتوزيع العالمي ـ الذي بدأ عبر أقراص الفيديو الرقمية والقنوات التلفزيونية المشفرة وحديثا عبر الإنترنت، سواء بالتحميل أو المشاهدة الحية ـ إلى زيادة إتاحة المواد الإباحية مع وجود خصوصية أكبر في شرائها واستخدامها، أيضا أدى اختراع الكاميرا الرقمية إلى إضفاء طابع ديمقراطي على إنتاج المواد الإباحية، فسهولة إنتاج صور رقمية عالية الجودة، سواء أكانت ثابتة أم متحركة، ونشرها على الإنترنت أصبحت تعني وجود زيادة كبيرة في كم الصور ومقاطع الفيديو الإباحية المتداولة عن أي وقت مضى، ووصول كم أكبر من الأشخاص إليها.

وحول الفن والمواد الإباحية يتساءل نايجل: هل هناك أي أسباب وجيهة لحماية صورة روبرت مابلثورب الفوتوغرافية “تماثيل الإخوة تشابمان” الجنسية الصريحة، أو رواية “لوليتا” لفلاديمير نابوكوف من الرقابة التي ربما تعرضت لها هذه الأعمال لولا صدورها عن فنانين أو كتاب معروفين؟ هل توجد حجة خاصة يمكن تقديمها بشأن الفنون تعفي مثل هذه الأعمال من الرقابة؟

يوجد رد يقول إنه من الضروري حماية الفنانين من الرقابة بسبب جدية مساعيهم لفهم الحالة الإنسانية، وأيضا بسبب السمات الأدبية أو الفنية لتفسير الأحداث، التي تعقد التجربة الموجودة في مثل هذه الأعمال، فنحن نعطي في ثقافتنا امتيازا لدور الفنان، لأن الثقافة تنتقل عبر الفن وتتعرض للفحص الدقيق.

وربما تعد محاكمة ليدي تشاترلي في المملكة المتحدة أهم قضية استخدم فيها دفاع فني. عقدت هذه المحاكمة ـ التي أجريت في عام 1960 ـ لتحديد ما إذا كانت رواية دي.إتش لورنس ستنشر في بريطانيا أم ستظل محظورة بموجب قانون المنشورات المخلة بالآداب. استدعي أكثر من خمسين خبيرا للشهادة بشأن المميزات الأدبية للكتاب، منهم إي.أم فورستر وريموند ويليامز وريتشارد هوجارت، بإجماع الآراء لم تكن رواية “عشيق ليدي تشاترلي” أفضل كتب لورنس، لكن الشهود شرحوا مميزاتها الأدبية وهم يدركون أنهم يدافعون عن حرية الكاتب في التعبير عن آرائه بشأن الحياة، تماما كما كانوا يدافعون عن كتاب معين، كان الكتاب، باستخدامه المتكرر لكلمة الجماع ووصفه المفصل لعملية الزنى، مسيئا بالتأكيد للكثير من القراء، إلا أن اختبار الفحش قام على أن الكتاب قد يتسبب في إفساد أخلاق القراء، أصدر القاضي في هذه القضية حكما بإجازة نشر الكتاب (لكن ليس قبل سؤاله المحلفين هل سيسعدون بقراءة خدمهم الكتاب أم لا).

 ويتابع “في عام 1990 أقيم معرض ‘اللحظة المثالية’ للمصور الفوتوغرافي روبرت مابلثورب في مركز الفنون المعاصرة في سينسيناتي، احتوى المعرض على صور صريحة للانحراف الجنسي المثلي، وممارسة الذكور للجنس الفموي معا، وأيضا صورة ‘روزي’ (1976)، وهي صورة لفتاة في الرابعة من عمرها تجلس على مقعد في حديقة مرتدية تنورة تكشف بوضوح أعضاءها التناسلية، وجهت لمدير المتحف دنيس باري تهمة الفحش وإساءة استخدام قاصر في مادة إباحية، لم تعرض الصورة عند انتقال المعروضات إلى معرض ‘هيوارد جاليري’ بلندن، وكما حدث في محاكمة ‘ليدي تشاترلي’، كانت التساؤلات عن المميزات الفنية محورية، أسقطت التهم عن مدير مركز الفنون على أساس أن أعمال مابلثورب تظهر براعة فنية جنسية.”

إن تصوير مابلثورب الفوتوغرافي دائما ما يكون جميلا وشكليا للغاية، حتى عندما يمارس الأفراد فيه أنشطة جنسية صريحة منحرفة، وربما أن المعرفة بشذوذه الجنسي سهلت في توضيح موقفه، أوضح في حوار معه كيف أنه أراد استخدام الفحش، ولكن في الوقت نفسه أراد السمو فوقه: “ربما تكون هذه مواد إباحية، ولكن تظل لها قيمة اجتماعية تعويضية، فيمكن أن تكون الاثنين معا، وهو هدفي من صناعتها؛ بمعنى استخدام كل عناصر المواد الإباحية ومع ذلك الحصول على بناء مضيء يجعلها تتعدى حدود طبيعتها”. مع ذلك فقد ظهر نتيجة لقضيتي “ليدي تشاترلي” ومابلثورب تساؤل عما إذا كان الحكم على الميزة الإبداعية يجب أن يكون عاملا في تحديد تعرض كتاب أو صورة أو فيلم أو عرض للرقابة.

مستقبل آخر محتمل

شبكة الإنترنت تضفي طابعا ديمقراطيا على عملية التواصل، على الأقل لمن يستطيعون الاتصال بها، فقد زاد عدد الأشخاص الذين يستطيعون التحدث مع بعضهم البعض والاستماع إلى بعضهم البعض في جميع أنحاء العالم

يشير نايجل إلى أن مستقبل حرية الكلام غير واضح، ولو أدركنا محورية حرية الكلام في ما يتعلق بالديمقراطية، فلربما عندها نتمسك برأينا في مرحلة معينة ولا نخضع للضغط الذي يجعلنا نفرض الرقابة على أنفسنا خوفا من الإساءة إلى أحد الأشخاص، ففي بريطانيا يمثل استعداد الحكومة مؤخرا للتضحية بحرية الكلام من أجل قيم أخرى، مثل الأمن والحساسية الدينية للإساءة، علامة مثيرة للقلق، فتلك إشارة إلى أن المناقشات حول أهمية حرية الكلام الشاملة لشرعية الديمقراطية وحرية الفرد، لم يكن لها تأثير كبير على من يمسكون بزمام السلطة، مع ذلك يسهل إقناع البعض بواسطة الكلام البلاغي عن حرية التعبير بأن كل القيود المفروضة على هذه الحرية مكروهة أخلاقيا، في حين أنها ليست كذلك.

ويرى أن شبكة الإنترنت تضفي طابعا ديمقراطيا على عملية التواصل، على الأقل لمن يستطيعون الاتصال بها، فقد زاد عدد الأشخاص الذين يستطيعون التحدث مع بعضهم البعض والاستماع إلى بعضهم البعض في جميع أنحاء العالم أكثر من أي وقت مضى، وعندما يتعرض من يتحدثون ضد الاضطهاد للإسكات، يكون احتمال وصول الأخبار عن هذا الإسكات إلى باقي أنحاء العالم أكثر مما كان عليه من قبل.

وربما يأتي التساهل مع حرية الكلام في المستقبل نتيجة لصعوبة إسكات هذا العدد الكبير من الأصوات التي لديها العديد من السبل للوصول إلى وسائل الإعلام السائدة، وليس نتيجة لأي قرار أخلاقي، مع ذلك لا يوجد شيء حتمي بشأن هذه النتيجة، تعمل بعض الدول جاهدة على التحكم في وصول مواطنيها إلى المعلومات عن طريق الإنترنت، مستخدمة كل الأجهزة التقنية المتاحة لها.

في رواية راي برادبري المحبطة “فهرنهايت 451″، المستوحاة إلى حد ما من حرق النازيين للكتب في فترة الثلاثينات من القرن الماضي، كانت وظيفة الشخصية الرئيسية هي تدمير الكتب، يشير عنوان الرواية إلى درجة الحرارة التي يحترق عندها الورق، فالتخلص من الأفكار الغريبة يبسط الحياة، في هذا المستقبل الخيالي يحرق أي شيء بإمكانه إعاقة السعادة التي تكون دون تفكير، فينتهي الحال بتحول كل شيء يرى مسيئا إلى رماد، وفي النهاية لا يدرك الناس أنهم خسروا أي شيء، وهذا مستقبل آخر محتمل.

12