نورالدين كور يبحث الخط العربي والفن التشكيلي بين الأصالة والحداثة

الفنان يحرص في أعماله الفنية على تحقيق توازن بين عناصر اللوحة المختلفة للوصول إلى إقناع المتلقّي بجماليات اللوحة.
الثلاثاء 2025/03/04
تجربة واحد من أهم الخطاطين الجزائريين والعرب

الجزائر – يستضيف غاليري السانية بوهران (غرب الجزائر) معرضا للخطاط الجزائريّ، نورالدين كور، بعنوان “الخط العربيُّ والفنُّ التشكيليُّ.. أصالة وحداثة”، يُقدّم خلاله هذا الخطّاط الحروفيُّ مجموعة من أحدث أعماله الفنيّة، وتتواصل فعاليات هذا المعرض إلى 31 مارس الجاري.

وبدأ الخطاط نورالدين كور حياته كفنان تشكيليّ، بحكم تكوينه الأكاديمي، قبل أن يتّجه إلى الخط العربي، ويتخصّص تحديدا في فنّ الحروفيّة الذي عُرف به كأحد أهمّ الخطّاطين الجزائريّين في هذا المجال.

ويُشير هذا الخطّاط إلى أنّ ما يُميّز أعماله الحروفيّة، وفنّ الحروفيّة عموما، هو ظهور ملامح الخط العربي بقوّة في اللّوحة والألوان، وتوظيف الرّصيد المعرفي الذي راكمه الخطّاط في مجال الفنّ التشكيلي، وهو ما يميز كل خطاط حروفي عن غيره.

ويؤكّد نورالدين كور بالقول “أنا فنانٌ تشكيليٌّ في الأصل، لذلك حاولتُ أن أوظّف هذا الرصيد المعرفي في الألوان والتركيب في اللّوحة الحروفيّة لأميّزها عن تلك اللّوحة الخطيّة التي عادة ما يُنجزُها الخطّاطون في المدرسة الكلاسيكيّة، والتي يتمُّ الاقتصار فيها على استعمال لون أو لونين فقط.”

ويضيفُ أنّ “الحروفيّة في الجزائر قطعت أشواطا كبيرة بفضل عدد من خطّاطيها الذين أبدعوا في هذا المجال، خاصّة وأنّ الحروفيّة تعرف إقبالا من الجمهور، على عكس المدرسة الكلاسيكية في الخط، وذلك بما تتميّز به الحروفيّة التي أعطت مساحة كبيرة للجمهور من خلال الألوان، والتركيب، والأشكال، فضلا عن العناصر الأخرى الموجودة في اللّوحة والتي تجلب المتلقّي ليجد نفسه بعد الوقوف أمام اللّوحة الحروفيّة، وتفكيك شفراتها للوصول إلى جماليات الخط العربي الذي يمتاز بالإبهار، وهو في الوقت ذاته يجمع بين المعنى وجمالية الحرف، وهذا من أسرار الخط العربي.”

ححح

ويحرص الفنان نورالدين كور في أعماله الفنية على تحقيق توازن بين عناصر اللوحة المختلفة ، كالألوان، والنّص، والرموز، والتركيب للوصول إلى إقناع المتلقّي بجماليات اللّوحة، ومنح متعة للعين. كما أنّ كلّ عناصر اللّوحة الحروفيّة يجب أن تحمل رسالة، وأن تكون مستمدّة من التراث.

ويؤكّد أنّ إجازته في مصر من طرف الخطاط المصري الكبير خضير البورسعيدي، ليكون أوّل خطّاط حروفيّ يُجاز في فنّ الحروفيّة، دفعه إلى المزيد من الإبداع، وهو الأمر الذي جعله يشعر بمسؤولية الاستمرار في التجديد في هذا المجال الذي يشهد تطوُّرا كبيرا في الجزائر على أيدي مجموعة من أمهر الخطّاطين الحروفيّين.

يُشار إلى أنّ الفنان الحروفي نورالدين كور وُلد بمدينة وهران (غرب الجزائر)، سنة 1960، درس بثانوية مصطفى هدام بحي كاسطور، وهو حاصلٌ على شهادة ليسانس في الفنون التشكيلية بجامعة مستغانم، درس الخط بالمعهد التكنولوجي بوهران على يد الأستاذ داغستاني السوري ثم على يد الأستاذ عيساوي، قبل أن يشتغل مدرّسا في مدرسة الفنون الجميلة (1991 – 1992)، وحصل على عدّة جوائز وميداليات بعد مشاركته في عدّة معارض داخل الجزائر وخارجها، وهو حاليّا يُدير رواقا للفن خاصّا به يجمع الكثير من أعماله الحروفيّة التي أنجزها طيلة مسيرته الفنيّة الطويلة.

وتتسم مسيرة الفنان والخطاط الجزائري بالعطاء الفني، فقد وصل عدد اللوحات التي أنجزها منذ عام 1980 إلى أكثر من ألف وستمئة لوحة استعمل فيها جميع الخطوط مع التركيز على خط الثلث.

14