وفاة جين هاكمان.. نهاية فصل مميز في تاريخ السينما

ممثل صعب المراس خاض تجربة فنية كرسته واحدا من أساطير هوليوود.
الجمعة 2025/02/28
تجربة استثنائية في هوليوود

من أكثر الممثلين الذين يصعب التعامل معهم الممثل الأميركي جين هاكمان، الذي يعتبر من أساطير هوليوود، وقد اختار الابتعاد عن التمثيل مخيرا حياة بعيدة عن الكاميرا، إلى أن أثار خبر رحيله الغريب جمهور السينما ومحبي الأفلام.

أعلنت شرطة مقاطعة سانتا في بولاية نيو مكسيكو الأميركية الخميس أنها عثرت على الممثل الحائز على جائزة الأوسكار مرتين، جين هاكمان، متوفيا مع زوجته عازفة البيانو بيتسي أراكاوا وكلبهما في منزلهما، وأوضح بيان صادر عن قائد الشرطة أن السلطات اكتشفت وفاة الممثل البالغ من العمر 95 عاماً وزوجته (64 عاماً) بعد ظهر الأربعاء، حوالي الساعة 1:45 مساءً. وأضاف البيان “لا توجد مؤشرات على وجود جريمة، إلا أن سبب الوفاة لم يُحدد بعد،” مشيراً إلى أن التحقيق لا يزال جاريا في مكتب شرطة مقاطعة سانتا في.

اسمه يوجين ألين هاكمان قبل أن يشتهر بلقب جين هاكمان، وبرز كممثل أميركي حائز على جائزة الأوسكار والغولدن غلوب، خلال لعبه العديد من الأدوار المميزة في أفلام شهيرة مثل “الرابط الفرنسي” و”المحادثة” و”مسيسيبي تحترق” و”غير المسامح”، وهذا جعله واحدا من أبرز نجوم هوليوود، واعتزل التمثيل وتفرغ لكتابة الروايات، بعد أن مثل في قرابة 90 فيلما سينمائيا.

مسيرة فنية

بدأ مسيرته القوية في هوليوود من خلال دور مساند في فيلم “بوني وكلايد” الشهير، إذ شكل هذا الدور نقطة تحول في تاريخه الفني، وترشح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد، وهذا ساهم في زيادة شهرته بعدما انتقل في السبعينات إلى أدوار البطولة، وجسد عام 1971 شخصية المحقق باباي دويل في فيلم “الرابط الفرنسي”، ونالت أداوره استحسان الجماهير والنقاد في العالم الغربي والأوروبي.

وعمل جين هاكمان مع الممثل آل باتشينو، ثم تعاون في العام التالي مع المخرج فرانسيس فورد كوبولا في فيلم الغموض “المحادثة” بمشاركة روبرت دوفال وهاريسون فورد، وحصد الفيلم جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، كما جسد شخصية ليكس لوثر ثلاث مرات في سلسلة أفلام “سوبرمان”، وظهر للمرة الأولى عام 1978 في “سوبرمان” مع كريستوفر ريف، ثم عاد عام 1980 في “سوبرمان 2”، واختتم مشاركته عام 1987 في “سوبرمان الجزء الرابع: السعي من أجل السلام”.

◙ مسيرة هاكمان الطويلة تميزت بحضور قوي في مختلف الأنواع السينمائية، مركزا على الأدوار ذات الأبعاد الإنسانية المعقدة

وشارك خلال التسعينات في أكثر من عشرين فيلما في أدوار مساعدة، وحققت الكثير منها نجاحا كبيرا، وبرز في فيلم “غير المسامح”، العمل الحائز على الأوسكار مع كلينت إيستوود. وشارك في فيلم الإثارة “الشراكة” مع توم كروز، ولعب دور ضابط بحري في “المد القرمزي” مع دينزل واشنطنن وظهر عام 1995 في الكوميديا “اهزم الهاوي” مع جون ترافولتا، ثم في العام التالي في “القفص” مع روبن ويليامز.

وشارك هاكمان عام 1998 في فيلم “عدو الأمة“، الذي بدا مرتبطا بشكل وثيق بفيلم “المحادثة“، وجسد شخصية بدت وكأنها امتداد لدوره السابق، وهذا أضاف بعدا جديدا إلى الفيلم، وحقق العمل نجاحا كبيرا، إذ تجاوزت إيراداته 250 مليون دولار.

وفي عام 2001، وعن عمر 71 عاما، قدم اثنين من آخر أفلامه: فيلم الحركة “خلف خطوط العدو” مع أوين ويلسون، وفيلم الكوميديا “عائلة شجرة الميلاد“. وأظهر في هذين العملين قدرته على التنوع بين الأكشن والكوميديا، لكن أعلن عام 2004 اعتزاله التمثيل خلال مقابلة تلفزيونية مع لاري كينغ على قناة سي إن إن، واضعا بذلك حدًا لمسيرته السينمائية الحافلة.

وحصل جيو هاكمان على عدة ترشيحات لجائزة الأكاديمية خلال مسيرته الفنية، إذ ترشح عام 1967 لجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم “بوني وكلايد”،  عندما قدم شخصية الأخ الأكبر لشخصية وارن بيتي، والتي أظهرت براعته في تقديم أدوار الشخصيات الجانبية المؤثرة، ثم عاد عام 1970 للترشح لنفس الجائزة عن دوره في “لم أغنِ أبدا لوالدي”، حيث جسد دور الابن الذي يعاني في علاقته المعقدة مع والده، مقدما أداء عاطفيا جيدا.

تتويجات هامة

حقق أول فوز له بجائزة الأكاديمية عام 1971 عندما حصل على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “الرابط الفرنسي”، وجسد في هذا الفيلم شخصية المحقق باباي دويل، وهو ضابط شرطة عنيد ومتهور يسعى للإيقاع بشبكة تهريب مخدرات، ولعب دورا قويا ساهم في ترسيخ اسمه كنجم من نجوم هوليوود، خاصة وأن الفيلم نفسه حقق نجاحا كبيرا ونال خمس جوائز أكاديمية، من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج.

وعاد عام 1988 للترشح لجائزة الأكاديمية عن فيلم "احتراق ميسيسيبي"، الذي تناول قضية التمييز العنصري في الولايات المتحدة خلال ستينات القرن الماضي، ولعب هاكمان دور عميل في مكتب التحقيقات الفيدرالي مكلف بالتحقيق في جريمة قتل ناشطين من أجل الحقوق المدنية، ولعب فيه دورا مركبا يجمع بين الصلابة والذكاء والالتزام بالعدالة، وهذا ما جعله  من أحد أبرز أدواره في تلك الفترة.

◙ جين هاكمان قدم أدوارا متنوعة في أفلام هوليوودية مميزة وفي السبعينات تألق في أفلام بارزة مثل "الرابط الفرنسي" و"مغامرة بوسيدون"

وحقق فوزه الثاني بجائزة الأكاديمية عام 1992، ولكن هذه المرة في فئة أفضل ممثل مساعد، عن دوره في الفيلم الشهير “غير المسامَح” للمخرج والممثل كلينت إيستوود، عندما جسد  شخصية الشريف ليتل بيل داغيت، وهو رجل قانون فاسد يستخدم العنف للحفاظ على النظام، في دور قوي، وتميز بأسلوبه الحاد والمخيف الذي جعله أحد أكثر الشخصيات السينمائية إثارة للاهتمام، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا، وفاز بأربع جوائز أكاديمية، من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج، وتميزت مسيرة جين هاكمان بتنوع أدواره ما بين الدراما والجريمة والحركة والكوميديا، ما جعله أحد أكثر الممثلين احترامًا في هوليوود.

بدأ جين هاكمان مسيرته السينمائية في الستينات، حيث شارك في أفلام مثل “هاواي” و”بوني وكلايد”، مؤديًا دور باك بارو. وقدم أدوارًا متنوعة في أفلام هوليوودية مميزة، وفي السبعينات تألق هاكمان في أفلام بارزة مثل “الرابط الفرنسي” بدور جيمي دويل، و”مغامرة بوسيدون” بدور سكوت، كما جسد شخصية هاري في فيلم “المحادثة”، وخلال الثمانينات أثبت نجوميته من خلال أدوار مهمة، مثل دور ليكس لوثر في فيلم “سوبرمان”، والعميل الفيدرالي في “احتراق ميسيسيبي”، كما شارك في “بات 21” بدور الكولونيل أيسيل، و”سوبرمان 4: البحث عن السلام”.

 وفي التسعينات قدم هاكمان أعمالا ناجحة مثل “السريع والميت” و”عدو الدولة”، مؤديًا أدوارًا رئيسية في هذه الأفلام، ومع بداية الألفية الجديدة استمر في تقديم أدوار متنوعة في أفلام مثل “هيئة المحلفين الهاربة” و”مرحبًا بكم في موسبورت”، بالإضافة إلى مشاركته في كلينت إيستوود يُخرج: القصة غير المروية، وتميزت مسيرة هاكمان الطويلة بحضور قوي في مختلف الأنواع السينمائية، مع التركيز على الأدوار ذات الأبعاد الإنسانية المعقدة، ما أضفى طابعًا خاصًا على كل شخصية أداها.

13