في بيتنا روبوت

لن يكون مستبعدا أن تقوم الروبوتات مستقبلا بطلب قائمة التسوق واستلامها عند إيصالها إلى باب المنزل.
الجمعة 2025/02/28
مساعد منزلي مؤتمت

مثلما أحدثت أوبن إيه آي ثورة بطرحها تشات جي بي تي، تؤمن شركة X1 أنها على مقربة من تعميق الثورة بطرحها الروبوت المنزلي "نيوغاما" (NEO Gamma). الشركة النرويجية المدعومة من أوبن إيه آي، كشفت عن نموذجها الأولي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي لأداء الأعمال المنزلية، في مقطع فيديو وهو يؤدي مهامًا من بينها مهام لم تطلب منه، ليتجه بعد ذلك إلى كرسي في ركن الصالة يجلس عليه بهدوء، بينما يستمتع أصحاب المنزل وضيوفهم بوقتهم في الغرفة المجاورة.

مشهد نشر في مقطع الفيديو تبلغ مدته 37 ثانية، وأثار تفاعلات متباينة على منصة "يوتيوب". اعتبره البعض خطوة ثورية في عالم الأتمتة، ورأى فيه آخرون مشهدًا مخيفًا من فيلم خيال علمي. الروبوت الذي تم التعريف به على أنه "مساعد شخصي ورفيق منزلي" قادر على التفاعل مع بيئته وترتيب المنزل وحتى تنظيفه بعمق، بالإضافة إلى أداء مهام مثل تحضير الشاي وحمل البقالة.

حتى الآن كل شيء يبدو مألوفًا، هناك مئات النماذج لروبوتات تعمل في المصانع وتقدم الخدمات للزبائن في المطاعم والحانات، ومنها من يقوم بتسليم الطرود البريدية والمشتريات إلى العملاء، وروبوتات تقوم بتنظيف المنازل ومرافقة كبار السن. لماذا أثار "نيوغاما" كل هذا الجدل؟

ليست فقط المهام التي يقوم بها الروبوت الجديد هي مصدر تلك الدهشة. حركاته وتصرفاته المشابهة إلى حد كبير لحركات وتصرفات البشر هي أول ما يلفت الانتباه إليه. فهو يتمتع بمشية بشرية طبيعية، ويتحكم بتوازنه، وبمقدوره الجلوس بوضعية القرفصاء والانحناء لالتقاط أشياء سقطت على الأرض.

في مرحلته التجريبية، يتلقى الروبوت توجيهات من البشر، لكن الشركة المطورة تعمل على تطوير تقنيات ستتيح له العمل باستقلالية من خلال الاعتماد على الكاميرات وأجهزة الاستشعار لفهم محيطه والتفاعل معه بذكاء. وتعمل الشركة على تسريع عملية الاختبار بهدف إدخاله إلى الأسواق في أقرب وقت ممكن.

في مرحلته النهائية، سيكون بإمكاننا الوثوق بـ”نيوغاما”. يمكن أن نتركه في المنزل ونغادر مطمئنين. وهو سيقوم بكل المهام التي يجب القيام بها، بأقل توجيهات ممكنة، لنعود في موعدنا المعتاد لنرى البيت نظيفًا والأزهار تم الاعتناء بها ومائدة الطعام بانتظارنا. لن يكون مستبعدًا أن تقوم الروبوتات مستقبلاً بطلب قائمة التسوق واستلامها عند إيصالها إلى باب المنزل.

في عام 1908، تم اختراع أول غسالة كهربائية. ومع ذلك، لم تصبح الغسالة الكهربائية شائعة في المملكة المتحدة وأوروبا حتى خمسينات القرن العشرين، وفي تاريخ متأخر عن ذلك التاريخ في معظم دول العالم ومن بينها الدول العربية. اليوم لا يخلو منزل من غسالة كهربائية.

ما ينطبق على الغسالة ينطبق على المساعد المنزلي المؤتمت، خاصة إذا علمنا أن الشركات تستثمر لتحقيق هذا الهدف مبالغ كبيرة. شركة X1 جمعت أكثر من 125 مليون دولار لتحقيق ذلك، وهي ليست وحدها من يسعى لهذا الإنجاز. هناك منافسون كبار وضعوا أموالاً تفوق ذلك لكسب الأولوية، ومن بينهم عملاق التكنولوجيا "تسلا" التي تعمل على مشروع لا يزال في مراحله التجريبية.

هل بيننا من يرفض استقبال مساعد يقوم عنه بكل أعباء المنزل؟ ليس هذا فقط، يقوم بها دون شكوى.

 

18