فجر السعيد تعتذر للعراق وتتعهد بالصمت من وراء القضبان في الكويت

الحكومة العراقية رفعت دعوى قضائية ضد الإعلامية الكويتية بناء على شكوى من السوداني بسبب انتقاداتها الموجهة له.
الثلاثاء 2025/02/11
تخمة اعتذارات لتفادي المحاسبة

أعلنت الإعلامية الكويتية المثيرة للجدل فجر السعيد اعتزالها العمل السياسي بعد أن قررت النيابة العامة في الكويت حبسها 21 يوما بتهمة التطاول على العراق، وإحالة القضية إلى المحكمة الكلية.

وجاء القرار في إطار التحقيقات في شكوى قدمتها سفارة العراق إلى وزارة الخارجية الكويتية بسبب تصريحات اعتبرتها غير مسؤولة، تناولت فيها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وأثارت ضجة على الشبكات الاجتماعية.

وفي محاولتها احتواء الغضب العراقي، اعتذرت عن كل التصريحات التي أدلت بها في أوقات مختلفة وقالت إنها لطالما عملت على توثيق وتوطيد العلاقات الكويتية – العراقية، ساعية إلى تجاوز الماضي وتضميد الجراح.

وأضافت أن “العلاقات الطيبة بين البلدين يجب ألا يشوبها أي خلاف أو سوء فهم لذلك قدمت اعتذاري إلى جمهورية العراق الشقيق متمثلة حكومة وشعبا بجميع طوائفها وخاصة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والحشد الشعبي وألتمس من الجميع قبوله.”

في الخامس من فبراير الجاري، رفضت محكمة الجنايات في الكويت إخلاء سبيل السعيد في الدعوى المتهمة فيها، وحجزت القضية للحكم الخميس القادم، فيما أنكرت الإعلامية الاتهامات الموجهة إليها والمتعلقة بالدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل

وأكدت السعيد اعتزالها العمل السياسي بكافة أشكاله، بما في ذلك النقد السياسي، مؤكدة رغبتها في التفرغ بعيدا عن الجدل السياسي.

وفي ديسمبر الماضي، أعلنت الإعلامية أن الحكومة العراقية رفعت دعوى قضائية ضدها، بناء على شكوى من رئيس الوزراء بسبب آرائها وانتقاداتها الموجهة له، وقالت “لا أعلم إذا السيد السوداني سيبقى في منصبه أم سيغادره قبل أن تنتهي القضية التي رافعها علي ما بين نيابة وتحقيقات ثم تحول إلى المحكمة وتحدد جلسة درجة أولى ثم تليها جلسة استئناف ثم تليها جلسة تمييز.”

وتوجهت إلى رئيس الوزراء بالقول “معالي الرئيس ما يضايقك من صوت خارج نطاق دولتك ومن غير جنسيتك إذا حلل موقف عام أو استقبل معارضين لسياستك، إذا تلاحق الذين خارج العراق وليسوا عراقيين فالله يعين الأخوة العراقيين على سعة بالك التي يبدو أن ظروف لبنان وسوريا جعلتك تفقدها.”

وتابعت “السياسي الواثق من نفسه يفتح الحريات في بلده ولا يحاول أن يصادرها خارج بلده ومن أشخاص غير عراقيين… من كل قلبي الله يعين العراق والعراقيين عليك.”

ومما أثار غضب السوداني ادعاءها أن لديه أخا كويتيا في محاولة للتشهير وتضليل الرأي العام، حيث رفعت الحكومة العراقية دعوى قضائية عليها وتم الحكم بدفع كفالة قدرها 100 دينار كويتي.

وأثار اعتذار السعيد ردود فعل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث غرد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف الصباح قائلا:

وعلق ناشط:

وجاء في تعليق:

وفي التاسع من يناير الماضي، قضت النيابة الكويتية العامة بحبس الإعلامية فجر السعيد 21 يوما على ذمة التحقيق احتياطيا بسبب الدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل والإضرار بالمصالح العامة للبلاد، وذلك بعد أن ظهرت في ديسمبر الماضي بمقطع مصور نشرته على صفحتها في موقع إكس، وهي مع شخصين قالت إنهما إسرائيليان من أبناء العم، ورحبت بهما في بيتها بالعاصمة الجورجية تبليسي.

وتبين آنذاك أن وزارة الداخلية الكويتية التي تقدمت بشكوى اتهمت فيها السعيد بمخالفة القانون الموحد لمقاطعة إسرائيل رقم 21 لسنة 1964، الذي يجرّم أي تعامل أو دعوة إلى التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وفي الخامس من فبراير الجاري، رفضت محكمة الجنايات في الكويت إخلاء سبيل السعيد في الدعوى المتهمة فيها، وحجزت القضية للحكم الخميس القادم، فيما أنكرت الإعلامية الاتهامات الموجهة إليها والمتعلقة بالدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل، وإذاعة أخبار كاذبة بشأن عزم الكويت التطبيع معها، قائلة إنها ذكرت فقط أنها ستزور إسرائيل بعدما تطبع الكويت معها.

وقبل ذلك كانت السعيد روجت للتطبيع منذ عام 2019، وزارت بالفعل مدينة القدس وظهرت في الإعلام الإسرائيلي، وفي يونيو 2021، أجرت مقابلة مع قناة “كان” الإسرائيلية الناطقة بالعربية، حيث جددت دعوتها إلى التطبيع بين الكويت وإسرائيل.

ويرى مراقبون أن الدفع بفجر السعيد خلف القضبان في قضيتين مرتبطتين بمواقف سياسية صادرة عنها في إطار ما يوصف بحرية التعبير، يؤكد أن السلطات الكويتية ضاقت ذرعا بالجدل الذي ما انفكت الإعلامية الشهيرة تثيره سواء عبر برامجها التلفزيونية أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

ففي يونيو 2023، تعرضت فجر السعيد إلى هجوم شرس من أوساط شيعية عراقية وكويتية على إثر انتقادها المرجع الشيعي علي السيستاني على خلفية إعلانه عن موعد عيد الأضحى في اليوم الموالي لاحتفال السعودية وأغلب الدول الإسلامية به.

مراقبون: الدفع بفجر السعيد خلف القضبان في قضيتين مرتبطتين بمواقف سياسية صادرة عنها في إطار ما يوصف بحرية التعبير، يؤكد أن السلطات الكويتية ضاقت ذرعا بالجدل الذي ما انفكت الإعلامية الشهيرة تثيره

وسارع النائب عن تحالف الفتح عدي عواد إلى الرد على ما وصفه بالتطاول على مقام المرجعية الدينية، مطالبا الكويت باتخاذ إجراءات إزاء السعيد وتدارك الغضب الشعبي، معتبرا أنها “قد تطاولت على مقام المرجعية الرشيدة وهي أعلى رمز في العراق والشيعة في العالم”، زاعما بأن “هذا الفعل مدفوع الثمن سيؤدي بدولة الكويت إلى العزلة، كما أن أغلب شيعتها من أتباع مرجعية النجف الأشرف”.

وفي نوفمبر من العام ذاته، زارت السعيد بغداد لكن مسلحين محتجين حاصروا الفندق الذي نزلت به وطالبوا بترحيلها من البلاد بعد أن وصفوها بالعميلة والمطبعة والمسيئة للمرجعية، ليقدم الفندق اعتذاره للمحتجين ويلغي إقامتها فيه.

وتبين لاحقا أن السعيد زارت العراق بدعوة من شخصيات مؤثرة وفاعلة من بينها مستثمر من النجف دعاها لحضور افتتاح مستشفى.

وفجر السعيد كاتبة دراما ومنتجة كويتية وإعلامية، عملت كاتبة درامية في الإذاعة في بدايات عملها، إلا أن شهرتها وظهور اسمها بدأ مع أول عمل كتبته للتلفزيون وهو مسلسل “القرار الأخير” عام 1997، لتتوالى أعمالها بعد ذلك والتي من أبرزها مسلسل “عديل الروح” عام 2005، ومسلسل “دار الهوا” عام 2008، ومسلسل “صوتك وصل” عام 2009، أسست شركة سكوب سنتر للإنتاج الفني، وفي السابع من يوليو 2007 افتتحت قناة تلفزيونية هي قناة سكوب والتي تتبع شركتها، وبداية من نوفمبر 2018 خاضت تجربة التقديم التلفزيوني من خلال البرنامج السياسي المنوع “هنا الكويت”. كما رشحت نفسها في انتخابات مجلس الأمة الكويتي 2022 عن الدائرة الثالثة ووعدت في حال فوزها بالانتخابات بالمنافسة على رئاسة المجلس.

5