المستقبل أقرب مما نعتقد

تأثيرات الذكاء الاصطناعي على المستقبل، لا يمكن حصرها، فهي ستطال كل شيء، بدءا بالتعليم والصناعة والزراعة وانتهاء بالعلاقات الاجتماعية والثقافية.
الجمعة 2024/12/13
إنه المستقبل، وهو أقرب مما نعتقد بكثير

المستقبل دائما أقرب مما نعتقد، في الحقيقة المستقبل على بعد أجزاء من الثانية. من امتلك البصيرة سيكتشف المستقبل قبل حدوثه بأشهر أو أعوام. لكن، 99 في المئة من البشر أو أكثر لا يرون المستقبل حتى يصبح حاضرا، وأحيانا لا يرونه حتى يصبح جزءا من الماضي.

في عام 1998، كانت شركة كوداك المتخصصة بصناعة أفلام وورق وأحماض الصور الفوتوغرافية إمبراطورية يعمل فيها 170 ألف موظف. لو قلت لأي شخص حينها إن الشركة ستعلن إفلاسها خلال عامين ستتهم بالجنون. هذا بالضبط ما حدث.

مَن كان يتوقع عام 1998 أن يتوقف العالم بعد ثلاث سنوات عن استخدام الأفلام لالتقاط الصور؟ اليوم، المكان الوحيد الذي ستجد فيه كاميرا تستخدم الأفلام هو المتحف.

المستقبل في الماضي كان يأتي ببطء شديد، اليوم يأتي المستقبل مسرعا، ويمكن القول إنه سيتسارع بمرور الوقت. والسبب هو الذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائية.

تأثيرات الذكاء الاصطناعي على المستقبل، لا يمكن حصرها، فهي ستطال كل شيء، بدءا بالتعليم والصناعة والزراعة وانتهاء بالعلاقات الاجتماعية والثقافية. سنعود لذكر بعض منها. لكن أولا نتحدث عن تأثيرات السيارة الكهربائية على المستقبل.

هل سبق أن فكرتم بعدد القطع المجمعة التي تشكل فيما بينها محرك سيارة الديزل وسيارة البنزين؟ إنه 20 ألف قطعة. بينما، صدقوا أو لا تصدقوا، عدد القطع التي يتكون منها محرك السيارة الكهربائية 20 قطعة فقط. ماذا يعني هذا؟

سيترتب على انتشار السيارات الكهربائية تغيرات كثيرة من بينها اختفاء محلات صيانة السيارات، ومحلات الخدمات التي تشمل التزييت والعوادم (الشكمان) وأجهزة التبريد (الرايديتر). وقبل ذلك ستبدأ محطات التزود بالبنزين والديزل بالاندثار.

بالطبع، السيارة الكهربائية ستحتاج أيضا للصيانة. لكن، ذلك سيتم في ورشات إصلاح مركزية تستخدم الروبوتات.

لن ننتظر طويلا لنرى ذلك يحدث فالمستقبل أقرب مما نظن. غالبا لن يرى أطفالنا السيارة التقليدية إلا عند زيارة المتحف.

في عام 1970، صدر كتاب “صدمة المستقبل” لعالم المستقبليات الأميركي آلفين توفلر. الكتاب تحدث حول ما أسماه المؤلف “إغراق المعلومات” والانتقال من المجتمع الصناعي إلى مجتمع ما بعد صناعي، حيث تصبح المعلومات والتكنولوجيا هي القوى المحركة الرئيسية بدلا من الصناعة التقليدية.

ما حدث لكوداك سيطال صناعات أخرى خلال 5 إلى 10 سنوات مقبلة.

ويمكن قراءة المستقبل من الآن بملاحظة تغيرات تسبب بها الذكاء الاصطناعي. اليوم، أكبر شركة لسيارات الأجرة (التاكسي) في العالم لا تمتلك أي سيارة.. إنها أداة تسمى أوبر.

ميريديان والشيراتون والهيلتون.. لم تعد أكبر سلاسل الفنادق. أكبر شركة فندقية اليوم في العالم هي أداة أخرى “إير بي.أن.بي”.. من توقع ذلك؟

إذا كنت تدرس القانون، النصيحة أن تتوقف عن ذلك، لأنك عندما تنهي دراستك وتستلم شهادة التخرج، لن تجد وظيفة، والسبب برنامج ذكي اسمه “واتسون” من “آي بي.أم” يقدم لك المشورة القانونية في ثوان وبدقة 90 في المئة مقارنة بدقة 70 في المئة عند البشر.

واتسون، سيساعد الأطباء على تشخيص الأمراض، وهو قادر حاليا على تشخيص السرطان (أدق بـ4 مرات من الأطباء)..

إنه المستقبل، وهو أقرب مما نعتقد بكثير.

18