دبلوماسية الملك محمد السادس تحظى بإشعاع دولي ورؤية متعددة الأبعاد

تحظى الدبلوماسية المغربية التي يقودها العاهل المغربي الملك محمد السادس بإشعاع إقليمي ودولي، وسط إجماع المراقبين على كونها تدعم التنمية بأفريقيا، ومنخرطة في جميع القضايا العالمية وتسعى لإيجاد حلول سلمية لها.
الرباط - أكد عدد من المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين والقناصل على دور الدبلوماسية المغربية في إشعاع المملكة القاري والدولي، إلى جانب دعم التنمية المستدامة والشاملة بقارة أفريقيا، في إطار الشراكة جنوب – جنوب، وفقا لرؤية ملكية شاملة، خصوصا وأن السياسية الخارجية المغربية في عهد العاهل المغربي الملك محمد السادس عرفت تحولات مهمة، في ظل التحولات الجيوسياسية والجيوستراتيجية التي يمر بها النظام الدولي والأزمات الكبرى التي يعاني منها العالم.
وسلط المتدخلون الضوء على الأوجه الرئيسية للدبلوماسية الملكية، حيث أوضح السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال في كلمة خلال منتدى “المغرب الدبلوماسي – الصحراء” بالداخلة، الذي امتدت أشغاله يومي الجمعة والسبت، أن “الدبلوماسية الملكية لا تقوم على ركيزة واحدة، بل هي دبلوماسية تعددية بامتياز، وتتمتع بإشعاع دولي كونها تحظى بالمصداقية لكونها لا تخفي أيّ أجندة وتهدف، كذلك، إلى أن تكون دبلوماسية الجوار الأوروبي وحفظ السلام، كما أنها دبلوماسية تعاون جنوب – جنوب.”
وأضاف الدبلوماسي المغربي، في كلمته حول “25 سنة من الدبلوماسية الملكية،” أن “الدبلوماسية الملكية منخرطة في جميع القضايا العالمية، لأنها تهدف إلى أن تكون فاعلا في الحل، وليس عاملا في الفوضى. مسموعة لأنها تحمل رسالة الاعتدال. وتحظى بالاحترام لأنها متشبعة بالقيم الكونية.”
وأوضح أن “الأمر يتعلق، كذلك، بالالتزام الثابت بالسلام والأمن الدوليين، والحل السلمي للنزاعات، ودعم القضايا العادلة، والتضامن والتعايش مع الشعوب الأخرى، فضلا عن الاستباقية الرصينة،” مشددا على أن “الملك محمد السادس لديه رؤية تتناغم مع عصره وأنه دبلوماسي ماهر في فن الوساطة وصانع للتسويات بين مختلف الأطراف، ويحدوه طموح الإشعاع الدبلوماسي لمملكته كمرآة تعكس تاريخها العريق وقيمها الكونية، وثقته في مستقبل زاهر.”
من جانبها، أشارت الوزيرة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة أمل الفلاح السغروشني إلى أن “المملكة شهدت خلال 25 سنة تغيرات عميقة، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الدبلوماسي،” مؤكدة أنه “على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، تم اتخاذ العديد من الإجراءات، مع تحقيق الكثير من النجاحات في البنية التحتية الحديثة، ومن بينها ميناء الداخلة الأطلسي والطريق السريع تيزنيت – الداخلة، مما يضمن مواصلات بشكل سلس بالأسواق الدولية.”
بدورها، أكدت كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري زكية الدريوش أن “دبلوماسية الملك محمد السادس تجاه الجنوب تتميز بمقاربة مندمجة ومتعددة القطاعات، حيث تم إبرام العديد من اتفاقيات التعاون بين المغرب وأكثر من 18 دولة بالقارة الأفريقية، تسمح بتنظيم التدريب وتبادل الخبرات والتجارب،” لافتة إلى أنه “تم إنجاز خمس بنيات تحتية للتفريغ والتسويق بقطاع الصيد التقليدي في أربعة بلدان (السنغال وكوت ديفوار والغابون وغينيا).”
وأفاد محمد بودن الخبير في الشؤون الدولية المعاصرة أن “المملكة المغربية تتوفر على ثوابت وعناصر استمرارية رئيسية في سياستها الخارجية، منها مقاربة ثابتة حول السلام في المنتظم الدولي وتدعو إلى ذلك دوما ويمكن أن نستحضر في هذا الإطار الموقف المغربي المتأصل حول القضية الفلسطينية ومسيرة السلام في الشرق الأوسط وارتباط السلام بالتنمية في أفريقيا، كما يركز المغرب على احترام الدول للقانون الدولي وعدم اللجوء لاستعمال القوة وينادي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتوسيع شبكة الحلفاء والأصدقاء.”
منتدى "المغرب الدبلوماسي – الصحراء" يعد رؤية للمستقبل ترمز إلى مغرب حديث ومدمج ومزهر
وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن “الدبلوماسية الملكية حققت امتيازات كبيرة في دعم الوحدة الترابية، وأن الاتجاه الدولي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي يمثل طفرة متزايدة على مستوى مجلس الأمن، حيث قدمت مختلف الدول الفاعلة شهادات قوية على عدم واقعية وهم الانفصال وعلى وجاهة وجدية ومصداقية المخطط المغربي والذي يحظى بدعم حوالي 110 من البلدان في العالم، فضلا عن عدم اعتراف 164 بلدا في العالم بجبهة بوليساريو وفتح 30 دولة لقنصلياتها العامة بكل من العيون والداخلة خلال النصف الأول من العشرية الحالية لحكم الملك محمد السادس.”
وأشار بودن إلى أنه “في مقابل الثوابت والميزات، انطلقت الدبلوماسية المغربية خلال عهد الملك محمد السادس، من مقومات نوعية وعوامل تفوّق واضحة في سياستها الخارجية تزيد من انخراطها وقدرتها على الإقناع وتأثيرها الإقليمي من خلال تنويع الشركاء واليد الممدودة تجاه الجوار والالتزام المغربي بقضايا أفريقيا والجنوب، إذ أظهرت المملكة المغربية إرادة قوية لتوسيع عناصر دورها الإقليمي القيادي، ومن الواضح أن العاهل المغربي مستمر في تحقيق ما تسعى إليه المملكة المغربية والتعامل مع الديناميكيات الدولية وسحبها الداكنة بحكمة وواقعية.
ويعد منتدى “المغرب الدبلوماسي – الصحراء”، حسب منظميه، رؤية للمستقبل ترمز إلى مغرب حديث ومدمج ومزهر، حيث يتقاطع الاقتصاد بالثقافة للمضي قدما نحو مستقبل واعد.
وأكدت سعاد المكاوي المديرة العامة لـ”ماروك دبلوماتيك” أن الدورة الرابعة للمنتدى السنوي “المغرب الدبلوماسي – الصحراء” ترتكز على “موضوع فرض نفسه بشكل بديهي بخصوص محطتين هامتين: السنوات الخمس والعشرون الأولى من عهد الملك محمد السادس، والسنوات العشر من التحولات العميقة التي شهدتها الأقاليم الجنوبية، حيث ما فتئ يرسم معالم طريق طموح وشامل، يقوم على ركائز متينة، وهي كرامة المغاربة، والوحدة الترابية، والإشعاع القاري والدولي.”
وربط الحاضرون في الندوة، الإشعاع الدبلوماسي للمملكة بما تحقق في ملف الصحراء المغربية في العقد الأخير بشكل خاص، حيث أكد عمر هلال أن “العمل المتواصل والجهود التوعوية الحثيثة التي بذلها العاهل المغربي رسخت عدالة القضية الوطنية على الصعيدين الإقليمي والدولي،” مبرزا أن “ذلك أثمر الاعتراف بمغربية الصحراء ودعمها من قبل دول كبرى، على غرار الولايات المتحدة وفرنسا، فضلا عن العشرات من الدول العربية والأفريقية وأميركا اللاتينية، التي فتحت حوالي ثلاثين منها قنصليات عامة لها بالعيون والداخلة.”