تأخير الإعلان عن نتائج الانتخابات البلدية في ليبيا وإعلان سيف الإسلام فوز أنصاره يثيران شبهة التزوير

لليوم السادس على التوالي لا يزال الليبيون ينتظرون الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات المحلية الخاصة بـ58 بلدية، والتي انتظمت السبت الماضي في 352 مركز اقتراع موزعة على 77 محطة انتخابية، من بينها 419 محطة للرجال و358 محطة للنساء، وهو ما بدأ في إثارة جدل حاد حول دوافع هذا التأخير، وحول ما يدور في كواليس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وما إذا كانت تتعرض بالفعل لضغوط بخصوص النتائج التي يبدو أنها تحمل الكثير من المفاجآت غير السارة بالنسبة إلى المسك بمقاليد السلطة في البلاد، لاسيما أن سيف الإسلام القذافي أعلن الأربعاء أن أنصاره حققوا نصرا ساحقا في هذا الاستحقاق.
وقالت وسائل إعلام موالية للنظام السابق إن مفوضية الانتخابات تتعرض لضغوط كبيرة تهدف إلى إلغاء نتائج الانتخابات البلدية والبدء في عملية فرز جديدة داخل أروقة المفوضية. ونقلت عن شهود عيان أن “أشخاصا مجهولين سيقومون بعملية الفرز في غرف مظلمة، وفي غياب المراقبين من جميع الأطراف.”
وشكك المرشح الرئاسي سليمان البيوضي في إمكانية إجراء حكومة الوحدة الوطنية انتخابات نزيهة، وأوضح أن “ما حدث ويحدث في نتائج الانتخابات البلدية بمصراتة يؤكد أن حكومة الدبيبة لا يمكن أن تجرى تحت سلطتها أي انتخابات رئاسية أو برلمانية فهي طرف غير محايد وتمارس تدخلا سلبيا ضد إرادة الناخبين،” مشيرا إلى أن “تشكيل سلطة تنفيذية جديدة موحدة تمثل كل الليبيين لإجراء الانتخابات الوطنية هو الضمان الوحيد لعملية ديمقراطية نزيهة وشفافة في ليبيا.”
من جانبه حذر الناشط الحقوقي ميلاد الدقالي مفوضية الانتخابات من محاولة تغيير نتائج انتخابات المجالس البلدية بعد الفوز الساحق الذي حققه مرشحو تيار سيف الإسلام القذافي، وقال “في العادة يتم الإعلان عن نتائج الانتخابات بعد عد الأصوات الموجودة بصناديق الانتخابات وبحضور المراقبين المكلفين من الناخبين،” لافتا إلى أنه “إذا قامت مفوضية الانتخابات بالعد في غرف مضللة دون مراقبين فذلك تزوير واضح وقتل للديمقراطية من قبل من يدعي تنظيمها.”
كما انتقد آمر قوة الإسناد بعملية “بركان الغضب” ناصر عمار ما يجري بخصوص نتائج الانتخابات البلدية في المرحلة الأولى، ورأى أن “هناك تلاعبا يجري بنتائج الانتخابات البلدية، والمفوضية العليا مسؤولة عن أي اختراق في فرز وعدّ الأصوات” مرجحا أن “الفائزين في السباق الانتخابي ليسوا على أهواء الحكومة في الداخل وجهات خارجية ذات علاقة بليبيا، ليس من مصلحتها فوز تيار الدكتور سيف الإسلام القذافي في هذه الانتخابات.”
◙ جدل حاد حول دوافع التأخير وحول ما يدور في كواليس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وما إذا كانت تتعرض بالفعل لضغوط بخصوص النتائج
وبحسب المراقبين، فإن عدد البطاقات التي وضعها الناخبون في صناديق الاقتراع بـ58 بلدية لا يتجاوز 150 ألف بطاقة، وهو رقم لا يحتاج إلى أسبوع كامل من الفرز ، كما أن الاستعدادات التقنية واللوجيستية لدى المفوضية كانت تشير إلى قدرتها على الإعلان رسميا عن النتائج الأولية خلال 24 ساعة من إغلاق مكاتب الاقتراع.
وأعلنت غرفة العمليات الرئيسية بالإدارة العامة في المفوضية العليا للانتخابات وصول آخر شحنة من صناديق استمارات نتائج الانتخابات البلدية مساء الإثنين، وأوضحت أنه سيتم الإعلان عن النتائج الأولية لانتخاب المجالس البلدية (المجموعة الأولى 2024) فور الانتهاء من عملية الإدخال والتدقيق التي تخضع لها استمارات النتائج بمركز العدّ والإحصاء، وأن العمل يسير بوتيرة متسارعة بهدف الإعلان عن النتائج في أسرع وقت ممكن.
في المقابل أوضح مستشار المفوضية العليا للانتخابات سالم بن تاهية أنه لم يتم الإعلان عن النتائج لأن عملية التدقيق في استمارات النتائج الواردة من المراكز الانتخابية لم تستكمل بعد. وتابع أنه فور الانتهاء من عملية التدقيق سيتم الإعلان عن النتائج خلال مؤتمر صحفي وغير ذلك من الأخبار عار من الصحة.
والأحد الماضي أكدت المفوضية الوطنية للانتخابات بدء عملية مسح وإدخال بيانات استمارات نتائج الانتخابات البلدية بمركز العدّ والإحصاء، وقالت إن مركز العدّ والإحصاء في المفوضية شهد انطلاق عملية مسح وإدخال بيانات استمارات نتائج انتخابات المجالس البلدية (المجموعة الأولى) تزامنا مع وصول أولى شحنات صناديق الاقتراع.
وبعد يومين أشار مجلس المفوضية إلى أن العمل يسير بوتيرة متسارعة بهدف الإعلان عن النتائج في أسرع وقت ممكن، وقال إن غرفة العمليات الرئيسة بالإدارة العامة تواصل عملها لضمان دقة وسلامة العملية الانتخابية، مؤكدا أن عملية المسح وإدخال بيانات استمارات النتائج تسير وفق الخطة الموضوعة، مع التزام كامل بالإجراءات الفنية والقانونية.
وفي الأثناء أعلن عضو المفوضية العليا للانتخابات، أبوبكر مردة، تأخر الإعلان عن نتائج الانتخابات البلدية (المجموعة الأولى) حتى بداية الأسبوع المقبل، وأضاف أن “كل مكاتب المفوضية استلمت صناديق الاقتراع لجميع البلديات، ويجري العمل حاليا على إدخال البيانات،” مردفا “سيبدأ العمل على الانتخابات البلدية للمجموعة الثانية مطلع يناير المقبل، وسيكون عدد البلديات 59 بلدية قابلا للزيادة.” وأشار إلى أنه بعد الانتهاء من المجموعة الثانية لن يتبقى إلا البلديات التي لم تنتهِ مدتها القانونية.
وكانت المفوضية العليا للانتخابات أعلنت بلوغ نسبة المشاركين في المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية 74 في المئة من نسبة المسجلين البالغ عددهم 186 ألفا، وأشارت إلى أن عدد القوائم المرشحة بلغ 159 قائمة تضم 1786 مرشحا، إضافة إلى 545 مرشحا فرديا، بينما بلغ عدد الموظفين بمراكز الاقتراع 5 آلاف موظف، وألفًا و369 مراقبا، و4 آلاف و831 وكيلا عن المرشحين، في حين شارك 24 ألف شرطي في تأمين الانتخابات.