شبح كارثة درنة يخيم على جنوب غرب ليبيا وحكومتا طرابلس وبنغازي تتنافسان على التعاطف مع المتضررين

مدن وقرى الجنوب الغربي الليبي تعرضت خلال اليومين الماضيين إلى تدفق السيول ما أدى إلى تسجيل وفيات وانهيارات في المباني.
السبت 2024/08/17
فاجعة درنة تحاصر ذاكرة الليبيين

تواجه ليبيا مخاوف جدية من إمكانية تكرار سيناريو عاصفة دانيال التي ضربت منطقة الجبل الأخضر في 11 سبتمبر 2023 وأدت إلى خسائر فادحة وغير مسبوقة في الأرواح والممتلكات بمدينة درنة، شرقي البلاد.

وتعرضت مدن وقرى الجنوب الغربي الليبي خلال اليومين الماضيين إلى تدفق السيول ما أدى إلى تسجيل وفيات وانهيارات في المباني ونزوح سكان محليين من الأحياء التي غمرتها المياه نتيجة الأمطار الغزيرة، في ما تتنافس حكومتا طرابلس وبنغازي على إبداء التعاطف مع المتضررين.

وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش الوطني الجمعة، إن وحدات عسكرية تابعة للواء طارق بن زياد المعزّز وصلت إلى بلدية تهالة التي تبعد عن مدينة غات حوالي 60 كم، وعن مدينة أوباري 300 كم.

وذكرت الشعبة أن الوحدات العسكرية باشرت على الفور عمليات الإنقاذ والإغاثة للمواطنين المتضررين من السيول التي اجتاحت المنطقة نتيجة الأمطار الغزيرة.

وأعلن المجلس البلدي تهالة، الجمعة، البلدية منكوبة جراء اللحظات العصيبة التي تتعرض فيها إلى اجتياح كامل من السيول المتدفقة عليها من مختلف الجهات.

وقال المجلس إن “البلدية تعاني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لذلك ندعو كل الليبيين من حكومات ومؤسسات ومنظمات وجمعيات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والأمر لازال يتطور والسيل لازال مستمرا مع انقطاع كامل للكهرباء وشبكات الاتصال والإنترنت”.

الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي أعلن عن وفاة 3 أطفال في تهالة نتيجة السيول التي اجتاحت المنطقة

وأكد أحمد كليكيلي، عميد بلدية تهالة، أن السيول جرفت المنطقة بالكامل، وتسببت في غمر جميع الأحياء السكنية بالمياه، من بين الأحياء التي غمرتها المياه حي الـ50 وسط البلد، حي الـ80، حي الصينية، والمجلس البلدي، مما أدى إلى خسائر مادية كبيرة لا يمكن حصرها في الوقت الحالي بسبب الأضرار الواسعة.

وأشار كليكيلي إلى أن الاتصالات مع المنطقة مقطوعة، مما أدى إلى انتشار الكثير من الصور والفيديوهات غير الصحيحة، بالإضافة إلى تضارب الأخبار حول حجم الخسائر.

وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لحكومة الوحدة الوطنية عن وفاة ثلاثة أطفال في منطقة تهالة نتيجة للفيضانات والسيول التي اجتاحت مدن ومناطق جنوب غرب ليبيا.

وأوضح الجهاز أن فرق الإنقاذ التابعة له لا زالت تعمل حاليا على إخراج العائلات وكبار السن من المنطقة.

وكان جهاز الإسعاف والطوارئ قد ذكر في وقت سابق من ليل الخميس/الجمعة أن هطول الأمطار الغزيرة على مدينة غات تزامن مع تحرك سيول قادمة من الجبال الجزائرية باتجاه المدينة.

سوء الأحوال الجوية تسبب في انقطاع كامل للكهرباء والاتصالات في غات، كما اجتاحت المياه منطقة تهالة بالكامل

وأوضح مكتب الإعلام نقلا عن غرفة عمليات الجهاز بالمنطقة الجنوبية أن هطول الأمطار الغزيرة تسبب في انقطاع الكهرباء والاتصالات بمدينة غات.

وأعلن أسامة علي الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ وفاة 3 أطفال في تهالة شمال غات نتيجة السيول التي اجتاحت المنطقة، موضحا أن العمل لا يزال جاريا لمحاولة إخلاء المنطقة من الأطفال وكبار السن ونقلهم إلى مناطق أخرى.

وجدد المركز الوطني تحذيره من سحب رعدية ممطرة على مناطق الجنوب الغربي مصحوبة بأمطار جيدة خاصة في المناطق الحدودية القريبة مع تشاد والنيجر والجزائر.

وحذّر المركز، من أن الأمطار قد تتسبب في حدوث جريان للأودية في جبال تيبستي والقطرون وجنوبها وغات ومرزق وأوباري.

وتسبب سوء الأحوال الجوية في انقطاع كامل للكهرباء والاتصالات في غات، كما اجتاحت المياه منطقة تهالة بالكامل.

وأعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة عن تشكيل لجنة طوارئ لمتابعة الأوضاع في بلدية غات والمناطق المجاورة لها، وذلك في إطار جهود الحكومة لتقديم الدعم اللازم للمناطق المتضررة جراء السيول التي اجتاحت الجنوب الليبي.

الدبيبة أعلن عن تشكيل لجنة طوارئ لمتابعة الأوضاع في بلدية غات والمناطق المجاورة لها

وأصدر الدبيبة تعليماته لمجموعة من الهيئات والمؤسسات الحكومية، بما في ذلك مركز طب الدعم والطوارئ، جهاز خدمات الإسعاف والطوارئ، وزارة الشؤون الاجتماعية، وزارة الصحة، الشركة الليبية للبريد والاتصالات وتقنية المعلومات القابضة، والشركة العامة للكهرباء، لتقديم الدعم الكامل لبلديات الجنوب المتضررة، وضمان توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين في تلك المناطق.

كما أصدر وزير الحكم المحلي بحكومة الوحدة الوطنية بدرالدين التومي قرارا بتشكيل لجنة فرعية للطوارئ والاستجابة السريعة، برئاسة عميد بلدية العوينات، وعضوية عمداء بلديات غات والبركت وتهالة.

ووجه القرار باتخاذ كافة التدابير اللازمة لمواجهة تداعيات هطول الأمطار وجريان السيول بالمنطقة، بما يضمن حماية وسلامة الأهالي والممتلكات بالبلديات الواقعة تحت تأثير هطول الأمطار الغزيرة.

من جانبه، أصدر رئيس الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب، أسامة حماد، قرارا بتشكيل لجنة طوارئ واستجابة سريعة لمدينة غات.

 ونص قرار حماد رقم 167 لسنة 2024، على أن تكون اللجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء سالم الزادمة.

وأوضح رئيس الحكومة أن مهام اللجنة اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للتعامل مع سوء الأحوال الجوية بالمنطقة.

Thumbnail

كما أصدر وزير الداخلية بحكومة البرلمان اللواء عصام أبوزريبة تعليمات عاجلة لمدراء الأمن في سبها والشاطئ وأوباري، وفروع الدعم المركزي في الجنوب، بتوجيه جميع آليات الدفع الرباعي المتاحة إلى مدينة غات، وتحديدا منطقة تهالة، للتعاون مع القوات المسلحة في عمليات الإنقاذ التي تستدعيها الظروف الجوية السيئة التي تشهدها المنطقة.

وأرسلت مديرية أمن أوباري دعما لمدينة غات، وذلك في ظل ما تتعرض له مناطق الجنوب الغربي من أمطار غزيرة وسيول.

وفي بيان لها قالت مديرية أمن أوباري إن الدعم يتضمن سبع سيارات شرطة، على رأسها مدير الأمن اللواء، علي عبيد الزنتاني، وأشارت إلى أن القوة ستسهم  في تقديم المساعدة للمتضررين جراء السيول، وذلك حسب تعليمات وزارة الداخلية بالتحرك إلى تلك المناطق فورا.

والمدن والقرى المتضررة تابعة لإقليم فزان، وتوجد في مناطق نفوذ الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب، وتحت سيطرة القيادة العامة للجيش الوطني، وأغلب سكانها من الطوارق.

ويخشى الليبيون من تكرار سيناريو عاصفة دانيال المتوسطية التي ضربت مدينة درنة ومناطق أخرى من الجبل الأخضر بشرقي البلاد في ليلة 11 سبتمبر من العام الماضي، والتي أدت إلى سقوط أكثر من 4 آلاف قتيل وآلاف المفقودين وجرف أحياء سكنية بالكامل في اتجاه البحر.

4