صمت انتخابي في موريتانيا استعدادا ليوم السبت الكبير

تدخل موريتانيا اليوم مرحلة الصمت الانتخابي، ليتوجه السبت نحو مليوني ناخب إلى صناديق الاقتراع في مختلف أنحاء البلاد من أجل اختيار رئيس جديد من بين المرشحين، وفي مقدمتهم الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني.
تعيش موريتانيا اليوم الجمعة تحت تأثير الصمت الانتخابي قبل أن تشهد غدا السبت موعد “السبت الكبير” الذي سيتجه فيه الناخبون إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس الدولة. وقال الناطق الإعلامي باسم اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد تقي الله الأدهم إن الأمور سارت في الاتجاه الصحيح خلال الحملة الانتخابية، وأعرب عن ارتياح اللجنة “لمؤازرة الشركاء لها في إعادة الأمور إلى نصابها" بعد حادثة استهداف حملة المرشح الغزواني في نواذيبو.
وجدد الأدهم دعوة اللجنة للجميع إلى الحرص على أن يتم التنافس في جو أريحي خلال فترة "الصمت الانتخابي"، لإتاحة الفرصة أمام الناخب ليتخذ قراره دون تأثير. وطالب بضرورة التقيد بالآجال المحددة قانونيا للحملة الدعائية، داعيا إلى الإقلاع عن أجواء الحملة عند انتهاء تلك الآجال، مشيرا إلى ضرورة ظهور “مشهد الإعلام البديل عاكسا الوعي بالنصوص القانونية” الضابطة للعملية الانتخابية.
وأكد الأدهم أن المشهد مكتمل، وأن اللجنة على أتم الجاهزية لإجراء الاقتراع المرتقب راجيا أن “تتوج الدورة الانتخابية باقتراع نزيه يمكّن الموريتانيين من اختيار من يرونه الأنسب لشغل رئيس الجمهورية". ودعت اللجنة نحو 1.94 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع لاختيار أحد المرشّحين السبعة وهم الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني ومحمد الأمين المرتجي الوافي وحمادي سيدي المختار والمرشح أوتوما سوماري وبا مامادو بوكاري والعيد محمدن مبارك وبيرام الداه اعبيد.
ويراهن الرئيس المنتهية ولايته على تحقيق فوز كاسح من الجولة الأولى للسباق الرئاسي استنادا إلى الإنجازات التي حققها خلال عهدته الأولى في أعلى هرم السلطة بالبلاد.
وقال ولد الشيخ الغزواني إنه تمكن خلال مأموريته الأولى من تحقيق حصيلة مشرفة، من ضمنها إطلاق مسار إصلاح التعليم وصولا إلى البدء في تنفيذ مشروع المدرسة الجمهورية، وتشييد عدد كبير من المؤسسات التعليمية، واكتتاب الآلاف من المدرسين وتحسين ظروفهم، وبناء المستشفيات والمراكز والنقاط الصحية وتجهيزها، وتحسين وضعية المواطنين الأكثر هشاشة، واستفادة الآلاف منهم من التأمين الصحي، وتعبيد مئات الكيلومترات من الطرق وبناء الجسور ومقار للهيئات الوطنية، وتعزيز قدرات القوات المسلحة وقوات الأمن.
وأضاف خلال مهرجان انتخابي في مدينة روصو، أنه سيعمل على تحقيق تحول تنموي عميق على جميع الأصعدة من خلال تنفيذ برنامج طموح سيتم في إطاره تعزيز التدخلات في المجال الاجتماعي لصالح طبقات المجتمع المتعففة وتحسين نفاذها للخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وتعليم وصحة، وتوسيع التأمين الصحي، ومتابعة تنفيذ مشروع المدرسة الجمهورية، وتحسين الظروف المادية والمعنوية لطواقم قطاعات التعليم والصحة والقوات المسلحة وقوات الأمن، ومواصلة إصلاح الإدارة وتقريبها من المواطن، والوقوف بصرامة في وجه سوء التسيير والرشوة، وتمكين الشباب وتعبئة الموارد اللازمة لتكوينهم ودمجهم وترقيتهم، واعتماد ديناميكية اقتصادية تركز على القطاعات الاقتصادية التي لدى البلاد امتيازات فيها، وترقية ثروتنا الحيوانية، والقيام بمراجعة جذرية لسياسة قطاع الصيد البحري، وتطوير استغلال ثروتنا المعدنية من خلال إنشاء صناعات تحويلية.
ومن جانبه، أعرب المرشح محمد الأمين المرتجي الوافي عن أمله الكبير في "الفوز في الشوط الأول من الانتخابات الرئاسية"، مشيرا إلى أنهم يعولون بشكل كبير على الفئات الهشة لما "قاسوه من الأنظمة السابقة من تهميش وإحباط وفقد للآمال في الإصلاح"، حسب تعبيره، مردفا أن “الاستقبالات التي حظي بعا تدل بشكل واضح على رغبة الشعب في التغيير وخصوصا من الأجيال الشابة".
وقال المرشح بيرام الداه اعبيد إن يوم السبت سيكون يوم "إزالة النظام" الذي وصفه بـ"نظام الفساد والتفقير والظلم وعدم المساواة بين الموريتانيين". وقلل بيرام من أهمية المشاريع التي تم إنجازها خلال السنوات الخمس الماضية، معتبرا أن المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني خيب آماله في التصدي للمفسدين في البلد خلال مأموريته الأولى.
وأوضحت حملة المرشح أوتوما سوماري أن السلطات رفضت السماح للمرشح سوماري بتنظيم المهرجان الختامي لحملته الدعائية في المطار القديم بنواكشوط. وانتقد المرشح سوماري في فيديو جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، منعه من تنظيم مهرجانه الختامي في المطار القديم “بحجة أن المرشح محمد ولد الغزواني سينظم مهرجانا في نفس المنطقة".
◙ من المنتظر أن يكون السباق الانتخابي ساخنا وفي مستوى ما تشهده البلاد من تجاذبات حادة بين الموالاة والمعارضة قبل موعد الحسم
وانتقد المرشح با مامادو بوكاري الوضعية الحالية التي تمر بها موريتانيا، والتي قال إنها “تتسم بعدم فعالية السياسات المتبعة حتى الآن”، مؤكدا عزمه في حال انتخب رئيسا على "إعادة بناء البلاد على أساس العدالة الاجتماعية والوحدة والتنمية".
وندد بوكاري بـ"عدم فعالية مختلف الإصلاحات التربوية التي تم القيام بها حتى الآن"، مشيرا إلى أنها “كانت محكومة بالفشل مسبقا، لأنها لم تأخذ بعين الاعتبار الواقع الاجتماعي واللغوي لجميع المكونات الموريتانية". وتعهد في حال فوزه بـ"تطوير الأقطاب الاقتصادية الجهوية حسب إمكانيات كل ولاية"، معبرا عن أسفه على “المستوى المعيشي الصعب للسكان، رغم الثروات الهائلة التي تتوفر عليها البلاد على جميع الأصعدة".
ومن المنتظر أن يكون السباق الانتخابي ساخنا وفي مستوى ما تشهده البلاد من تجاذبات حادة بين الموالاة والمعارضة قبل موعد الحسم، بينما رحبت سفارة الولايات المتحدة في نواكشوط بالانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدة تشجيعها جميع الموريتانيين المؤهلين على ممارسة حقهم في التصويت.
وقالت السفارة في بيان إن الولايات المتحدة أول دولة تعترف باستقلال موريتانيا عام 1960، وإن الرئيس كينيدي رحب بالرئيس المختار ولد داداه في البيت الأبيض عام 1963. وأشارت إلى أن منذ ذلك الحين والولايات المتحدة ملتزمة بشدة بدعم الرحلة الديمقراطية في موريتانيا.
وتابع البيان أن الحكومة الأميركية قدمت في وقت سابق من هذا العام، الدعم المالي للجنة الوطنية المستقلة للانتخابات لتعزيز إدارة الانتخابات وتسهيل حقوق التصويت لجميع الناخبين المؤهلين، مشيرا إلى أن موظفي السفارة الأميركية، المعتمدين من قبل اللجنة المستقلة للانتخابات، سيقومون بمراقبة الانتخابات وزيارة مراكز الاقتراع المختلفة في جميع أنحاء البلاد، حسب السفارة.