التعرض للشاشات يؤخر النطق لدى الأطفال

تعرض الأطفال دون سن الثالثة إلى شاشات الهواتف الذكية واللوحات الالكترونية من شأنه أن يعيق تطورهم اللغوي والنفسي والحركي.
الثلاثاء 2024/05/21
أضرار بالجملة

تونس ـ يدرك نصف الآباء فقط تأثير شاشات الأجهزة والهواتف الذكية على عيون الأطفال أما الباقون فيعتقدون أنها الأداة الأسهل لإسكات الأطفال والتخلص من إزعاجهم.

وقالت الأخصائية في تقويم النطق، إيناس الصفائحي بلخوجة، ”إن تعرض الأطفال دون 3 سنوات إلى الشاشات قد يؤدي إلى تأخر النطق لديهم”.

وأضافت، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أن تعرض الأطفال دون سن الثالثة إلى شاشات الهواتف الذكية واللوحات الالكترونية من شأنه أن يعيق التطور اللغوي والنفسي والحركي والعاطفي للأطفال وهو ما قد يؤثر مباشرة على قدرتهم على النطق.

وبينت أن العديد من الدراسات أثبتت أن الأطفال الذين يتعرضون للشاشات بشكل مكثف يكونون أقل عرضة للتفاعل اللفظي والاجتماعي الذي يعتبر أمرا ضروريا لتطوير مهارات اللغة والنطق لديهم، مفسرة أنه بدلاً من التفاعل مع المحيطين به واستجابته للتحفيزات اللفظية من حوله، قد ينغمس الطفل في المحتوى الذي تعرضه الشاشات دون التفاعل بنفس الطريقة.

واعتبرت أن مشاكل تأخر النطق لدى الأطفال تمكن ملاحظتها في عمر السنتين إلى السنتين والنصف، وهو السن الذي من المفترض أن يكوّن فيه الطفل من 3 إلى 4 جمل داعية أولياء الأمور، عند ملاحظة تأخر النطق لدى أطفالهم، التوجه إلى طبيب نفسي لتحديد الأسباب الحقيقية لهذا التأخر.

العديد من الدراسات أثبتت أن الأطفال الذين يتعرضون للشاشات بشكل مكثف يكونون أقل عرضة للتفاعل اللفظي والاجتماعي

وأعرب عدد من الخبراء عن دهشتهم من رؤية العديد من الآباء والأمهات يدفعون عربات أطفال لا يتجاوز عمرهم العامين ويُمسكون بهاتف ذكي أو جهاز لوحي. مشيرين إلى أن ذلك يحزنهم، لأنهم يعرفون الآثار الضارة التي قد يُحدثها التحديق في الأجهزة الإلكترونية على الأطفال، موضحين أن “هذه التأثيرات تزداد قوة خلال السنوات الأولى من حياتهم، سواء على المستوى البصري أو على النمو المعرفي والاجتماعي”.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد دعت، في عام 2019، إلى عدم تعريض الأطفال دون سن العامين لأي شاشات رقمية نهائيا.

وقالت المنظمة، في بيان، إن تعرض تلك الفئة العمرية لشاشات الهواتف أو الحواسيب أو حتى التلفزيون، يعرضها لمشكلات صحية في مراحل لاحقة.

ومن أجل التطور البصري الطبيعي، يوصي الخبراء”بتجنب أي تعرض للأجهزة الإلكترونية بين سن يوم وعامين، باستثناء محادثات الفيديو العابرة، تحت إشراف أحد الوالدين، لإلقاء التحية على الجد الذي يعيش بعيدا، لبضع دقائق على سبيل المثال”.

الجهاز البصري للأطفال من سن صفر إلى عامين لم يتم تطويره ولا تسمح قوته بما يكفي للخضوع للضغط والتحفيز البصري المستمر أمام الشاشة، وخصوصا أن الطبقة العميقة للعين، والتي تعطيها الصلابة وتحدد حجمها، تتطور بين صفر وسنتين من العمر، ثم تستقر.

بالإضافة إلى أن التحفيز البصري في هذه الأعمار يؤثر على تطور العيوب البصرية، وفرص حدوث الأمراض في وقت لاحق من الحياة.

ويلفت الخبراء أيضا إلى أهمية ملاحظة أن الشاشة يمكن أن ينبعث منها ضوء أزرق، لا تستطيع عيون الأطفال تصفية أشعته كما تفعل عيون البالغين. وبالتالي يتعرض الأطفال للمزيد من هذا الضوء الذي يحفز قصر النظر، ويعطل إفراز الميلاتونين، الذي ينظم ساعتهم البيولوجية، مما قد يتسبب في تعطيل القيلولة اللازمة للأطفال في هذا العمر، وكذلك النوم أثناء الليل، ويؤدي بدوره إلى قصر النظر.

15