الخطوط السعودية تدعم أسطولها بطلبية قياسية من أيرباص

خارطة طريق طموحة تستهدف زيادة نشاط قطاع النقل الجوي عشرة أضعاف.
الثلاثاء 2024/05/21
الآفاق رحبة أكثر مما تتصورون!

قطعت السعودية خطوة كبيرة في سياق تطوير صناعة الطيران عبر طلبية قياسية لتعزيز أسطول أقدم شركاتها، والتي تسعى من ورائها إلى انتزاع حصة من منافسيها الإقليميين، في ظل خارطة طريق تستهدف مضاعفة نشاط النقل الجوي في غضون سنوات.

الرياض - أعلنت المجموعة السعودية المالكة للخطوط الجوية السعودية وطيران أديل الاثنين، عن طلبية لشراء 105 طائرات أيرباص ضيقة البدن، فيما وصفها المسؤولون بأنها “أكبر صفقة” على الإطلاق في تاريخ البلاد.

وقالت في بيان خلال اليوم الأول من منتدى مستقبل الطيران المنعقد في الرياض “أعلنت المجموعة السعودية عن أكبر صفقة طائرات في تاريخ الطيران السعودي مع شركة أيرباص تشمل هذه الاتفاقية التاريخية 105 طائرات مؤكدة”.

وأشارت المجموعة إلى أنّ الطلبية “تمثل لحظة مهمة ليس فقط لصناعة الطيران السعودية ولكن أيضا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على نطاق أوسع”.

ويتكون الطلب من 93 طائرة من طراز أي 321 نيو ذات الممر الواحد، 12 طائرة من أي 320 نيو، وستتسلم الخطوط السعودية 54 طائرة أي 321 نيو، بينما ستحصل طيران أديل على 12 طائرة من أي 320 نيو والطائرات الـ39 المتبقية من طراز أي 321 نيو.

ولم تكشف المجموعة السعودية ولا أيرباص عن قيمة الصفقة، لكن منتدى، حيث أُعلن عن الطلبية، قال إن “الطلبية السعودية القياسية تبلغ قيمتها 19 مليار دولار”. وعادة ما يقدم صانعو الطائرات خصومات على الطلبات الكبيرة.

إبراهيم العمر: رؤية 2030 حفزت قرارنا بتأمين هذه الصفقة المهمة
إبراهيم العمر: رؤية 2030 حفزت قرارنا بتأمين هذه الصفقة المهمة

وتؤكد الطلبية الكبيرة الاستثمار الكبير الذي تضخه الحكومة في قطاع الطيران، بعد أكثر من عام على إطلاق شركة طيران جديدة تحت اسم “طيران الرياض”.

وأعلنت السلطات السعودية أيضا عن خطط لتشييد مطار ضخم جديد في العاصمة الرياض قادر على استيعاب 120 مليون مسافر سنويا.

وقبل الإعلان عن الصفقة الاثنين، كان لدى الخطوط السعودية أسطول مكون من 144 طائرة بينما كان لدى طيران أديل 32 طائرة.

وتشغل الشركة رحلات إلى ما يزيد عن 100 وجهة حول العالم، بأسطول طائرة متنوعة الطرازات من بوينغ وأيرباص. وكانت قد وقعت صفقة العام الماضي مع الشركة الأميركية لشراء 49 طائرة جديدة.

وقال صالح عيد، مساعد مدير عام مجموعة الخطوط السعودية لإدارة أسطول الطائرات، لوكالة فرانس برس إن “عمليات التسليم ستبدأ في عام 2026 وتستمر حتى عام 2032”.

ويعود تاريخ الخطوط الجوية السعودية، ومقرها جدة، إلى عام 1945 عندما تلقت أول طائرة لها، هدية من الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت.

ومن المتوقع أن تركز شركة النقل المملوكة للدولة عملياتها بشكل متزايد انطلاقا من جدة بمجرد أن تبدأ طيران الرياض رحلاتها، وهو أمر متوقع في العام المقبل.

ويرى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن الطيران عنصر رئيسي في أجندة إصلاحات “رؤية 2030” لإعادة تشكيل الاقتصاد المرتهن بالنفط، ويهدف إلى زيادة حركة المرور السنوية بأكثر من ثلاثة أضعاف إلى 330 مليون مسافر بحلول نهاية العقد الجاري.

وقال المدير العام لمجموعة السعودية إبراهيم العمر في بيان شركته إنّ رؤية 2030 “حفزت قرارنا بتأمين هذه الصفقة المهمة، التي ستخلق فرص عمل وتزيد المحتوى المحلي، وتساهم في الاقتصاد الوطني”.

وأسهم قطاع الطيران بنحو 20 مليار دولار في الاقتصاد السعودي في العام الماضي، على ما جاء في تقرير نشرته الاثنين الهيئة العامة للطيران المدني.

105

طائرات جديدة ستنضم إلى الشركة على مراحل بداية من عام 2026 وحتى العام 2032

وجاء في التقرير أنّ “الطيران يدعم 241 ألف وظيفة، وما يقدر بنحو 717 ألف وظيفة أخرى في قطاع السياحة”.

وأفاد الرئيس التنفيذي لشركة طيران أديل ستيفن غرينواي لوكالة فرانس برس بأنّ طلبية الطائرات هي “في الواقع تأكيد على مدى سرعة نمو السوق وطموحاتنا لدعمه”.

وقال إن طيران أديل لديه حاليا مزيج من 80 في المئة من الرحلات الداخلية و20 في المئة من الرحلات الدولية، لكن “هذا سيتغير إلى 50 – 50 خلال العامين المقبلين حيث نبدأ في التوسع دوليا”.

وأعلنت السعودية العام الماضي عن صفقة لشراء 39 طائرة دريملاينر من عملاق صناعة الطائرات الأميركية بيونغ، والتي تمر بعثرات حاليا، مع خيار شراء 10 طائرات أخرى.

وأعلنت شركة طيران الرياض، التي تم الكشف عنها في شهر مارس 2023، عن اتفاقية لشراء 39 طائرة بوينغ دريملاينر، مع خيار شراء 33 طائرة أخرى.

ورغم مشاكل بوينغ، التي أبلغت عن سلسلة من الخسائر وأبطأت بشكل كبير تسليمها طائرات جديدة بينما تعالج مشكلات مراقبة الجودة، لا يزال من المتوقع أن تبدأ طيران الرياض الطيران في صيف 2025، حسبما قال كبير المسؤولين التجاريين فينسينت كوست لوكالة فرانس برس.

وقال كوست إن “الشركة ستطلق قرابة 10 وجهات بحلول نهاية العام الجاري، مع استهداف أكثر من 100 بحلول نهاية العقد”. وأضاف “سنفتح إلى حد كبير وجهتين في المتوسط كل شهر، خلال خمس سنوات، وهو ما لم يسبق تحقيقه من قبل”.

وترغب الحكومة في زيادة الرحلات الدولية المباشرة إلى 250 من 99 حاليا لأسباب منها تعزيز قطاع السياحة الناشئ وتحويل البلد النفطي الثري إلى مركز تجاري رئيسي.

وكشفت الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية خلال المنتدى عن خارطة طريق الطيران العام التي تهدف إلى زيادة مساهمة قطاع الطيران العام في الناتج المحلي الإجمالي إلى عشرة أضعاف، ليصل إلى ملياري دولار بحلول عام 2030.

ستيفن غرينواي: الطلبية تؤكد مدى سرعة نمو السوق وطموحاتنا لدعمه
ستيفن غرينواي: الطلبية تؤكد مدى سرعة نمو السوق وطموحاتنا لدعمه

وتشمل خطة الطيران العام قطاع طائرات رجال الأعمال، بما في ذلك الطائرات الخاصة المستأجرة، وطيران الشركات الخاصة ودعم ملاك الطائرات والمستثمرين والمشغلين ومقدمي الخدمات، ما يُسهم في تأكيد مكانة البلد كوجهة لرجال الأعمال والسياحة ذات مستوى عالمي.

وأطلقت السعودية أيضا خطوط طيران نيوم، ليكون مقرها في المدينة المستقبلية المخطط لها في شمال البلاد. وبهذه الاستثمارات الضخمة، يدخل السعوديون إلى سوق خليجية مزدحمة بالفعل.

ويوجد في دبي، في دولة الإمارات المجاورة، طيران الإمارات، أكبر شركة طيران في الشرق الأوسط، وأكثر مطارات العالم ازدحاما بالمسافرين الدوليين.

وتعمل قطر، وهي مركز جوي خليجي آخر، على زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار حمد الدولي إلى 70 مليون مسافر سنويا وزيادة مسارات الخطوط الجوية القطرية.

وأكّد غرينواي من طيران أديل أنه ليس لديه شك في استمرار نمو قطاع الطيران في السعودية. وقال “لقد انفتحت البلاد للتو على مدار العامين الماضيين، لذا فقد بدأت للتو في رؤية قمة جبل الجليد في ما يتعلق بإمكانيات السوق”.

وأعادت السعودية تحديد هدفها السياحي لعام 2030، في أكتوبر الماضي، لترتقي به من 100 مليون زائر إلى 150 مليون زائر بحلول عام 2030.

11