بودكاست يزاحم البرامج الرمضانية على الفضائيات

نشاط عربي في المنصات الرقمية بحوارات لاستقطاب الشباب.
السبت 2024/03/09
جذب الجمهور بأي طريقة

دخلت المؤسسات الإعلامية الكبرى على خط إنتاج برامج “بودكاست” التي توظف موسم رمضان لتقديم محتويات ترفيهية ودينية تتماشى مع اتجاهات الجمهور في هذا الشهر الذي يعد فرصة مواتية لزيادة معدلات المشاهدة.

القاهرة - من المتوقع أن تتصدر برامج حوارية ستبثها فضائيات عربية “ترندات” مواقع التواصل الاجتماعي خلال شهر رمضان، بسبب الجرأة التي تتسم بها وكثافتها وانتظار الجمهور لما تحمله من مفاجآت تتعلق بحياة المشاهير، وهو أمر أخذ في التغير تدريجيًا مع اتساع سوق برامج “بودكاست” وانتقالها من الإنتاج الشخصي القائم على المدونين ومشاهير البلوجرز لتقديم محتوى متطور من إنتاج مؤسسات إعلامية كبيرة في المنطقة تستهدف الترويج لهذا اللون من الإعلام الرقمي.

وبثت منصات إعلامية تابعة لمجموعة “إم.بي.سي” حملات دعائية لبودكاست “بيج تايم” الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب مع المطربة السورية أصالة، ومقرر عرضه في رمضان، وهو برنامج ترفيهي يتم بثه على “إم.بي.سي” ومنصة “شاهد” السعوديتين، يركز على التفاصيل الإنسانية في حياة بعض المشاهير العرب والعالميين.

وظهر في البرومو الدعائي للبرنامج عدد من الضيوف، مثل ويل سميث، منى زكي، أنغام، شيرين عبدالوهاب، نانسي عجرم ، أحمد عز، أحمد حلمي، إسعاد يونس، محمد عبده، وميسي، كريم عبدالعزيز، إليسا، باسل الخياط، ماجد المهندس.

خالد برماوي: البودكاست له جماهيرية أكبر في دول الخليج عكس مصر
خالد برماوي: البودكاست له جماهيرية أكبر في دول الخليج عكس مصر

وأبرمت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في مصر عددا من التعاقدات مع مشاهير البلوجرز لتقديم سلسلة حلقات بودكاست على المنصات الصوتية للشركة بجانب بثها على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها، وتعاقدت الشهر الماضي مع البلوجر إسلام فوزي الذي سيقدم برنامجا شبابيا بعنوان “في إيه” ويناقش خلاله باقة متنوعة من الموضوعات الشبابية والاجتماعية ذات تصنيف اللايت كوميدي.

وتعاقدت الشركة التي تستحوذ على قطاع واسع من وسائل الإعلام في مصر مع رائد الأعمال عمرو منسي، لتقديم بودكاست يحمل عنوان “من أول الصفر” ويتناول قصص نجاح رواد الأعمال بشكل إنساني جذاب يعتمد على إبراز أهم المحطات المفصلية في حياتهم، خاصة في مرحلة البدايات.

وتعاقدت الشركة مع البلوجر رولين القاسم لتقديم بودكاست يحمل عنوان “بنجور يا بيبي”، وتستضيف من خلاله عددا من المشاهير ويتطرق للعلاقات الزوجية والإنسانية والعلاقات داخل الأسرة بين الآباء والأبناء بصورة أشمل وأعم.

وتزدحم تطبيقات العالم الرقمي في الفضاء الإلكتروني بالعديد من برامج “بودكاست” التي توظف موسم رمضان لتقديم محتويات ترفيهية ودينية تتماشى مع اتجاهات الجمهور في هذا الشهر الذي يعد فرصة مواتية لزيادة معدلات المشاهدة التي ينتظرها المدونون والبلوجرز لتحقيق عوائد من خلال ما يقدمونه من محتويات.

ويقول بعض خبراء إن دخول المؤسسات الإعلامية الكبرى على خط إنتاج هذا النوع من الإعلام الرقمي يدعم اتجاه المشاهير ليكونوا ضيوفاً دائمين عبر هذه الوسائط والبحث عن التواصل مع قطاعات كبيرة من جمهور الشباب الذين ليس لديهم ارتباط مباشر بالقنوات الفضائية ووسائل الإعلام التقليدية بوجه عام.

وتسعى جهات إعلامية لتنشيط منصاتها الرقمية من خلال هذه البرامج التي تأتي مكملة لما تقدمه من أعمال درامية تجذب الجمهور على نطاق أوسع لعرضها بلا إعلانات.

ويبقى المحتوى البرامجي القائم على الصوت وتتداخل فيه الصورة بتأثيرات أقل، مناسبًا لمن يتابعون المنصات الرقمية عبر هواتفهم المحمولة، فضلا عن توسيع قاعدة الجمهور وتقديم محتوى متنوع، في ظل منافسة قوية على جذب الجمهور العربي.

قال خبير الإعلام الرقمي خالد برماوي إن الانتشار الواسع لبرامج بودكاست على المنصات الرقمية يمكن أن يزاحم برامج التلفزيون، لكنه لا يستطيع منافستها بقوة، وأن إقدام مؤسسات كبرى على تقديم هذا اللون من الإعلام الرقمي يرجع إلى أن “بودكاست” بات موضة أو ترند في هذا التوقيت، بفعل انجذاب شرائح محددة من الجمهور إلى البرامج والمحتويات المسموعة التي يقدمها مشاهير البلوجرز.

وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن البودكاست له جماهيرية أكبر في دول الخليج العربي، عكس مصر التي يبقى الحديث فيها عن جماهيرية تلك البرامج شكليًا وأن هذه البرامج تجذب نوعية معينة من الجمهور له مستويات ثقافية واجتماعية واقتصادية تتوافق مع البقاء فترات طويلة على الانترنت.

تطبيقات العالم الرقمي في الفضاء الإلكتروني تزدحم بالعديد من برامج "بودكاست" التي توظف موسم رمضان لتقديم محتويات ترفيهية ودينية تتماشى مع اتجاهات الجمهور

ويعد الاهتمام بتلك البرامج في دول الخليج اهتماما شعبيا يطال قطاعات عريضة، لكن المحاولات الراهنة تستهدف جذب الجمهور المصري الذي يشكل كثافة عددية ضخمة، ويمكن أن تحقق البرامج معدلات نجاح قوية إذا كانت نسبة جذب الجمهور المصري 5 في المئة أو 10 في المئة فقط.

وشدد برماوي على أن سمات الجمهور الخليجي تختلف عن سمات الجمهور العربي بوجه عام، ما يؤشر على أن البرامج الحوارية التي تتزايد معدلاتها على الفضائيات المصرية في رمضان سيكون لها النصيب الأكبر من المتابعة والتأثير، وقد لا يكون هناك تأثير مماثل لبرامج بودكاست وإن اتسعت قاعدتها وأصبحت أكثر احترافية.

وتبث بعض الفضائيات المصرية مجموعة من البرامج الحوارية، أبرزها برنامج “حبر سري” تقديم الإعلامية أسما إبراهيم على فضائية القاهرة والناس، استكمالاً لمواسمه السابقة التي دائما ما تثير الجدل، ويستضيف البرنامج مجموعة كبيرة من الفنانين والمشاهير، في وقت تذاع فيه بعض حلقات المشاهير المشاركين على جزءين.

وتقدم فضائية “المحور” برنامج “العرافة” الذي تقدمه الفنانة بسمة وهبة وتتواجد أيضا في موسم رمضان بشكل مستمر واختارت هذا العام ادخال تعديل على اسم البرنامج الشهير ليصبح “العرافة وشيخ العرافين”، وتعرض قناة “النهار” برنامج “أسرار” الذي تقدمه الإعلامية أميرة بدر وتواجدت في موسم رمضان الماضي ونشرت الملصق الدعائي للبرنامج عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مؤكدة تركيزها على كشف أسرار وخفايا النجوم.

ورغم أن هذه البرامج تواجه هجومًا مستمراً بسبب الغوص في تفاصيل الحياة الشخصية للمشاهير ولا تشكل إضافة ثقافية أو فكرية للمشاهد وفي الكثير من الأحيان تغيب عنها اللياقة المطلوبة وتضرب بمواثيق الشرف الإعلامي عرض الحائط، إلا أن تقديمها بهذه الآلية يهدف إلى تصدر تريندات مواقع التواصل الاجتماعي، ما يبرهن على الارتباط المباشر بين البرامج الحوارية التلفزيونية والإعلام الرقمي.

وأوضح خالد برماوي في حديثه لـ”العرب” أن البرنامج الذي تجهز له هيئة الترفيه السعودية يختلف في الشكل عن طبيعة البودكاست الصوتية، ويصعب توصيفه بأنه بودكاست، لأن الحوار قائم على الفيديو، حيث قررت إدارة القناة إطلاق اسم بودكاست، ومراعاة الذوق المصري والخليجي معًا وجذب قطاع من الجمهور العربي.

يعرف البودكاست بأنه تدوينة صوتية أو محتوى صوتي مُسجل، تبدأ مدته من دقيقة واحدة ويصل أحيانًا إلى ساعة أو أكثر، يناقش موضوعا محددا ومكثفا، يمكن أن يكون صديقا للمُستمع في طريقه إلى العمل، في سفره، في القيام بأي مهام يومية، ويختلف عن الراديو بأنه مُحتوى مُسجل يمكنك سماعه في أي وقت وعلى عدة برامج، ودون فواصل إعلانية أو غنائية أو مُداخلات أو إطالة في الحديث، ورغم ظهوره منذ حوالي عشرين عاماً إلا أنه اكتسب شهرة واسعة في الأعوام القليلة الماضية.

5